مدنيون يفرون من اشتباكات في طرابلس خلال الشهر الماضي

بدت مدينة طرابلس شمال لبنان ما يشبه ساحة معركة من نوع آخر بين أنصار رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وباتت اللافتات المؤيدة لكل طرف هي السلاح الأساسي في هذه المعركة.


تشهد مدينةطرابلس في شمال لبنان مسقط رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء الأربعة في حكومته: محمد الصفدي (المالية)، وفيصل كرامي (الشباب والرياضة)، وأحمد كرامي (وزير دولة)، ونقولا نحاس (اقتصاد وتجارة)، حرب لافتات رفعت في العديد من مناطقها توزعت بين فريقين: واحد مؤيد للرئيس ميقاتي، والآخر داعم لرئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري.

وقد راح مؤيّدو كل من الطرفين يتبادلون عبرها quot;الرسائلquot; المتضمنة انتقادات لا يخلو بعضها من الحدة، إذ أوردت بعض اللافتات التابعة للفريق الثاني اتهامات للرئيس ميقاتي للتنكر لدم الرئيس رفيق الحريري وقبوله رئاسة الحكومة بتعيين من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

فيما رد الفريق الآخر المناصر لرئيس الحكومة على هذه الاتهامات بالتأكيد على مواقف الأخير الثابتة من المحكمة الدولية، والتنويه بما تضمنه الخطاب الذي ألقاه في ختام جلسات مناقشة البيان الوزاري من تفسير لما ورد في هذا البيان بشأن المحكمة الدولية، كما عبّرت مجموعة من اللافتات عن الفرحة بعودة الرئاسة الثالثة الى الحضن الشمالي بعد فترة غياب طويلة، إذا ما قيس ذلك بتولي الرئيس الراحل رفيق الحريري الموقع لسنوات طوال، وكذلك الرئيس فؤاد السنيورة، وبعده الرئيس سعد الحريري.

وإذا كان الخلاف المحتدم بين ميقاتي والحريري تعكسه مثل هذه اللافتات، ومعها التصاريح والخطابات المتبادلة بين نواب quot;كتلة المستقبلquot; بصورة خاصة وحلفاء رئيس الحكومة والتي شهدت قاعة مجلس النواب نماذج واضحة منها، وصلت الى حد قول الرئيس السنيورة لميقاتيquot;إن الرئيس رفيق الحريري يحجب الثقة عنكمquot;، فإن الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية تترقب باهتمام ما سيعلن عنهالرئيس سعد الحريري في حديث تلفزيوني يبثّ مساء الثلاثاء المقبل، يضع فيه حداً لسكوته الطويل عن الكلام المتزامن مع غيابه عن لبنان طيلة الأشهر الخمسة الماضية.

حيث تتوقع مصادر قريبة منه أن يجيب عن التساؤلات الكثيرة التي رافقت ابتعاده عن الساحة السياسية والمحلية، ويرسم ملامح المرحلة المقبلة، خصوصاً لجهة خط سير المواجهة بين قوى 14 آذار والحكومة الميقاتية، بعدما أعلنت قيادات في هذه القوى عزمها إسقاط الحكومة بالطرق الديموقراطية.

صورة للحريري في إحدى ساحات طرابلس

من جهة أخرى، أظهرت المؤشرات الأولى الخاصة بعزم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الدعوة إلى استئناف انعقاد طاولة الحوار التي تعطلت قبل أشهر بفعل مقاطعة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون لها، وانضمام عدد من الأقطاب المتحالفين معه والمشاركين في الحوار إلى هذا التوجه.

الا أن ممثلي قوى الرابع عشر من آذار على الطاولة المذكورة،يعتزمون التغيّب عن حضور جلساتها هذه المرة،ف بعدما صرح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أمس، بأنه لم يعد يرى جدوى من هذه الهيئة التي وصفها بـ quot;الصوريةquot; فقط، منتقداً أيضاً رئيس الجمهورية الذي لم يتقن إدارتها على حد قوله، بعدما خرج عن وسطيته، قال رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل بدوره، quot;لا جدوى من عقد طاولة الحوار في ظل هذا الانقسام، إضافة الى أن الحكومة تشكلت، وهي من لون واحد، كما إن الظروف لم تتضح بعد لإجراء حضور وطني حول المسائل الإنسانيةquot;.

هذا وكان كل من رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس نجيب وميقاتي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قد دعوا إلى اعتماد الحوار لحل المشاكل الخلافية، وطالبوا بالعودة الى الطاولة التي أنشئت لهذه الغاية، فيما تمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس سليمان التوسع في عدد المدعوين اليها، بحيث تضمكل الفرقاء الذين يمثلون الاتجاهات كافة.