صورة نشرت وقيل إنها تعود لأمينة عراف

تسعى وزارة الخارجية الأميركية إلى تأكيد التفاصيل المتعلقة بقضية أمينة عراف صاحبة مدونة quot;فتاة مثلية في دمشقquot; بما في ذلك تحديد جنسيتها بعد ظهور دلائل تشكك في وجودها منها أن صورها المنشورة على الانترنت تعود إلى امرأة مقيمة في بريطانيا قالت إن هويتها سُرقت.


واشنطن: بدأت تساؤلات تُطرح عن وجود وهوية مدونة أميركية سورية الأصل نالت شهرة عالمية ببلاغتها في وصف الحياة اليومية في دمشق واعتقالها المفترض يوم الاثنين الماضي.

وكانت صحيفة واشنطن بوست من بين وسائل الاعلام الاميركية والعالمية التي تناولت كتابات أمينة عراف واعتقالها المفترض الذي أذاعته امرأة ادعت انها قريبتها على مدونة أمينة عراف quot;فتاة مثلية في دمشقquot;.

ولاحظ مراقبون أن العديد من الناشطين السوريين أشاروا إلى التراسل مع أمينة على الانترنت ولكن لم يؤكد أي منهم لقاءه بها فعلا. وقالت ساندرا بغاريا صديقة أمينة في مونتريال التي بدأت حملة من أجل إطلاق سراحها انها تعرف أمينة معرفة جيدة لكنها اعترفت بأنها لم تراسلها إلا بالبريد الالكتروني.

وكانت صور امينة التي نشرتها الصديقة وعلى موقعها الالكتروني هي صور امرأة في لندن هي يلينا ليتشيك التي قالت ان هويتها سُرقت.

وذكرت صحيفة الديلي تلغراف ان رانيا اسماعيل التي قالت انها قريبة امينة لم ترد على الرسائل الالكترونية التي بُعثت اليها رغم انها تواصلت في السابق مع صحافيين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر إن الوزارة تسعى الى تأكيد التفاصيل المتعلقة بقضية أمينة عراف، بما في ذلك تحديد جنسيتها.

في غضون ذلك قال ناشطون سوريون يوم الأربعاء إنهم متأكدون من وجود أمينة عراف واعتقالها وانها استخدمت هوية مزورة لحماية نفسها كما يفعل غالبية الناشطين المنخرطين في عمل سري ضد النظام السوري في وقت تشهد سوريا انتفاضة شعبية واسعة.

ولكن مواقع الانترنت تعج الآن بالنظريات ومنها النظرية القائلة ان ساندرا بغاريا وامينة عراف هما شخص واحد وان ليتشيك وعراف شخص واحد وان بنتا مثلية في دمشق محض تلفيق.

وبدت بغاريا لدى الاتصال بها في مونتريال مضطربة وشديدة الانزعاج من احتمال ان يكون الشخص الذي اقامت معه علاقة حميمة على الانترنت يستخدم هوية كاذبة. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن بغاريا انها تريد استجلاء الأمر وحينذاك ستتعامل مع مشاعرها.

وإذا ثبت ان مدونة quot;بنت مثلية في دمشقquot; مدونة مفبركة فهي عملية تزوير متقنة ولا سيما أن صفحة أمينة عراف على فايسبوك تبدو وكأنها دليل لا يستثني أحدا في حركة المعارضة السورية. ورغم ان احدا من الناشطين السوريين لم يلتق بها فعلا فكلهم قالوا انهم يجدون صعوبة في ان يصدقوا انها شخصية وهمية.

وقال ناشط سوري يقيم في بيروت ان احساسه يقول له quot;ان هذه السيدة موجودة وانها تخاطر بحياتها من اجل قضيتهاquot;. واضاف انها لا تستطيع ان تكتب باسمها الحقيقي وان تكشف هويتها مثلها مثل العديد من الناشطين الآخرين.

ويرى معلقون ان هذه الواقعة تبين صعوبة التوثق من حقيقة ما يجري في سوريا حيث يشن النظام حملة لسحق الانتفاضة المستمرة منذ 11 اسبوعا. فان غالبية المعلومات تأتي من وسائل اعلام رسمية أو مؤيدة للنظام أو من ناشطين الكترونيين ذوي هويات غامضة يبثون تقاريرهم ما يصورونه من اشرطة فيديو على الانترنت.