الجالية المسلمة في الولايات المتحدةالأميركية رحّبت بنبأ مقتل زعيم القاعدة

حالة من الإرتياح سادت بين مسلمين أميركا بعيد إعلان نبأ مقتل بن لادن، الذي يفترض أنه العقل المدبّر والمنفذ لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، آملين أن يكون ذلك خطوة في طريق النسيان وطيّ صفحة مليئة بالعداء للمسلمين، والتقريب بين الأديان للتخلص من ظاهرة الإسلام فوبيا (رهاب الإسلام).


واشنطن: كانت الإدارة الأميركية قد أعلنت في أوائل الشهر الحالي نبأ مقتل أسامة بن لادن في عملية عسكرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية ضد المجمع السكني، الذي يقطنه هو وعائلته. وقد عبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أن مقتل أسامة بن لادن هو quot;يوم عظيم لأميركاquot; قائلاً إن العالم أصبح الآن أفضل وأكثر أمناً.

وقد علق المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية quot;كيرquot; في الولايات المتحدة الأميركية نهاد عوض على ترحيب الجالية المسلمة هناك بنبأ مقتل أسامة بن لادن،مؤكدًا أنهم أكثر من عانى جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001 عندما قام تنظيم القاعدة بتفجير برجي مركز التجارة العالمي.

وقال: quot;اقترن اسم أسامة بن لادن بالإرهاب. ولكون ما فعله كان باسم الإسلام، فقد ربط الإسلام بالإرهاب خلال حقبة كاملة. والمسلمون في أميركا هم أكثر من عانوا هذا الربط، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي عليهم وعلى الدين الإسلامي. وهي مسألة ليست خاضعة للجدلquot;.ثم أضاف قائلا إن الإسلام ظلم كثيرًا بسبب بن لادن، معتبرًا في الوقت عينه أن ما حدث لم يكن مفاجئًا، فهو ملاحق منذ فترة زمنية طويلة. وتمنى أن تطوى هذه الصفحة إلى الأبد، وأن يتم التمييز بين المسلمين والقاعدة، خصوصًا وأنها أوقعت قتلى مسلمين عندما فجّرت برجي التجارة العالمي.

نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية

يعتقد نهاد عوض أن ما حدث هو انتصار لأميركا وللحزب الديمقراطي، وسيتم استغلاله في الإستحقاقات الإنتخابية للفترة المقبلة. معللاً بأن ما جرى له أبعاد سياسية، والقراءة الحقيقة تكمن بين السطور، بحيث استطاعت الولايات المتحدة الأميركية توجيه ضربة قوية إلى القاعدة، من خلال الوصول إلى بن لادن وإزالته بشكل جذري، بعدما كان قد اختفى عن الأنظار مدة خمس سنوات، لم يبثّ له فيها أي شريط فيديو على القنوات الفضائية.

وعقب الدكتور عماد انشاصي إمام المسلمين وممثل الجالية المسلمة في مدينة أوكلاهوما في خطبة يوم الجمعة الماضي على مقتل أسامة بن لادن، داعيًا إلى quot;التمييز بين ما قام به من عمل إرهابي في قتل الناس الأبرياء وبين الجهاد الحقيقي، الذي كان يقوم به المسلمون أسلافنا..quot;، معتبرًا quot;أن كثيرًا من المسلمين هم مندسون على الإسلام، يفعلون ما لا يأمر به الإسلام من قتل للناس وترويع، وهو ما نهانا عنه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلامquot;.

إمام المسلمين وممثل الجالية الأميركية في ولاية أوكلاهوما عماد إنشاصي

هذا وقد علق سعد محمد المتحدث باسم المسملين في الولاية لقناة سي بي إس الأميركية بأن المسملين في أميركا يرحّبون بما حدث، ولكنهم لا يفرحون له، وهم يترحمون عليه كمسلم وكإنسان.

إحدى السيدات، التي رفضت أن يذكر اسمها، قالت quot;على الرغم مما فعل، فهو أولاً وأخيرًا إنسان ومسلم، لذلك وجب الترحّم عليه وتجاوز سيئاته، فنحن لسنا الله لكي نحكمquot;.

فيما لا يعتقد الدكتور والمفكر والكاتب محمد ربيع المهتم بالشأن السياسي بأنه تم اختيار توقيت معيّن لمقتل أسامة بن لادن، وإنما تمت العملية بعد استكمال جمع المعلومات والتأكد منها، ثمحانت ساعة التنفيذ.

مرجحاً أن القرارات والتعليمات كانت صريحة، وهي القتل، وليس الأسر. مع عدم وجود سبب للمحاكمة، فالقرارات صدرت من الكونغرس بالقتل، بعدما وجّهت له تهمة الإرهاب وقتل المدنيين، وسيناريو القتل، والدفن كان عدّ سلفًا. ذلك فإنه قد تصاحب المحاكمة صعوبات، ممكن أن تؤدي إلى ردود فعل ربما من الجماعات المتشددة. كما إن التصفية الجسدية هي نهج أوباماالمتبع منذ مجيئه، مستدلاً على ذلك باستخدام الطائرات بدون طيار وفرقة الإغتيالات للتصفية الجسدية، وذلك على حد تعبيره.

ويرى ربيع أن مقتل أسامة بن لادن لا يمكن أن يكون ورقة رابحة للإستخدام في الإستحقاقات الإنتخابية، بل إن تحسن الوضع الإقتصادي للبلاد هي الورقة الرابحة، التي من الممكن أن تسهم في اعطاء فرصة للرئيس أوباما والحزب الديمقراطي للترشح لفترة رئاسة ثانية.

فقتل بن لادن كان متوقعًا حدوثه منذ وقت طويل، وكان البحث عنه مستمرًا منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش. وأكد أن أميركا أستطاعت أن تسترد جزءاً من هيبتها بتلك العملية، وأكدت للجميع أنها ما زالت قوية وقادرة على القصاص من كل من يحاول المساس بها. كما إنها لقنت درسًا لكل من سيحاول يومًا أن يكون أسامة بن لادن، وبأن يدها لابد وأن تطاله.

واعتبر ربيع أن المعلومات التي سيتم تحليلها، بموجبها سوف يتم ملاحقة جميع الأفراد الذين ساهموا في مساعدته. وقال إنه بمقتل أسامة بن لادن يكون تنظيم القاعدة قد فقد جزءًا كبيرًا من بريقه وهيبته. فما حدث امتص جزءًا كبيرًا من الكاريزما الخاصة بالتنظيم، كما إن الظواهري لا يتحلى بكاريزما بن لادن لكي يحلّ مكانه، مما يسهم في إضعاف التنظيم. وأضاف أن التنظيم لا يملك قوة الرد والإنتقام الآن. فالتمويل سيكون صعبًا، وخصوصًا بعد تحليل المعلومات التي سوف تكشف عن المصادر الممولة. مما سيضعفه بالتالي في الأماكن الأخرى كافة.

وكانت الإدارة الأميركية قد كفنت جسد أسامة بن لادن على الطريقة الإسلامية، وتم رمي جسده في البحر، وذلك بعدما قتل في منزله في باكستان، وذلك خوفًا من أن يتحوّل القبر إلى مزار من قبل المتشدين والمتعطافين معه، وذلك على حسب ما نشر في وسائل الإعلام العالمية.

محمد ع. عربي أميركي من أصل عراقي مقيم في ولاية ميشغان يقول quot;نختلف مع أسامة بن لادن كنهج وكفكر، بل وكان كابوسًا، ولكن لسنا مع طريقة دفنه بهذه الطريقة. على الأقل كان ممكن دفنه في أي مكان في العالم بدون أن يعرف أين،وبطريقةمختلفة عن رميهفي البحرquot;.

كما وشهدت أميركا خلال اليومين الماضيين جدلاً حول صحة مقتل أسامة بن لادن، وذلك بعد رفض الإدارة الأميركية نشر صور له بعد مقتله، بل إن هنالك من شكك في الصور الموجودة على صفحات الإنترنت، واعتبرها عملية وهمية.

أخيرًا تتمنىفداء س quot;من الإدارة الأميركية إظهار، ولو جزءًا بسيطًا من الصور، حتى ينتهي ذلك الجدل. وهذا هو العدل من الله ،فالقاتل يقتل ولو بعد حينquot;.