سانتياغو: وجّهت الولايات المتحدة رسائل يشوبها بعض الغموض الاثنين حيال أهدافها في ليبيا، إذ أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه على الزعيم الليبي معمّر القذافي التنحّي، مشددًا في الوقت عينه على أن القوات الأميركية ستحترم تفويض الأمم المتحدة الأضيق في هذا الجال.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده في تشيلي quot;تحركنا العسكري يأتي دعمًا لتفويض دولي من مجلس الأمن، يركز بالتحديد على التهديد الذي يمارسه العقيد القذافي على شعبهquot;.

واكد ان القصف بالصواريخ والغارات الجوية التي شنّت في عطلة نهاية الأسبوع quot;اتت دعمًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي ينصّ بالتحديد على جهود انسانية، وسنحرص على احترام هذا التفويضquot;. لكن اوباما شدد على ان quot;السياسة الاميركية تقوم على ضرورة رحيل القذافيquot; متهمًا الزعيم الليبي، الذي حكم هذا البلد الواقع في شمال افريقيا، أكثر من اربعة عقود، بقتل المدنيين في محاولته لقمع ثورة المعارضة.

وتعرضت الادارة الاميركية لضغوط لامتناعها عن توضيح اهدافها من الحرب على ليبيا مع ان اوباما، القائد الاعلى للقوات الاميركية شدد على ان بلاده لن ترسل اي جنود على الارض.

واشار مراقبون الى ان الهدف النهائي من الحملة لم يحدد بوضوح، وان القوات الاميركية المنهمكة في العراق وافغانستان، لا تملك القدرة على الانخراط في حرب طويلة اخرى. كما برزت انتقادات دولية متزايدة حول الضربات التي شنّتها القوات الاميركية والبريطانية والفرنسية على انظمة الدفاع الجوي الليبية في سعيها الى توفير غطاء للثوار وفرض منطقة حظر جوي على قوات القذافي.

الا ان اوباما قال في رسالة الى اعضاء الكونغرس ان quot;القوات الاميركية تنفذ عملية محدودة ومحددة جدا دعما للجهود الدولية لحماية المدنيين والحؤول دون وقوع كارثة انسانيةquot;.

وقال رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن في رسالة عبر خدمة تويتر للمدونات الصغرى ان هدف المهمة في ليبيا quot;يبقى محصورا بمنع القذافي من التعرض بالاذى لشعبه وفرض منطقة حظر جويquot;. ويسمح قرار مجلس الامن رقم 1973 الذي كان ثمرة مفاوضات دبلوماسية مكثفة لتجنب استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) quot;باستخدام كل الوسائل الضروريةquot; لحماية المدنيين.

واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرتس غيتس ان ليبيا ستكون quot;في حال افضلquot; من دون القذافي في الحكم لكنه اضاف ان quot;الامر يعود الى الليبيين انفسهمquot;. واضاف في مقابلة مع وكالة انباء الانباء الروسية انترفاكس انه quot;من الخطأ ان نحدد ذلك (الاطاحة بالقذافي) هدفا لعمليتنا العسكريةquot;.

وتقود الولايات المتحدة العمليات العسكرية في ليبيا التي تضم تحالفا واسعا، لكنها تشير الى انها تحرص على تسليم القيادة الى طرف اخر في اسرع فرصة ممكنة. ورجح اوباما الاثنين ان ذلك قد يحصل في غضون ايام، وليس اسابيع، مضيفا ان حلف شمال الاطلسي بامكانه ان يضطلع بدور في تنسيق المرحلة المقبلة من التحرك مع انه يواجه صعوبات في تجاوز الانقسامات في صفوفه.

واوضح اوباما ان quot;سرعة نقل القيادة رهن بتوصيات المسؤولين العسكريين بان المهمة انجزت اي ان المرحلة الاولى منها قد انجزتquot;. واضاف ان quot;الهدف الاساسي هو القضاء على الدفاعات الجوية الليبية حتى تكون منطقة الحظر الجوي فعالة وكي لا يتعرض طيارو وطائرات التحالف لاي تهديد عندما يسهرون على تطبيق الحظر الجويquot;.

وتابع الرئيس الاميركي ان quot;الجانب الاخر هو التأكد من انجاز الجوانب الانسانية للمهمةquot;. واكد اوباما لاعضاء الكونغرس ان الضربات العسكرية على نظام القذافي تصب في المصلحة القومية للولايات المتحدة.

وقال quot;اذا لم نعالج عدم الاستقرار المتزايد في ليبيا فان ذلك قد يتسبب بمزيد من عدم الاستقرار في الشرق الاوسط مع عواقب خطرة على مصالح الامن القومي الاميركيquot;.

وتعهد بان الضربات الاميركية على الدفاعات الجوية الليبية والثكنات العسكرية quot;ستكون محدودة في طبيعتها ومدتها ونطاقهاquot;. الا ان الادارة الاميكرية لم تدع مجالا للشك بالنسبة إلى الهدف النهائي مع ان الوسائل لتحقيق ذلك لم تحدد بعد.

فقد قال الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر quot;نحاول اقناع العقيد القذافي ونظامه وشركائه بأن عليهم التنحي عن السلطة. هذا يبقى هدفنا النهائيquot;.