إمرأة كردية تحمل صورة أحد أقربائها في تظاهرة وسط اسطنبول 18 أيار/ مايو

لندن: يلاحظ مراقبون أن الربيع العربي لم يستثن العراق رغم ما تقوله الولايات المتحدة عن بناء ديمقراطية وطيدة نسبياً تحصنه ضد الانتفاضات التي تشهدها المنطقة العربية. وأن استياء المواطنين العراقيين من حكامهم لا يقتصر على العرب منهم بل يمتد إلى الأكراد أيضاً.

وفي هذا الشأن تقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتر إن الزعماء الأكراد في كردستان العراق يتصرفون إلى حد كبير كما يتصرف الحكام المستبدون الآخرون في المنطقة. وتشير الصحيفة الى ان الحكومة الاقليمية الكردية واجهت الاحتجاجات المحلية بالعنف والقمع.

وفي مدينة السليمانية استخدمت أجهزة السلطة القوة لطرد المحتجين المطالبين بالديمقراطية من ساحة السراي وسط المدينة. وكانت الساحة نقطة تجمع مئات المحتجين الذين غالبيتهم من الشباب الأكراد للمطالبة بمكافحة الفساد وشبكات المحسوبية التي يديرها الحزبان الكبيران الحاكمان.

وأُطلق هذا الاسبوع موقع اخباري باللغة الانكليزية هو quot;ذي كردش تربيونquot; الذي رمى القفاز بوجه القادة الأكراد قائلا انه quot;بعد عشرين عاما على اقامة حكم كردي في جنوب كردستان فان الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة وضراوة الأحزاب الحاكمة في قمعها تسلط الضوء على الحاجة الى القاء نظرة جديدة الى آفاق امتناquot;.

ويشير الموقع باستخدام عبارة quot;جنوب كردستانquot; الى كردستان العراق وحلم كثير من الأكراد بكردستان الكبرى التي توحد اجزاءها في سوريا والعراق وتركيا وايران، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتر.

وأطلق الموقع تحديه للقادة الاكراد من مكان آمن (في أوروبا) لأن حكومة اقليم كردستان في غمرة حملة واسعة ضد الصحافة تستخدم فيها quot;دعاوى التشهير والضرب والاعتقالات والتهديدات بالقتلquot;، كما تقول منظمة مراقبة حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش فيما تسجل منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; وقوع 44 اعتداء على صحافيين و23 عملية اعتقال استهدفتهم في كردستان منذ منتصف شباط/فبراير.

واعلنت سارا وتسن من منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان صحفي انه quot;في وقت يتفجر الشرق الأوسط بالمطالب لانهاء القمع تحاول السلطات الكردية تكميم الصحافيين الذين ينتقدون وترهيبهمquot;.

ورفع الرئيس العراقي جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني دعاوى قانونية ضد رئيس تحرير وناشر مجلة quot;ليفينquot; الكردية المستقلة. ويتقاسم الحزبان وعشيرتا الرئيسين السيطرة على الحياة السياسية الكردية منذ أجيال.

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش ان القوات الكردية اعتدت بالضرب على مراسل شبكة كردستان نيوز نتورك بريار نامق في 11 ايار/مايو وان صحفيين آخرون قرروا الاختفاء بعد تغطية الاحتجاجات المناوئة للحكومة في نيسان/ابريل مشيرة الى الصحافي سوران عمر الذي ساهم في تنظيم الاحتجاجات ضد الفساد ثم اختفى منذ 19 نيسان/ابريل.

ونقلت هيومن رايتس ووتش عن عمر quot;ان خطيئتي هي انتقاد ممارسات حكومة اقليم كردستان والحزبين الحاكمينquot; مؤكداً ان قوى الأمن حاولت خطفه واصدرت أمرا باعتقاله بل وحاولت خطف ابنه ايضا.