بلغ عدد البرامج الإخبارية التي نزّلها أصحاب لوح laquo;آي بادraquo; أكثر من 200 ألف منذ بدء تسويقه في ابريل / نيسان الماضي.
ومع ان الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأحرى تقاطرت على تحميل برامجها الى متجر laquo;أبلraquo; على laquo;آي تيونزraquo;، فقد بدأ عددها يتناقص شيئا فشيئا، بسبب امتناع أبل عن قبول البرامج التي يفرض أصحابها اشتراكات دورية على الأرجح. وقد أدى هذا في حد ذاته الى أن العملاق التكنولوجي أعاد النظر في هذه السياسة.
وكان المستفيد الأول هو امبراطور الإعلام الاسترالي روبرت ميردوخ الذي بدأ تجربة جديدة قد تثبت أنها منعطف رئيسي - وربما ثورة حقيقية - في مجال الصحافة المقروءة، وخصص لمشروعه هذا مبلغ 30 مليون دولار وستة أشهر في الإعداد له.
laquo;الثورةraquo; تتمثل في The Daily laquo;ذي ديليraquo;، وهي صحيفة جديدة لا تتوفر الا لأصحاب laquo;آي بادraquo; باشتراك يبلغ 99 سنتا في الأسبوع أو 39.99 دولار في السنة. وتلقى الجمهور الأميركي العدد الأول من الصحيفة الجديدة يوم الأربعاء مستفيدا من صحيفة تتميز بأشياء لا تتاح لغيرها. ومن هذه الصور على 360 درجة، وأفلام الفيديو بالصورة العالية الوضوح HD، وشرائط صوتية يمكن تشغيلها مثل الراديو، إضافة الى الرسوم البيانية المتحركة.
ووفقا لصحيفته البريطانية laquo;تايمزraquo;، فقد رفع ميردوخ، مالكlaquo;نيوز كوربraquo; ومديرها التنفيذي، النقاب في متحف غاغينهام بمانهاتن. نيويورك، عن الصحيفة الإلكترونية الجديدة قائلا: laquo;الأزمان الجديدة هذه تستدعي صحافة جديدةraquo;، ومشيرا الى أن التكنولوجيا العصرية خلقت من وسائل الإيصال الإعلامي ما هو أكثر كثيرا مقارنة بأي وقت مضى.
والواقع ان المشروع - وإن كان بمبادرة من ميردوخ - فهو ليس حكرا لها لأن laquo;أبلraquo; نفسها طرف أساسي فيه. وقد عمل الملياردير الاسترالي بشكل لصيق مع مدير ابل التنفيذي، ستيف جوبز، لتطويره. وفي حفل الافتتاح قال ميردوخ إنه يأمل ان laquo;تجتذب الصحيفة الجديدة الملايين من الأميركيين المتعلمين الذين لا يقرأون الصحف أو يشاهدون التلفزيون لكنهم لم يفقدوا شهيتهم الجامحة للأنباء ومعرفة ما يدور حولهم سواء في أميركا أو في مختلف أنحاء العالمraquo;.
ويذكر أن laquo;نيوز كوربraquo; تملك في بريطانيا laquo;تايمزraquo; وlaquo;الصنraquo; ونسختها الاسبوعية الصادرة يوم الأحد laquo;نيوز اوف ذي ويرلدraquo; إضافة الى فضائية laquo;سكايraquo; بقنواتها المتعددة وأشهرها laquo;سكاي نيوزraquo; الإخبارية. ويأمل القائمون على شؤون laquo;ذي ديليraquo;أن تصبج مصدر دخل مهم لأن مطبوعاتها الورقية تعاني، كغيرها حول العالم، من الخسارة بسبب انصراف الناس عنها الى المصادر الإعلامية الأخرى مثل التلفزيون والإنترنت.
وهذا طموح ليس بعيد المنال لأن ذي ديلي لا تستلزم الورق أو المطابع الجديثة العالية التكلفة أو مختلف وسائل النقل لتوزيعها. ويقول ميردوخ إن تكاليف انتاجها أقل من 500 ألف دولار في الاسبوع وهذا رقم يقل كثيرا عنه لو كانت ورقية. وستكون الصحيفة في الوقت الحالي حكرا على آي باد وعلى السوق الأميركية. لكن ثمة خطط مستقبلية لنقلها الى وسائل تكنولوجية أخرى ومختلف الأسواق في العالم.
التعليقات