مشاورات بين ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة والحريري 27 يناير 2011 |
يقول رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لـ إيلاف quot;لأ للسجالquot;، ردًّا على شعار quot;لأ للسلاحquot; الذي حمله المتظاهرون خلال إحياء الذكرى السادسة لـ ثورة الأرز. وتبلغ أوساط قريبة من ميقاتي quot;إيلافquot; بأن ولادة الحكومة لن تتأخر طويلًا quot;وقد نشهد تطورًا كبيرًا بهذا الخصوص في نهاية الاسبوع الحالي او في منتصف الاسبوع المقبل على ابعد تقديرquot;.
بيروت: آثر كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي المكلف تشكيل حكومة جديدة عدم التعليق المباشر على الاحتفال بالذكرى السادسة لـ quot;ثورة الأرزquot; الذي شهدته quot;ساحة الحريةquot; في وسط بيروت صباح الأحد الماضي. إذ اكتفى الاول بالقول quot;تابعنا المشهدية ولا تعليقquot;، فيما نقل عن الثاني بضع كلمات جاء فيها: ان الرئيس ميقاتي رأى في بعض الخطابات التي ألقيت تأجيجًا للفتنة، مضيفا quot;لقد تأكد لنا اليوم ان الرئيس رفيق الحريري استشهد من أجل وحدة لبنانquot;.
لم تمض ِساعات على ما نسب الى ميقاتي عبر زواره حتى سارع قياديون ونواب في quot;تيار المستقبلquot; الى الرد على الرئيس الملكف بعنف حيث اسف الامين العام للتيار المذكور أحمد الحريري quot;ان يذهب ميقاتي بعيدا في تبنيه لخطاب quot;حزب اللهquot; وان يكون أول المتحاملين على المشهد الوطني والشعبي الاستثنائي الذي جرى يوم الاحد الماضيquot;، مضيفًا في كلمة له: quot;ان اتهام ميقاتي لنصف الشعب اللبناني او اكثر بالعمل على خلق الفتنة وتأجيجها هو اتهام يندرج مباشرة في ادبيات حلفائهquot;. وخاطب احمد الحريري ميقاتي قائلاً: quot;كان من الافضل الا تتسرع في ردة الفعل مع تقديرنا التام لان يكون المشهد في quot;ساحة الحريةquot; اكبر بكثير من ان تتمكن من ضبط أعصابك وتوسيع صدرك لاستيعابهquot;.
الأوساط السياسية المتابعة استوقفها هذا الانتقاد اللاذع الموجه من الامين العام لتيار المستقبل إلى الرئيس ميقاتي ورأت فيه مؤشرا لحملة منظمة اعدها فريق 14 آذار بصورة عامة و quot;تيار المستقبلquot; بشكل خاص تستهدف في المرحلة المقبلة على ما يبدو الرئيس المكلف وحكومته المنوي تشكيلها، بعد ان تراجع هذا الاستهداف لفترة افساحًا للمجال امام تقدم موضوع نزع السلاح عليه والذي كان العنوان الرئيسي والابرز في احتفال الاحد، الذي ما زال يشهد حتى الساحة سجالاً بين فريقي النزاع 14 و 8 آذار يتركز حول عدد المشاركين فيه اذ ذكر الاول انه بلغ المليون فيما حسابات الثاني لا تتجاوز السبعين ألفًا. هذا ولاحظ المراقبون غياب معلومات الجيش اللبناني بهذا الصدد والتي لطالما اعتمد عليها في مثل هذه المناسبات وحملت ارقامها الرد القاطع على تكهنات واستنتاجات هذه الجهة او تلك. وقد علمت quot;إيلافquot; ان قائد الجيش العماد جان قهوجي اعطى توجيهاته هذه المرة بعدم الدخول في quot;لعبة الأرقامquot; والامتناع عن التعاطي الاعلامي لهذا الشأن لا من بعيد ولا من قريب.
في المقابل يبدو الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مطمئنًا الى مسار عملية تشكيل الحكومة وهو يلاقي الرئيس بري في موقفه القائل إن افضل رد على المعارضة الجديدة هو الاسراع بتأليفها لا الدخول معها في سجال لا يجنى منه سوى مضيعة للوقت. ومن هنا يشهد مكتبه في فردان منذ الساعة التاسعة من صباح كل يوم وحتى ساعة متأخرة من الليل لقاءات واجتماعات معظمها بعيد من الاضواء، في وقت لم يعد خافيًا على احد بأن العقدة الرئيسية التي تتحكم بولادة الحكومة تكمن في حقيبة وزارة الداخلية او بالخلاف القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون. الا ان هذا الخلاف لم يمنع اوساط قريبة من ميقاتي ابلاغ quot;إيلافquot; بأن ولادة الحكومة لن تتأخر طويلًا quot; وقد نشهد تطورًا كبيرًا بهذا الخصوص في نهاية الاسبوع الحالي او في منتصف الاسبوع المقبل على ابعد تقديرquot;.
هذا واستغربت الاوساط المذكورة ان يعمد مسؤولون في تيار quot;المستقبلquot; الى تجاهل قول الرئيس ميقاتي بان الرئيس رفيق الحريري استشهد من اجل وحدة لبنان، علمًا ان الرئيس المكلف وغداة الاحتفال السادس بـ quot;ثورة الارزquot; كان حريصًا على ابلاغ زواره في حضور quot;ايلافquot; بأن الاهم في تعليقه المقتضب على هذا الاحتفال هو هذه العبارة بالذات التي يأمل ممن يعنيهم الامر التمعن بها جيدًا وادراك معناها.
من جهة أخرى، لاحظ المراقبون محاذرة quot;تيار المستقبلquot; الرد على الكلام الذي أدلى به رئيس جبهة quot;النضال الوطنيquot; النائب quot;وليد جنبلاطquot; منتقدًا خطاب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري وحديثه عن quot;المستحيلاتquot; في معرض هجومه على السلاحquot;، فيما كان اللافت الموقف الصادر عن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد زيارته جنبلاط أمس خصوصًا لجهة قوله بأننا quot;لا نطمح الى قطيعة مع أحدquot;، الامر الذي رأت فيه اوساط رسمية وسياسية مؤشرًا واضحًا من الحزب بعدم رغبته في التصعيد والرد على الحملات التي تشن ضده والصرخات التي اطلقت وتطلق قائلة : quot;لأ للسلاحquot;.
التعليقات