بغضّ النظر عمّا إن كانت سلسلة الاتهامات الجنسية، التي وُجِّهت إلى نجم اليسار الفرنسي دومينيك ستروس - كان، صحيحة أم كاذبة، فلا شك في أنه دفع ثمنًا فادحًا، تمثّل في سقوطه من قمة صندوق النقد الدولي، وحرمانه من المنافسة على الرئاسة في بلاده.


دومينيك ستروس - كان

فلورنس مومس فرنسية في الثلاثين من عمرها اعتقلتها الشرطة مع اثنتين أخريين بتهمة إدارة شبكة للدعارة - وسط علية القوم - في فندق فاخر في مدينة ليل الشمالية.

كاد هذا الخبر أن يمرّ مرور الكرام لولا أن فلورنس فجّرت في محضر استجوابها قنبلة سياسية تتعلق بنجم اليسار الفرنسي دومينيك ستروس - كان.

هذا بالطبع هو الرجل الذي أطاحته من منصبه على رأس صندوق النقد الدولي مزاعم اغتصابه خادمة فندق غينية، تُدعى نفيساتو ديالو، في نيويورك (في مايو/ أيار الماضي). ورغم أن القضاء برّأه لأسباب تقنية بحتة، فهو لا يزال يلعق جراحه منها.

وفي أجزاء مطوّلة من شهادة فلورنس، نقلتها صحيفة laquo;لو باريسيانraquo; الأوسع انتشارًا في فرنسا، جاء أنها شخصيًا، وعلى مدى ست سنوات، صاحبت ستروس - كان في ما لا يقلّ عن 11 حفلة جنس جماعي في مختلف البقاع، من استديو للتسجيلات الصوتية في بروكسل إلى أفخر فنادق فرنسا. وكان، كما زعمت، يضاجعها، إضافة إلى سائر الحاضرات.. laquo;الواحدة بعد الأخرى، وبهمّة تخلب الألبابraquo; على حد قولها.

وأضافت أنه كان يُبدي هذه الطاقة المدهشة لرجل في عمره، خصوصًا مع الوجوه الجديدة من صغار السنّ، بغضّ النظر عن عددهن. لكنها لم تشر إلى أنه كان يمارس الجنس مع فتيات قُصّر. على أنها قالت إنها تتحدث فقط عن الحفلات، التي حضرتها شخصيًا معه، وإنها تعلم أنه كان laquo;نجمraquo; حفلات مشابهة عديدة أخرى.

تقول laquo;لو باريسيانraquo; إن التحقيقات في نشاط هذا الرجل - المعروف في فرنسا بأحرف اسمه الثلاثة laquo;ديه إس كاraquo; فقط، نظرًا إلى شهرته - تجري أيضًا على ضوء المعلومات التي تقول إنه كان يدفع تكاليف باهظة من أجل إحضار مومسات من فرنسا إلى واشنطن دي سي وإلى نيويورك، حيث كان يأخذ بعضهن إلى مكتبه في مبنى صندوق النقد.

وهناك بالطبع اتهامات من عاملات في مكتبه الباريسي بأنه تحرّش بهن جنسيًا قبل ثمانية أعوام. ورفعت إحداهن دعوى قضائيةضده، لكن الإدعاء أسقط التهمة بسبب غياب الدليل.

وتشير الصحيفة إلى أن ستروس - كان واجه في مايو الماضي quot;قمندانquot; شرطة ليل، جان - كريستوف لاغارد، الذي حذّره من أن laquo;أعين أجهزة الاستخبارات الفرنسية مفتوحة على كل تحرّك تقوم بهraquo;. وزعمت أن ستروس - كان رد بقوله: laquo;لا مشكلة، ولا داعي لكل هذا. فقد وضعت على عيني عصابة سوداء عندما يتعلق الأمر بالنساءraquo;.

نفيساتو ديالو.. بداية هبوب العاصفة

وورد في إحدى شهادات فلورنس إنها تلقت مبلغ 3200 دولار - مع مومس أخرى تدعي مونيا حصلت على المبلغ نفسه - لقضاء ثلاثة أيام مع ستروس - كان في واشنطن دي سي. كما ورد أيضًا أنها كانت تحصل على ما يعادل ألفي دولار على تنظيم كل من حفلات ليل وباريس.

وتقول مجلة laquo;نوفيل أوبزيرفاتيرraquo; من جهتها إن الشرطة الفرنسية تنظر أيضًا في رسائل SMS بعث بها إلى عدد من القوّادين، يطلب فيها إمداده بالفتيات.

وفي حال إثبات صحة هذا النبأ، فهو يعني أن بوسع السلطات اتهامه رسميًا بـlaquo;تشجيع القوادة وتجارة الاستغلال الجنسيraquo;. لكن الثابت هو أنها أضافت اسمه إلى قائمة العملاء لشبكة دعارة منظّمة، تتخذ من ليل مقرًا لها.

هكذا يجد هذا الرجل أن مستقبله المهني والسياسي الباهر، تبعًا لعديدين قالوا إنه الوحيد القادر على هزيمة ساركوزي باسم اليسار في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، راح ضحية سلسلة من الفضائح الجنسية، بغضّ النظر عن مدى صحتها.

وتقول صحيفة laquo;لو بوستraquo; الإلكترونية الفرنسية إنه اعترف لعدد من أصدقائه بأنه laquo;مريضraquo;، وبحاجة إلى العلاج من laquo;إدمان الجنسraquo;. ونقلت عن أصدقاء آخرين قولهم إنه أصيب بالاكتئاب نتيجة laquo;سيل الاتهامات الجنسية الكاذبة والمغرضة سياسياًraquo; بحقه.

وقال أحدهم إنه laquo;صار يقضي أيامه محبوسًا داخل داره، ولا ينفك عن قضم أظافره حتى تدمي أصابعه. ونقلت الصحيفة الإلكترونية عن آخرين، قالت إنهم مقرّبون إليه، زعمهم إن عقيلته بريجيت تتهيأ الآن لطلب الطلاق منه.