رجب طيب إردوغان |
القاهرة: بينما يعتبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، واحداً من أقوى الزعماء التي عرفتهم تركيا منذ أن حظر مصطفى كمال أتاتورك على الرجال ارتداء الطرابيش، فإنه لا يحب أن يُشتَم أو يُسَبّ.
وفي الوقت الذي كان يجوب فيه إردوغان البلاد مؤخراً، واعداً بتقديم quot;ديمقراطية متقدمةquot;، قبيل انتخابات يوم الأحد المقبل المتوقع أن يفوز بها، فإنه يقاضي في الوقت نفسه ربما مئات الأفراد على إهانتهم له.
ومن بين هؤلاء أفراد في فرقة مسرحية، ومجموعة من العاطلين الذين بثوا أغنية عن إردوغان على شبكة الإنترنت، وناشط بريطاني مناهض للحرب في العراق، قدَّم عرضاَ يُظهِر فيه رأس إردوغان على كلب.
وأوردت في هذا السياق اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن عبد الله غولر، المحامي الذي يمثل إردوغان في قضية الفرقة المسرحية، قوله :quot; الأمر متعلق هنا بشرف رئيس الوزراءquot;.
وقد اتهم غولر الطلبة بـ quot;التشويشquot; على رئيس الوزراء ووصفهم إياه بـ quot;البائع المتجولquot;. وهو الاتهام الذي أثار ضحك بعض الطلاب. وتم تأجيل الجلسة الخاصة بالنطق في القضية حتى يوم غد الموافق الثامن من شهر حزيران / يونيو.
وبعد جلسة استماع موجزة بشأن القضية الشهر الماضي، قال غولر في مقابلة quot; ألن تتحول المسألة إلى مشكلة ( في الولايات المتحدة ) إذا كنت دائم الانتقاد للرئيس أوباما ؟quot;.
وفي بلد لا يتم فيها الكشف عن سجلات المحكمة بشكل عام، لا يرغب أحد في تحديد عدد الأشخاص الذين يقاضيهم إردوغان، بسبب إهانتهم له. وفي العام 2005، أي بعد شغل إردوغان لمنصبه بعامين، كان العدد الإجمالي لهؤلاء الأشخاص الذين يقاضيهم 57، على حسب ما أفاد في هذا الصدد وزير العدل التركي حينها. وقد فاز إردوغان بـ 21 قضية، وحصل على تعويضات تقدر بحوالي 440 ألف دولار.
ومن ذلك الحين، ترفض الحكومة التركية تقديم إجابات على مزيد من التساؤلات بخصوص هذا الموضوع. وتقول إن أي شخص يقاضيه إردوغان ndash; بموجب المادة 125 من قانون العقوبات التركي ndash; يعتبر شأناً خاصاً.
ولفتت الصحيفة إلى أن القانون هناك يجرم الإهانات التي تطال شرف الأشخاص، ومن ثم التفريق بين انتقادات لاذعة من هذا القبيل وبين حرية التعبير المصانة. وتواجه الأطراف المذنبة عقوبة قد تصل إلى الحبس لمدة عامين كحد أقصى. وأوضحت الصحيفة أن المتحدث باسم إردوغان لم يرد على استفساراتهم عبر الهاتف والبريد الإلكتروني حول هذا الموضوع.
وقال فكرت إلكيز، المحامي التركي البارز في مجال حرية الصحافة، إن التواتر الذي يرفع بموجبه محاميو إردوغان دعاوى إهانة نيابةً عنه قد تزايدت منذ العام 2005. وأشار إلى أن العدد الإجمالي لتلك الدعاوى يقدر الآن بالمئات، وأكد أن رؤساء الوزراء السابقين نادراً ما كانوا يستعينون بالمادة رقم 125 من قانون العقوبات التركي.
وقال أتاول بيهراموغلو، الأستاذ الروسي في جامعة بيكينت بمدينة اسطنبول :quot; يلجأ إردوغان إلى التقاضي كمسألة ذات صلة بالسياسة الباردة. وهم يريدون أن يمنعونا عن التحدث والمجاهرة بما نرغب. وهذا أمر سخيف، لكنه يبث شعوراً بالخوفquot;. وقال محاميو الدفاع إن إردوغان لا يقضي وقته في تمشيط وسائل الإعلام، بحثاً عن الإهانات التي تتعرض له ولشخصه. لكن أتباعه المخلصين في جميع أنحاء البلاد هم من يخبرونه بذلك.
وفي واقعة شهيرة، سبق لإردوغان أن خسر قضية كان قد رفعها ضد أحد رسامي الكاريكاتير الصحافيين بعد نشره رسماً يصور فيه رئيس الوزراء على شكل قطة واقعة في شرك كرة من الغزل. وقال القاضي وقتها إن رئيس الوزراء مطالب بأن يبدي تسامحاً تجاه هذا النوع من الانتقاد، كما هو الحال عند الإطراء.
التعليقات