الثوار يواجهون صعوبات متزايدة في ليبيا

القاهرة: اعتبرت تقارير صحافية أميركية أن القرار الذي أجاز بموجبه الرئيس، باراك أوباما، استخدام طائرات مسلحة بدون طيار في ليبيا بمثابة الخطوة التي من شأنها تعميق تورط الولايات المتحدة في ذلك الصراع المتأزم الذي تشهده البلاد، وتكليف المعدات الأميركية مرة أخرى بشن هجمات ضد القوات الأرضية الموالية.

وقال مسؤولون أميركيون إن الجيش الأميركي بدأ يوم أمس الخميس عمليات جوية فوق ليبيا باستخدام الطائرات التي تعمل بدون طيار، وسيستمر في الإبقاء على اثنين منهم على الأقل هناك في جميع الأوقات، طبقاً لما نقلت عنهم صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وفي مؤتمر صحافي، أكد وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أن استخدام الطائرات التي تعمل بدون طيار ليست مقدمة لتورط أميركي أعمق، يتضمن القيام بمزيد من الهجمات الجوية أو إرسال قوات أرضية أميركية.

هذا ويتزايد الطلب بشكل كبير على الطائرات المسلحة التي تعمل بدون طيار في أماكن مثل أفغانستان، وباكستان، واليمن، ورأت الصحيفة أن الإعلان عن نشرها في ليبيا يبدو أنه يهدف على الأقل بشكل جزئي إلى توصيل رسالة للزعيم الليبي، معمر القذافي، تفيد بأن الولايات المتحدة لا تزال مشاركة في العمليات التي تشهدها البلاد.

كما تُظهِر تلك الخطوة عزم الولايات المتحدة بالنسبة للحلفاء الأوروبيين، الذين مارسوا ضغوطاً على الجيش الأميركي للقيام بدور أكبر في الأسابيع التي بدأ يلعب فيها دور المساند والداعم للمهمة التي تنفذها الدول الأعضاء في حلف الناتو بليبيا.

هذا ولم يتمكن الثوار في شرق ليبيا من المحافظة على التقدم بعيداً عن مركزهم في بنغازي، كما تعرضت مدينة مصراتة، التي تقع تحت سيطرتهم في الجزء الغربي من البلاد، لوابل لا هوادة فيه من النيران من جانب صواريخ ومدفعية الجيش الليبي، وهو الأمر الذي دفع بقادة الثوار إلى طلب التدخل من جانب قوات أرضية أجنبية.

وقد انتابت الثوار في مصراتة فرحة كبيرة يوم أمس، بعد أن نما إلى علمهم أنه تم نشر طائرات مسلحة تعمل بدون طيار في المنطقة. ونقلت الصحيفة الأميركية عن ناطق باسمهم، قوله :quot; هذه أخبار رائعةquot;.

وأشار كذلك إلى أن هجمات الناتو الجوية ساعدت في إعادة القوات الموالية للقذافي إلى الوراء في آخر يومين. وتابع رافضاً الكشف عن هويته :quot; لا يزال الوضع يائساً للغاية، لكن ليس كئيباً إلى هذه الدرجةquot;.

ولم تُكتَمل المهمة الأولى لتلك الطائرات فوق ليبيا يوم أمس بسبب الطقس السيئ. وأفادت الصحيفة في هذا الشأن بأن الطائرة التي تعمل بدون طيار يمكنها أن تبقى محلقة فوق منطقة ما لمدة تزيد عن 12 ساعة، وهو ما يتيح لهم التمييز بشكل جيد بين قوات الثوار وبين القوات الموالية للقذافي، مقارنةً بالطائرات المقاتلة الأسرع في الحركة، والتي يتوجب عليها أيضاً أن تحلق على ارتفاعات كبيرة. كما تحمل الطائرات التي تعمل بدون طيار صواريخ هيلفاير صغيرة نسبياً وأكثر فاعليةً من القنابل التي يتم توجيهها بدقة عند استهداف قوات الأعداء في المناطق المأهولة بالسكان.

وقال الجنرال جيمس كارترايت، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي :quot; لقد تغير الطابع الخاص بالعمليات القتالية هناك. فأنت ترى أناساً يحفرون أو يختبئون في الأماكن المزدحمة، حيث يشكل الضرر المباشر مبعثاً للقلقquot;. بينما أدان مسؤولون ليبيون ذلك القرار المتعلق باستخدام طائرات بدون طيار، إذ أنه يمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الذي أجاز التدخل في ليبيا بغية حماية المدنيين فحسب.

وأوردت الصحيفة هنا عن نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، قوله :quot; على العكس، سوف تتسبب تلك الطائرات في قتل مزيد من المدنيين، وهذا أمر محزن للغاية. فما يقومون به الآن يعتبر غير ديمقراطي وغير شرعي، وآمل أن يقوموا بمراجعة قرارهمquot;.