المالكي مجتمعاً مع الوفد السوري

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان تنفيذ الإصلاحات ومواصلة الحوار في سوريا سيحقق لها الأمن، معتبرا ان أمن المنطقة مرتبط باستقرار هذا البلد، الذي يمكن ان يتحقق بالحوار والإصلاحات... بينما حذرت الجبهة التركمانية العراقية من مخاطر تصاعد عمليات استهداف شخصيات كركوك، ودعت القوى السياسية الى الكفّ عن التصريحات المحرّضة على العنف والكراهية وإجهاض مشروع ترسيخ التعايش الأخوي بين مكونات المحافظة.. في وقت دعا الرئيس جلال طالباني مواطنيه الى التوحّد بمختلف مكوناتهم الدينية والطائفية والقومية.


أبلغ المالكي وفدًا سوريًا يزور بغداد رئاسة وكيل وزير التجارة، ويضم مسؤولين اقتصاديين ورجال اعمال، في وقت يتعرض فيه الاقتصاد السوري لمخاطر كساد بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، quot;نحن على ثقة بقدرة الشعب السوري الشقيق وقيادته على تجاوز التحديات التي تواجههمquot;.

وأكد قائلاً quot;ان تنفيذ الإصلاحات ومواصلة الحوار سيكون كفيلاً بعودة الأمن والإستقرار إلى سورياquot;. وشدد المالكي على ان quot;إستقرار المنطقة ككل مرتبط بإستقرار سوريا وأمنهاquot;.. ودعا الإقتصاديين ورجال الأعمال في العراق وسوريا إلى العمل والتعاون المشترك لما لذلك من آثار طيبة على مجمل العلاقات بين البلدين وشعبيهما.

جرى خلال الاجتماع بحث مجالات التعاون والعقبات التي تعترض تطوير العلاقات الإقتصادية والتجارية العراقية السورية. وأكد المالكي على ضرورة تفعيلكل مجالات التعاون بين العراق وسوريا، سيما في المجالين الإقتصادي والتجاري، مشددا على ضرورة الوصول الى علاقة تكاملية بين البلدين.

من جانبه، بحث وزير المالية العراقي رافع العيساوي مع الوفد الاقتصادي السوري إلغاء الرسوم الجمركية علىكل البضائع الداخلة الى العراق من الأراضي السورية. وقال مصدر مسؤول في وزارة المالية ان هذه الخطوة مهمة لإزالة المعوقات أمام الحركة التجارية بين البلدين وتعزيز العلاقات الاقتصادية، مما يسهم في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. من جهته دعا وزير التجارة العراقي خير الله حسن بابكر رجال الأعمال السوريين خلال اجتماعه بهم اليوم ايضًا الى المشاركة في المشاريع الاقتصادية والاستثمارية في العراق.

وأكد الوزير العراقي خلال الاجتماع مع الوفد الزائر ضرورة مشاركة السوريين في المناقصات التي تجريها وزارته لتوريد مفردات البطاقة التموينية والدخول في المشاريع الاستثمارية لبنايات الأسواق المركزية ومعرض بغداد الدولي، إضافة إلى المشاركة في المعارض التخصصية التي تقيمها الوزارة في بغداد والمحافظات. وقد ابدى الوزير الاستعداد لتقديم التسهيلات للاستثمارات العربية والأجنبية في العراق، فضلاً عن زيادة عملية التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.

وكان سفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية السوري قد اجرى في بغداد في الاول من الشهر الحالي محادثات مع نظيره العراقي عبد الكريم لعيبي، تناولت التعاون في مجال النفط والغاز وسبل نقل المنتجات النفطية العراقية إلى المتوسط عبر سوريا، وجرى التوقيع على مذكرة تفاهم تتناول مشروع إنشاء منظومة خطوط أنابيب النفط والغاز لنقل النفط الخام والغاز العراقيين عبر سوريا، واستثمار الاستطاعة الفائضة لخطوط النفط الحالية، على أن يقوم الجانب العراقي بإصلاح أنابيب النفط من جانبه، والبدء بضخ النفط العراقي بنهاية هذا العام، وتطوير حقل عكاس الغازي والاتفاق على تبادل المشتقات النفطية بين الجانبين والتعاون في مجال تدريب وتأهيل الكوادر البشرية.

وتؤكد سوريا على أهمية تطوير علاقاتها الاقتصادية مع العراق، ورفع نسبة التبادل التجاري بين البلدين، والذي لا يتجاوز 2.8 مليار دولار، وهو دون الطموح، في حين تصل هذه النسبة بين العراق وتركيا أو إيران إلى 10 مليارات دولار سنويًا. وحاليًا يتطلع التجار السوريون بشغف إلى المشاركة في عملية إعادة اعمار العراق وإلى الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية الضخمة غير المستغلة.

وكانت العلاقات التجارية العراقية السورية قد شهدت تراجعًا كبيرًا منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003 عندما أعربت سوريا عن معارضتها الاحتلال، مما تسبب آنذاك بانهيار العلاقات السياسية والاقتصادية، وأدى إلى تراجع الصادرات السورية إلى العراق في عام 2007، لتصل إلى 641 مليون دولار أميركي فقط، مقارنة بحوالي ملياري دولار أميركي قبل الغزو مباشرة. وقد كانت سوريا في فترة التسعينات، وفي ظل العقوبات الدولية المفروضة على العراق، بوابة مهمة جدًا للتجارة مع العراق.

تحذير من خطورة إجهاض مشروع تعايش مكونات كركوك

حذرت الجبهة التركمانية العراقية من مخاطر تصاعد عمليات استهداف الشخصيات والاختصاصيين التركمان، ودعت الأطراف السياسية في محافظة كركوك الى الوقوف ضد الأرهاب، والكف عن التصريحات التي تحرض على العنف والكراهية وإجهاض مشروع الادارة المشتركة في المحافظة الهادف الى ترسيخ التعايش الأخوي بين مكوناتها.

وأضافت الجبهة، التي تمثل تركمان العراق الذين يشكلون القومية الثالثة في العراق بعد العربية والكردية، ان مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد) الغنية بالنفط قد شهدت خلال الايام القليلة الماضية خطف الدكتور أدول علي محمود أخصائي أمراض العيون في مستشفى الشفاء الخيري من منزله، ومازال مصيره مجهولاً، كما خطف الشاب التركماني عمر عبدالعزيز، وتم اغتيال الشاب التركماني عمر أيدن، في وقت لايزال فيه مصير الدكتور حيدر زين العابدين الاختصاصي في مستشفى الشفاء الخيري مجهولاً بعد اختطافه منذ أشهر.

وأكدت الجبهة التركمانية في بيان صحافي من مقرها الرئيس في كركوك تسلمته quot;ايلافquot; اليوم أن هناك خطة يتم تنفيذها لأستهداف الشعب التركماني بدأت قبل اسابيع بمهاجمة منزل عضو مجلس النواب العراقي أرشد الصالحي رئيس الجبهة، وقبل ذلك طال الاستهداف تجار ورجال اعمال واطباء تركمان في حلقات تكمل الواحدة الأخرى. وطالبت جميع الأطراف السياسية في محافظة كركوك quot;بإدانة هذا الاستهداف الواضح للشعب التركماني وتعرية الأرهاب والارهابين من أي غطاء سياسي وان تنتبه بعض القوى السياسية الى التصريحات التي تحرّض على العنف والكراهية وتشويه الحقائقquot;.

وقالت الجبهة quot;ان وراء هذه الاستهدافات محاولة لإجهاض مشروعنا الذي نسعى إليه في محافظة كركوك لتحقيق الادارة المشتركة وترسيخ التعايش الأخوي بين مكونات كركوك، لكن الجبهة التركمانية ستبقى وفية لمبادئها التي أمنت بها وناضلت وتناضل من أجلها لبناء العراق الديمقراطي الموحدquot;.

لمواجهة هذه الاعمال الارهابية، فقد عقدت اللجنة الأمنية في محافظة كركوك اجتماعًا برئاسة نجم الدين كريم محافظ كركوك وحضور قادة ومسؤولي الأجهزة الأمنية في المحافظة، تم خلاله بحث الأوضاع الأمنية في المحافظة، حيث اتخذت إجراءات عدةلمواجهة هذه الظاهرة، والعمل على حماية حياة وممتلكات المواطنين بشكل عام والأطباء بشكل خاص كشريحة مهمة من المجتمع.

كما اجتمع حسن توران رئيس مجلس محافظة كركوك مع عدد من الأطباء، وحثهم على عدم الخضوع لمخططات الإرهابيين والاستمرار في اداء واجباتهم وتقديم الخدمات للمواطنين في كركوك. كما تقرر خلال الاجتماع إنشاء حلقة وصل بين الأطباء والأجهزة الأمنية لكي تتمكن الأجهزة الأمنية من حماية حياة وسلامة الأطباء عند الحاجة.

وكان الدكتور عبد المحسن عبد المجيد نقيب الأطباء في كركوك قد طالب محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة باتخاذ تدابير سريعة لوقف عمليات الخطف التي يتعرض لها أطباء وصيادلة كركوك وأبناؤهم من قبل عناصر إرهابية. وشدد على ان أطباء وصيادلة كركوك بحاجة إلى حماية عياداتهم، لأن قسماً منهم تعرض لعمليات خطف أخيرً،ا مشيراً الى انه وفي حال عدم تلبية مطالبهم فسوف يعتصمون ويغلقون عياداتهم، وسيضربون عن الدوام في المستشفيات.

طالباني يدعو العراقيين للتوحد بمختلف مكوناتهم الدينية والطائفية والقومية

دعا الرئيس العراقي جلال طالباني العراقيين الى التوحد بمختلف مكوناتهم الدينية والطائفية والقومية. وطالب طالباني في رسالة الى الشعب العراقي لمناسبة الذكرى السنويه لوفاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم احد ائمة الشيعة الاثنى عشرية التي تصادف اليوم الاثنين، وتجري مراسمها وسط اجراءات أمنية مشددة باعتبار هذه الذكرى فرصة للإقتداء بسيرة وأخلاق الإمام موسى الكاظم معيدًا الى الاذهان ماحدث في مثل هذا اليوم من عام 2005 في ما يعرف بفاجعة quot;جسر الائمةquot; عندما تنادى اهالي الاعظمية التي تسكنها غالبية سنية الى نجدة عشرات الشيعة المتوجهين لأداء زيارة مرقد الامام الكاظم في مدينة الكاظمية، وانتشالهم من الغرق في نهر دجلة، الذي رموا انفسهم فيه من فوق الجسر بعد سريان شائعة بوجود انتحاري.

وقال ان هذه الحادثة quot;أظهرت قيم التعاضد والتآزر والأخوة التي تربط بين أبناء الشعب الواحد، لما تنادى أهالي بغداد على اختلاف طوائفهم وأديانهم لنجدة اخوانهم الذين سقطوا في نهر دجلةquot;.

ويواصل مئات الاف العراقيين توجههم سيرًا على الاقدام من انحاء البلاد الى منطقة الكاظمية في ضواحي العاصمة لاداء مراسم زيارة مرقد الامام موسى الكاظم بهذه المناسبة. تأتي هذه المناسبة هذا العام وسط تدابير أمنية غير مسبوقة، حيث منع سير المركبات على اختلافها في مدينة الكاظمية منذ فجر أمس حتى إشعار آخر.

كما تم منع سير الدراجات الهوائية والنارية في انحاء العاصمة العراقية كافة، بينما انتشر الاف من رجال الجيش والشرطة المدججين بالسلاح في انحاء بغداد وعلى الطرق التي تسلكها حشود الزائرين لمراقبة الموقف ومنع حدوث اي خرق أمني.

وأكدت قيادة عمليات بغداد المالكي أن طيران الجيش العراقي يشارك في عملية تأمين زيارة الامام موسى الكاظم، مبينًا أن الخطة الأمنية تتم بقيادة وتنفيذ عراقيين فقط. وقال المتحدث باسم المكتب اللواء قاسم عطا إن quot;التخطيط والتنفيذ لخطة حماية جموع الزائرين الى مدينة الكاظمية تتم عبر قطعات عراقية فقط، ولا وجود لأي تدخل اميركي او مساندةquot;.

وقتل نحو ألف شخص من الزوار في عام 2005 على جسر الأئمة الذي يربط ضفتي نهر دجلة بين الاعظمية والكاظمية عندما ساد هلع جماعي وتدافع وهروب اثر انتشار شائعات بوجود انتحاري بينهم ومات الكثير من الضحايا غرقًا، بعدما رموا بأنفسهم في النهر. كما فجرت امرأتان انتحاريتان نفسيهما قرب الضريح في عام 2009 مما أسفر عن مقتل 65 شخصًا، ضمنهم 20 شخصًا من الزوار الإيرانيين.