دعا وزير السياحة اللبناني فادي عبود وسائل الإعلام إلى عدم إقحام الخلافات السياسية في عملها، رافضًا في الوقت عينه الحديث عن استغلال المرأة اللبنانية لجذب السياحة، ومشيرًا إلى تراجع أعداد السياح الخليجيين الوافدين إلى لبنان.


وصف وزير السياحة اللبناني فادي عبود الحملة التي تعرّض لها من قبل عدد من وسائل الإعلام، أبرزها تلفزيون quot;المستقبلquot; وإذاعة quot;الشرقquot; التابعين لتيار quot;المستقبلquot; الذي يتزعمه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بـ quot;السخيفةquot;، وقال في حديث لـ quot;إيلافquot; إنه يتمنى على هذه الوسائل الإعلامية ألا تقحم الخلافات السياسية في عملها.

وكانت جمعيات نسائية وهيئات دينية وممثلون عن المجتمع المدني أبدوا في أحاديث أجرتها معهم المحطتان المذكورتان بأن استياءهم من شرائط إعلانية أعدتها وزارة السياحة تحثّ السياح على المجيء الى لبنان، ركزت فيها على جسد المرأة لهذه الغاية.

إلا أن الوزير عبود الذي استغرب تجاهل quot;مدّعي العفةquot; كما سماهم للوحة إعلانية تتضمن صورة راقصة علقت بالقرب من أحد المساجد، وكذلك لظهور عارضات أزياء شبه عاريات على الثلج، ولتقديمهم برامج تلفزيونية لا تخلو من إباحية تحت ستار الترفيه، أوضح أن الشرائط التلفزيونية الدعائية الثلاثة التي أنجزتها الوزارة، والتي تتعرّض للانتقاد موجهة تحديداً للسياح الأجانب لا للعرب، وهي تعرض في محطتي quot;سي.أن.أنquot; الأميركية، وquot;بي.بي.سيquot; البريطانية.

وأشار عبود إلى أن الشريط الأول يظهر امرأة فرنسية تتناول الطعام مع والدتها التي تسألها عن رحلتها الأخيرة الى لبنان، فتجيبها وهي تستعرض في مخيلتها مشاهد من مناطق مختلفة في لبنان، بينها الأرز وبعلبك ومغارة جعيتا، وكذلك صورتها في أحد المطاعم والحفلات الموسيقية وصولاً الى البحر مع وجه فتاة تهمّ بالقفز الى الماء لتقول الى والدتها في نهاية الشريط الذي لا يتعدى الدقيقة quot;إنه لبلد رائع فعلاًquot;.

ويذكر عبود أن ما تضمنه الشريط الأول ينسحب على الشريطين الباقيين، حيث حلّ في الثاني شاب إنجليزي يجلس في حانة لندنية، فيما بدا في الثالث رجل أعمال في نيويورك، وقد قام الإثنان كما الفتاة في الشريط الأول، بالإعراب عن حنينهما الى لبنان الذي عادا منه للتوّ.

ويخلص وزير السياحة اللبناني هنا الى القول إن مَن شنّ الحملات علينا لم ير الشريط بالتأكيد، خصوصاً أن مشهد الفتاة لم يستغرق ثانية، لكن أصحاب النوايا السيئة بإمكانهم أن ينظروا الى الأمر على أنه استغلال لجسد المرأة ويتهموا الوزارة باستخدامها كسلعة للترويج السياحي، فيما الواقع عكس ذلك تماماً، إذ إن الغاية من وجود المرأة في هذا الشريط هو إضفاء مسحة جمالية عليه، بعيداً من أي إثارة. وقال عبود quot;من يعير اهتماماً لهذا quot;القيل والقالquot;، بل يترك الحكم على عمل الوزارة الهادف الى مخاطبة السياح الغربيين الى أربعة ملايين لبنانيquot;.

من جهة أخرى، اعتبر الوزير عبود أن في كلام كل من نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر ونقيب أصحاب المطاعم بول عريس عن انخفاض كبير في عدد السياح العرب الى لبنان، يحمل شيئًا من المبالغة، موضحاً أن هناك تقدماً في حجم الإنفاق السياحي بزيادة واحد بالمائة عن العام السابق، وهذا هو المهم، مقابل انخفاض في عدد السياح العرب، خصوصاً السعوديين والكويتيين والإماراتيين والبحرانيين.

فيما سجل ارتفاع ملحوظ في عدد السياح الأردنيين تصل الى أكثر من سبعة بالمائة عما كان عليه في العام السابق. وإذ رفض الوزير فادي عبود ما يتردد عن تأثير خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي حمّل فيه على النظام في البحرين على الحركة السياحية العربية في لبنان، أكد أن تراجع هذه الحركة بدأ مع اليوم الأول لحصول الانتفاضات العربية، بدءاً من تونس مروراً بمصر واليمن وليبيا.

وتمنى وزير السياحة اللبناني على وسائل الإعلام التابعة لقوى الرابع عشر من آذار عدم إقحام السياسة في الشؤون السياحية، مذكراً بأنها لطالما نادت النظرية يوم كان ممثلوها في الحكم. وحذر عبود القوى المذكورة من تصوير الحكومة المقبلة على أنها quot;أقل صداقةquot; للسائح الخليجي، ومؤكداً حرص الجميع على إيلاء السياح العرب، خصوصاً الخليجيين منهم، كل اهتمام ورعاية، مشيراً الى أن عدد هؤلاء السياح يشكل أربعين بالمائة من عدد السياح الإجمالي، إلا أن إنفاقهم يتجاوز الستين بالمائة عن إنفاق السياح الأجانب.

ورداً على ما قاله الأشقر عن بلوغ إلغاء الحجوزات في الفنادق نسبة 50%، أوضح عبود أن الأسبوع الماضي شهد انعقاد مؤتمرين كبيرين في لبنان، ولم يشهد أحدهما أي إلغاء حجوزات، ومن هنا يكرر دعوته إلى أصحاب الشأن بأن يبعدوا السياسة عن السياحة.