أكدت اللقاءات التي عقدها العاهل السعودي خلال فترة علاجه على عدم تغيبه عن الساحة السياسية العالمية، وفي الشأن المحلي للمملكة كانت قراراته حاضرة في عدد من الشؤون، أبرزها توجيهاته حيال كارثة سيول جدة الأخيرة. quot;إيلافquot; تستعرض أهمّ مراحل الرحلة الملكية التي ستعود اليوم إلى الرياض.


الرياض: استعرضت quot;إيلافquot; أبرز محطات الرحلة الملكية للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي لم يغب عن المشهد العام الدولي، وكذلك عن المشهد المحلي في عدد من المحطات داخليًا وخارجيًا.

عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم الأربعاءإلى العاصمة السعودية الرياض، بعد رحلة علاجية استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، ظل الملك السعودي خلال أيامها الثلاثة والتسعين قريبًا ومؤثّرًا فىالقرارات والقضايا الكبرى كافةالتي شهدتها المنطقة.

ومع الاحتفالية الشعبية لدى أطياف المجتمع السعودي المختلفة اليوم، يصل إلى الرياض للسلام على الملك عبدالله ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وكذلك عدد من القادة والمسؤولين والممثلين لرؤساء الدول المتوقّع حضورهم تباعًا خلال الأيام المقبلة.

الملك السعودي، الذي تزينت عاصمة بلاده مع عدد من المدن السعودية الأخرى باستقباله منذ وقت مبكر، يحبّه شعبه ويجلّه كثيرًا، خصوصًا وأنه يقود بلاده إلى عدد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، كما يحرص كثيرًا على خدمة الإنسانية والسلام محليًا وعالميًا.

ودعا الملك عبدالله في خطابات عدة منذ تولّيه عرش بلاده في العام 2005 إلى الاهتمام بالشباب وفق رؤية شاملة، قائلاً إنهم quot;شعلة العلم وأساس النهضة والبناء للبلادquot;، وقاد بلاده إلى أن تكون ضمن مصاف الدول العشرين الأولى اقتصاديًا كدولة عربية وحيدة في المجلس.

فلم يغب الملك عبدالله عن الساحة السياسية منذ مغادرته العاصمة السعودية الرياض في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، متوجهًا إلى نيويورك في الولايات المتحدة، لإجراء عملية جراحية في إحدى المراكز المتخصصة في جراحة وعلاج العمود الفقري، وفق توصية الفريق الطبي الملكي، الذي نصح العاهل السعودي بإجراء عملية جراحية لسحب التجمع الدموي الضاغط على أعصاب العمود الفقري، نتيجة انزلاق غضروفي تعرّض له الملك.

الملك عبدالله غادر حينهاالرياض متوجهًا نحو أميركا، منيبًا ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز في إدارة شؤون المملكة فترة غيابه، وبعد وصول الملك إلى نيويورك بيومين فقط، أجرى العملية الجراحية الأولى، حيث سُحب التجمع الدموي وعدّل الانزلاق الغضروفي وثبتت الفقرة المصابة، وفي الثالث من كانون الأول/ديسمبر أجرى عمليته الجراحية الثانية لتثبيت عدد من فقرات الظهر، وذلك تماشيًا مع الخطة العلاجية التي وضعها فريق مستشفى quot;نيويورك برسبيتريانquot;.

في الحادي والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام المنصرم، غادر الملك عبدالله مستشفى quot;برسبيتريانquot; بعدما تكللت العمليتان اللتان أجراهما بالنجاح، متوجهًا إلى فندق في وسط مدينة نيويورك، حتى جاء يوم الثامن من شهر كانون الثاني/ يناير معلنًا عودة الملك عبدالله إلى ممارسة حياته العملية، استهلها باستقبال وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، حيث كانت الأحداث التونسية quot;آنذاكquot; وقضايا صراع الشرق الأوسط هي محور اللقاء.

لم تكن العودة الملكية للحياة العملية متوقفة، بل زادت الأحداث التي طرأت على الساحة السياسية في الشرق الأوسط، وخصوصًا أحداث الفراغ الحكومي وصراع الأحزاب السياسية في لبنان، إضافة إلى أحداث تونس ما قبل quot;خلعquot; زين العابدين بن علي، زادت من وتيرة اجتماعات ولقاءات الملك عبدالله، الذي استقبل في اليوم الحادي عشر من الشهر نفسهالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتبعه بيوم واحد فقط استقبال الملك عبدالله أمين عام هيئة الأمم المتحدة بان كي مون.

تمثّلأبرز القرارات السياسة على الصعيد الخارجي في أمر العاهل السعودي برفع اليد عن الوساطة في حلّ الأزمة اللبنانية في التاسع عشر من شهر كانون الثاني/يناير، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل،مبديًا (الأخير) تخوّفه في الملفّ من تقسيم الدولة ونهاية وحدة لبنان.

هذا وواصلت الرحلة الملكية العلاجية ndash; العملية طريقها لتصل إلى مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية لقضاء الملك عبدالله فترة نقاهة في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، فكانت بعيدة عن أية لقاءات أو اجتماعات معلنة، بل زادت فيها أجواء الاتصالات بين الملك عبدالله وقادة عدد من الدول والحكومات داخل الأسرة العربية والدولية سياسيًا.

محليًا، وفي الوقت الذي لا تزال كارثة سيول quot;أربعاء جدة الثانيةquot; التي وقعت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي تلقي بظلالها لكونها أشد الأحداث على الصعيد الداخلي منذ مغادرة الملك عبدالله إلى العلاج، ينتظر السعوديون التشكيل الوزاري الجديد لعدد من القطاعات الحكومية، إضافة إلى تعيينات وتبديلات جديدة في مقاعد أمراء المناطق في السعودية، الذيأُرجئ الإعلان عتهحتى عودة الملك عبدالله إلى البلاد.

حيث أكدت مصادر لـquot;إيلافquot; أنه سيصدر قرارات تتصل بتحقيق رفاهية المواطن السعودي، وفي مقدمها quot;وضع حلول فعالة للحدّ من ارتفاع الأسعار، وتصحيح مسارات الأداء الحكومي، وتفعيل نظام المراقبة والمحاسبة والمكافأة والمعاقبة، وإجراء تعديلات وزارية وإدارية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والاستعانة بالكفاءات الوطنية التي بقيت في الظل أو تأخرت عن أخذ فرصتها ومكانها الطبيعي في حقول الخدمة الوطنيةquot;.

إضافة إلى ذلك، تنتظر أطياف المجتمع السعوديكافةالخطاب الملكي المعتاد في افتتاح السنة الجديدة لأعمال مجلس الشورى، وتحظى الكلمة التي يدشّن بها العاهل السعودي أعمال المجلس اهتمامًا على المستوى المحلي والإقليمي كذلك، فهي تعبّر بشكل رسمي ومباشر عن خطط الحكومة السعودية وماأنجزته خلال العام الماضي وتوجهاتها المستقبلية كذلك.

إلى جانبأنها تعبّر عن الموقف الرسمي السعودي من غالبية القضايا المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والمجتمع الدولي كذلك، التي تعيش حاليًا أزمات وأحداث متكررة، خصوصًا في ما يتعلق بالثورتين العربيتين في تونس ومصر، وما صاحبها من أحداث.