عاود بعض رجال الدين السعوديين الدخول من جديد في ساحة الأحداث السياسية العربية ببيان جديد، رأوا فيه أن ما يحدث في البحرين هو خطر quot;مدٍ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي وتكوين هلال فارسيquot; وفق بيان نشرته شبكة الدفاع على السنة عبر الإنترنت.


الرياض: لم يعد يستغرب المتابع للأحداث السياسية والثورات العربية التي تنتقل شعلتها من دولة لأخرى، من عدم دخول رجال الدين ضمن المشاركين بالرأي في مجموعات معترضة حينا ومحللة حينا آخر.

فبعد بيان رجال الدين السعوديين جراء سقوط نظام رئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي، وبعد دخول عضوين من أعضاء هيئة العلماء السعودية في خط الثورة المصرية؛ لم يقف قطار quot;التعليق والتحليلquot; الإسلامي من رجال الدين في السعودية عند ذلك بل تجاوزه إلى تفنيد أسباب مظاهرات البحرين الحالية.

رجال الدين السعوديين بزعامة المثير للجدل دائماً والعنصر شبه الثابت في العرائض المتشددة يوسف الأحمد قالوا في بيان لهم نشر عبر quot;شبكة الدفاع عن السنةquot; على الإنترنت أن المتغيرات التي شهدتها تونس ومصر هي سقوط لرموز الظلم والطغيان وفق بيانهم.

وكرر المعترضون والمحللون للأوضاع السياسية الراهنة من رجال الدين السعوديين تأكيدهم على أن ما يحدث في البحرين هو نتاج لمخططات المد quot;الصفويquot; المنتسب تسميته إلى الصفويين الذين حكموا بلاد فارس وهي البلاد المسماة حاليا بجمهورية إيران، في الفترة من 1500 حتى أواخر العام 1700، الذين يعتبرون من المتشددين في المذهب الشيعي.

واستطرد المعترضون في وصف وتحليل لأحداث مملكة البحرين بأن المظاهرات والمطالبات الشعبية تخرج عن دائرة المطالبة بالحقوق، معتبرين أن هدفها هو quot;تنفيذ مخططات مشبوهة وأجندات ظاهرة، تمثل طليعةً لمدٍ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي وتكوين هلال فارسيquot;.
وفند رجال الدين في بيانهم المذيل بأسمائهم الثلاثة عشرة وتخصصاتهم الإسلامية الأكاديمية أن مملكة البحرين هي من أقل دول العالم من ناحية البطالة، على الرغم من قلة مواردها المالية وأن جملة كبيرة من المتظاهرين هم أصحاب وظائف وأعمال على حد تحليلهم.

وأضاف الأكاديميون الثلاثة عشرة الذي من ضمنهم رجل الدين والناشط الإسلامي وليد الرشودي أن المطالب التي ترمي إلى إطلاق الحريات quot;مقصودها الحقيقي؛ تغيير هوية الحكم وتمكين المد الصفوي منه لا قدر اللهquot; مطالبين من quot;العقلاءquot; أن quot;يبصرواquot; هذا الخطر وأن لا يكونوا عونا لهذا quot;المد الصفوي في المنطقةquot; مشيرين إلى أن العبرة تؤخذ مما يجري رحاه في العراق الذي سلب أمنه واستقلاله وخيراته.

واعتبروا أن المطالبة بالإصلاح تكون من الداخل دون أية إملاءات خارجية وفق البيان، مقدمين نصحهم للبحرينيين بأن لا ينخدعوا بما أسموه بـquot;الفتنةquot; ومطالبين منهم عدم المشاركة في المظاهرات التي تخدم quot;المد الصفويquot; مطلقين حكمهم بـquot;تحريم المشاركة بهاquot;

ووجه الموقعون كذلك نصيحتهم للحكام العرب والعالم الإسلامي، بأن quot;صلاح البلاد والعبادquot; يكون بإقامة الأحكام الدينية وتطبيقهم للشريعة الإسلامية التي يُرد التنازع فيها quot;لحكم اللهquot; والنبي محمد.

الجدير ذكره أن العديد من الصحف البحرينية ذكرت أن مظاهرات ميدان اللؤلؤة لم تكن فقط غالبية شيعية بل كانت هنالك أعدادا كبيرة من صفوف السنة، وتردد شعارات تدعو إلى وحدة الصف البحريني عكسا لما كانت عليه المظاهرات والاحتجاجات الطائفية السابقة، إلا أن وزير الخارجية البحريني أكد بعد عقد اللقاء الوزاري الخليجي الاستثنائي الخميس بالمنامة أن إن عملية الإخلاء القسرية التي نفذتها قوات الأمن البحرينية في ميدان اللؤلؤة كانت ضرورية لتجنيب البلاد من الاقتراب من حافة quot;جحيم طائفيquot;.