تقول زوجة أحمد عز إن أي شخص ثري ينظر إليه على أنه فاسد وشرير ويجب أن يلقى به خلف القضبان. وأحمد عز المكروه من المصريين، كان يُمثل للملايين رأسمالية حميمة متفشية، كانت قبل الثورة، حقيقة من حقائق الحياة، حسبما أوردت صحيفة الواشنطن بوست.


تطرح عبلة عز، زوجة واحد من أغنى أغنياء مصر، وهي تلوح بيدها بشكل فظ، سؤالاً تعرف إجابته مسبقاً، وهو quot; من يتعاطف مع الملياردير ؟ - لا أحد quot; ... هكذا استهلت زوجة رجل الأعمال المصري الشهير، أحمد عز، حديثها مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية التي أعدت تقريراً مطولاً تناولت من خلاله قصة صعود وهبوط ذلك الملياردير الذي كرهه المصريون، بسبب الدور المثير للجدل الذي لعبه على كافة الأصعدة والمستويات في مصر خلال السنوات الماضية، واقترابه من دوائر النخبة في البلاد، وتحوله إلى قائد برلماني ومنفذ سياسي لدى الحزب الحاكم، بالإضافة إلى صلة الصداقة القوية التي ربطته بجمال مبارك، نجل الرئيس السابق.

وجاء حديث زوجة أحمد عز مع الصحيفة في أعقاب اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، التي نجحت في الإطاحة بنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، وبعد أن وُجِّهت إلى زوجها، البالغ من العمر 52 عاماً، تهماً بالكسب غير المشروع، رغم محاولته التملص من تلك الاتهامات والتأكيد على أنه لم يقترف أي نشاط غير قانوني.

وقالت الصحيفة إنه وفي الوقت الذي بدأت تُطهِّر فيه مصر نفسها من عناصر نظامها القديم، وإقدامها على تكوين نظام جديد، بدا عز وكأنه ربما أكثر رموز ذلك النظام السابق تمتعاً بكراهية الشعب. وسواء كان ذلك حقاً أم لا، فإن عز - الذي احتكر إنتاج الحديد في العالم العربي - كان يُمثل للملايين رأسمالية حميمة متفشية، كانت قبل الثورة، حقيقة من حقائق الحياة. ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن كثير من زملاء عز تحدثوا عنه بعد رفضهم الكشف عن هوياتهم خشية التعرض لمخاطر تهددهم.

وفي سلسلة من المقابلات، قالت عبلة عز، 48 عاماً :quot; الجميع يخشون من المجاهرة بالقول إنهم يعملون في مصانع حديد عز. ومن الأفضل ألا أرتدي مجوهرات لامعة وأن أقود سيارة متواضعة للغاية، لكي لا يُنظَر إليَّ على أني امرأة غنيةquot;. ورغم ذلك، أوضحت الصحيفة أنها لا تزال تقيم بشقة في الطابق الرابع والعشرين بأحد فنادق الفور سيزونز، كانت تجمعها مع زوجها وابنهما البالغ من العمر 14 عاماً.

وأضافت في سياق حديثها :quot; أي شخص ثري في هذا البلد يُنظَر إليه على أنه فاسد وشرير ويجب أن يلقى به خلف القضبانquot;. ورأت الصحيفة في هذا الشأن أن تقديرها للوضع قد لا يكون بعيداً عن الحقيقة. فمنذ شباط/ فبراير، والادعاء العام يلاحق عدداً كبيراً من رجال الأعمال الذين تربطهم علاقات بالنظام السابق، وكذلك تُجَمَّد أرصدتهم، ويُمنَعوا من السفر ويُواجَهوا بتهم فساد متعلقة بصفقات مع مسؤولين حكوميين.

ويقول بعض رجال الأعمال الآن إن مثل هذه المحاكمات السريعة للثورة قد تعرض الاقتصاد المصري للخطر، لأن أصحاب العمل مثل عز، بغض النظر عن طريقة تسييرهم للعمل، يوفرون وظائف ويؤسسون شركات راسخة وقوية. ومضت الصحيفة الأميركية تنقل هنا عن محمد حمودة، أحد المحامين المعروفين في القاهرة، والذي أوضح أنه رفض قبول قضية عز، قوله :quot; لا توجد أي دولة عاقلة تزج برجال أعمالها في السجن وتدمر اقتصادها. نحن بحاجة إلى البناء، ولا نريد التدمير. فمن سيأتي إلى مصر كي يستثمر، إذا وجد رجال الأعمال محتجزون خلف القضبانquot;.

وفي المقابل، أشار محللون إلى أن عاملاً آخراً تسبب على ما يبدو في إثارة الغضب الشعبي من عز، وهو المتعلق بأن سنوات الازدهار التي أسفرت عن تكون طبقة من الأثرياء لم تعد بأية فوائد على الجماهير العريضة. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقرب من 44 % من المصريين يعانون من فقر شديد، حيث يعيشون بأقل من دولارين يومياً.

ونقلت الصحيفة عن محمد جاعورة، نادل يبلغ من العمر 54 عاماً يقدم المشروبات والنرجيلة، قوله :quot; إن عز مثل رجل يمتلك سلاح ويهددك به: إما أن تعطيني أموالك وإلا فسأقتلكquot;. أما المدافعون عن عز فيقولون إنه يستحق كل الأموال التي كسبها وأنه تحصل عليها بكل شرف وأمانة. جدير بالذكر أن عز بدأ الاستثمار في مصانع الحديد مطلع تسعينات القرن الماضي، ثم نمت ممتلكاته بعد ذلك تدريجياً، ومن ضمنهم مصنع حديد الدخيلة المملوك للدولة. وقال محاموه إنه كان يملك هذا كله قبل أن يصبح نائباً في البرلمان وأنه التحق بعالم السياسة لخدمة الشعب، لا لزيادة ثروته.