اعلنت محكمة اوسلو الاثنين ان اندرس بيرينغ برييفيك الذي أقر بارتكابه المجزرة التي أسفرت عن سقوط 93 قتيلا الجمعة في النروج، سيوضع قيد الحبس الاحتياطي لفترة ثمانية أسابيع قابلة للتجديد اربعة منها في العزلة التامة.
اوسلو: أعلنت محكمة اوسلو الاثنين ان اندرس بيرينغ برييفيك الذي اقر بارتكابه المجزرة التي اسفرت عن سقوط 93 قتيلا الجمعة في النروج، سيوضع قيد الحبس الاحتياطي لفترة ثمانية اسابيع قابلة للتجديد اربعة منها في العزلة التامة.
وخلال جلسة الاستماع، اعترف المتهم بالوقائع من دون الإقرار بذنبه وقال انه اراد الدفاع عن بلده وعن اوروبا في وجه الاسلام والماركسية، بحسب تصريحات القاضي كيم هيغير للصحافيين عقب انتهاء جلسة الاستماع.
واضاف ان بيرينغ برييفيك قال ان الهجمات لم تكن ترمي الى ايقاع اكبر عدد من الضحايا.
واوضح كاتب المحكمة غير انغيربرتسن خلال مؤتمر صحافي أعقب مداخلة القاضي ان المتهم الذي منع من المثول ببزة رسمية تحدث عن وجود quot;خليتين اخريينquot; في منظمته.
وجلسة المحاكمة التي استمرت نحو 40 دقيقة عقدت بشكل مغلق بناء على رغبة الشرطة.
وكان القاضي كيم هيغير علل قراره بالقول quot;ثمة معلومات حسية تشير الى ان اقامة جلسة علنية بحضور المتهم قد تسبب حالة استثنائية وغاية في الحساسية بالنسبة إلى التحقيق والامنquot;.
وخفضت الشرطة النروجية الاثنين العدد الاجمالي لقتلى تفجير اوسلو والهجوم على مخيم للشبيبة على مشارف العاصمة الى 76 قتيلا.
وصرح اويستين مايلاند الضابط البارز في الشرطة ان عدد القتلى في التفجير الذي وقع وسط العاصمة اوسلو ارتفع من سبعة الى ثمانية، بينما انخفض عديد قتلى اطلاق النار في جزيرة اوتوياه المجاورة من 86 الى 68 شخصا.
وكانت الشرطة ذكرت سابقا ان العدد الاجمالي لقتلى الانفجار والهجوم بلغ 93 قتيلا.
وقال مايلاند انه تم نقل جميع الجثث من الجزيرة ما اتاح للشرطة الحصول على تعداد دقيق للقتلى.
واضاف ان quot;العدد قد يرتفع .. والبحث عن الجثث مستمرquot;.
وغادر اندرس بيرينغ برييفيك الذي اقر بارتكابه مجزرة قتل 93 شخصا في النروج الجمعة، محكمة اوسلو بعد اول مثول له امام قاض بهدف إصدار قرار بشأن حبسه على ذمة التحقيق، على ما اعلن الاثنين مسؤول في المحكمة.
وقال مسؤول أمني في المحكمة إن quot;جلسة الاستماع انتهت. القاعة فارغةquot;.
وبات على القاضي كيم كيم هيغر إصدار حكمه حيال الحبس الاحتياطي لبيرينغ برييفيك.
واظهرت الصور التي بثتها قناة تي في 2 موكبا لسيارات الشرطة يضم سيارتي مرسيدس مصفحتين سوداوين يغادر المحكمة ومصابيحهما مضاءة.
وطلبت الشرطة حبس المتهم احتياطيا فترة اولى من ثمانية اسابيع قابلة للتجديد، اي ضعف المدة الاعتيادية.ويمثل اندرس بيرينغ برييفيك، المشتبه فيه في الاعتداءين اللذين روعا النروج الجمعة واوقعا 93 قتيلا على الاقل، اليوم الاثنين امام قاض سيقرر على الارجح حبسه على ذمة التحقيق، بينما تلزم البلاد الغارقة في بحر من الحزن دقيقة صمت عند الظهر.
وبحسب الاجراءات القضائية المتبعة في النروج يجوز للقاضي ان يأمر بحبس المشتبه فيه على ذمة التحقيق لمدة اقصاها اربعة اسابيع يمكن تجديدها ولكن بعد عقد جلسة استماع ثانية. ويعود للقاضي ايضا ان يقرر ما اذا كانت جلسة الاستماع للمشتبه فيه، التي ستعقد في الساعة 13:00 (11:00 تغ) في محكمة اوسلو، ستكون علنية ام لا، في حين تعج اوسلو بصحافيين تقاطروا اليها من العالم اجمع.
وبحسب محامي الدفاع عن المشتبه فيه فان موكله يرغب في ان تكون جلسة مثوله امام القاضي الاثنين علنية وان يسمح له خلالها بارتداء بزة نظامية. وقال المحامي غير ليبستاد لتلفزيون quot;ان ار كوquot; مساء الاحد ان موكله quot;لديه رغبتان: الاولى ان تكون الجلسة علنية والثانية ان يسمح له بارتداء بزة نظاميةquot;، مضيفا quot;لا اعلم عن اي بزة يتحدثquot;.
وحتى الساعة فان بيرينغ برييفيك لا يزال في نظر القانون النروجي مشتبها فيه ولا يمكن توجيه الاتهام اليه الا حين ينتهي التحقيق الذي تجريه الشرطة. وبحسب الشرطة فإن المشتبه فيه quot;اقر بالوقائع المنسوبة اليه ولكنه لم يقر بمسؤوليته الجنائيةquot;، مشيرة الى انه quot;خلال استجوابه قال انه كان لوحده، سوف نحاول التحقق من هذا عبر تحقيقناquot;، ومؤكدة ان شهادات الناجين من مجزرة جزيرة اوتوياه تفيد بانه كان هناك quot;شخص واحد او اكثرquot; يطلق النار.
وبحسب آخر حصيلة رسمية غير نهائية، قتل 93 شخصا على الاقل في الاعتداءين اللذين استهدف اولهما حي الوزارات في العاصمة اوسلو بسيارة مفخخة ما اسفر عن سبعة قتلى على الاقل، بينما استهدف الثاني جزيرة اوتوياه القريبة حيث قتل بالرصاص 86 شخصا آخر غالبيتهم من الفتية والشباب كانوا يشاركون في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي الحاكم. وبسبب الدمار الهائل الذي لحق بحي الوزارات في وسط العاصمة فإن الكثير من الموظفين سيضطرون الى استئناف اعمالهم في مبان ادارية اخرى.
واثارت الهجمات حالة من الغضب في النروج وسط دعوات على الانترنت لإعادة العمل بعقوبة الاعدام، حيث إن العقوبة القصوى التي يواجهها منفذ الهجمات هي السجن لمدة 21 عاما. وشاركت العائلة المالكة النروجية ورئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ وشخصيات رسمية نروجية اخرى عدة الاحد في قداس في كاتدرائية اوسلو تكريما لضحايا الهجومين اللذين اوديا بحياة 92 شخصا على الاقل الجمعة.
وقال رئيس الوزراء في كلمة امام مئات المشاركين في القداس ان quot;حجم الشرquot; سيتضح بشكل تام عندما يتم نشر اسماء وصور الضحايا ومعظمهم من المراهقين. وارتفع عدد القتلى الى 93 شخصا الاحد، بعد ان توفي احد الجرحى في المستشفى.
ولم تستبعد الشرطة ضلوع مسلح ثان في الهجمات بعد ان تحدث شهود عيان عن احتمال وجود شخص اخر اطلق النار في الجزيرة، والاحد اعتقلوا عدة اشخاص في عملية دهم لاحد مباني اوسلو للاشتباه في علاقتهم بالهجمات، الا انه تم اطلاق سراحهم بعد فترة وجيزة.
واوضحت الشرطة انه quot;لم يتم العثور على اي متفجراتquot; وانه quot;تم الافراج عن الاشخاص الذين اعتقلواquot;. واعلنت الشرطة لاحقا في بيان انها quot;لا تملك سببا يسمح بربط هؤلاء الاشخاص بأعمال ارهابيةquot;. وقالت الشرطة ان منفذ الهجمات اقر بفعلته الا انه رفض تحمل quot;المسؤولية الجنائيةquot;.
وصرح محاميه لتلفزيون quot;ان ار كايquot; انه quot;بنظر برييفيك ليس هناك ما يستوجب الادانة في ما فعلهquot;. وفي القداس الذي سادته مشاعر الحزن والتأثر، مسح ستولتنبرغ وجهه بمنديل وقال للجموع التي خيم عليها الصمت انه رغم المأساة فإن النروج ستظهر quot;المزيد من الديمقراطية والانفتاح والانسانية ولكن بدون سذاجةquot;.
واضاف quot;نحن بلد صغير ولكن شعبنا أبيquot;، فيما ارتفع صوت امراة بالنحيب، واضاف ان النروج quot;لن تتخلى عن قيمها مطلقاquot;. وبكى زعيم شبيبة حزب العمال اسكيل بيدرسون خلال القداس. وقال اسقف اوسلو اولي كريستيان كفارم امام الحشد المتشح بالسواد quot;اننا مجتمعون تحت راية الحداد والاملquot;.
وتجمع المئات في وقت سابق امام الكاتدرائية حيث نصب ضريح للضحايا وسط بحر من الزهور التي وضعت تكريما لهم. ووضع ستولتنبرغ وبيدرسون زهورا بيضاء امام الضريح قبل بدء القداس. ويدرس المحققون الاحد شهادة نحو 1500 صفحة نشرها برييفيك على الانترنت وقال فيها انه يحضر للـquot;عملية الاستشهاديةquot; منذ خريف 2009 على الاقل.
وفي هذه الوثيقة-- جزء منها مذكرات وجزء دليل لصناعة القنابل وجزء هلوسات سياسية يتحدث فيها عن معاداته للاسلام-- يوضح برييفيك كيف انه انشأ شركة وهمية للتعدين والزراعة للتحضير للهجمات. وقال ان quot;السبب وراء هذا القرار هو خلق سبب مقنع في حال اعتقالي بسبب شراء وتهريب متفجرات او مواد تستخدم في المتفجرات -- اي الاسمدةquot;.
وقال ينس برييفيك والد المشتبه فيه الاحد انه اصيب بـquot;صدمةquot; حين رأى صورة ابنه تتصدر الصحف على الانترنت. وقال المتقاعد المقيم في فرنسا متحدثا لصحيفة فيردنس غانغ النروجية quot;كنت اقرأ الاخبار على الانترنت، وفجأة رأيت اسمه وصورته. كان الامر بمثابة صدمة لم اخرج منها بعدquot;.
وتابع quot;انني تحت وطأة الصدمة، امر فظيع حقا ان اسمع هذاquot;، مؤكدا انه لم يكن على علم إطلاقا بنشاطات ابنه. واوضح الوالد الذي طلق زوجته بعد ولادة ابنه بقليل، انه فقد اي اتصال معه منذ 1995 حين كان الفتى في الخامسة عشرة او السادسة عشرة من العمر.
وقال quot;لم نعش يوما معا، لكننا كنا على اتصال في طفولتهquot;، مضيفا quot;حين كان فتى، كان صبيا عاديا، لكنه كان منطويا على نفسه ولم يكن يكترث للسياسة في تلك الفترةquot;. ومع تكشف الشهادات من مخيم الشبيبة حيث قتل عشرات الفتيان والفتيات، تحاول النروج فهم كيف سالت الدماء على ارض البلد المعروف كمنارة للسلام.
وقال رئيس الوزراء ان quot;العديد من الذين قتلوا كانوا من الاصدقاء .. انا اعرف اباءهم، وقد حدث (الهجوم) في مكان قضيت فيه وقتا طويلا في شبابي .. لقد كان فردوس شبابي لكنه تحول الان الى جحيمquot;. ويحتمل ان يرتفع عدد القتلى مع استمرار البحث عن اربعة الى خمسة مفقودين كانوا على الجزيرة، بمساعدة غواصة صغيرة وغواصين من اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
ووصف برييفيك نفسه على الانترنت بانه رجل quot;محافظ .. مسيحيquot; يهوى الصيد والعاب الكمبيوتر مثل quot;وورلد اوف ووركرافتquot; او quot;مودرن وورفير2quot; الحربية، حسب التقارير. كما وصف نفسه بانه مدير مزرعة quot;برييفيك جيوفارمquot; العضوية التي اتاحت له شراء مواد كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات.
واعلن حزب التقدم وهو تشكيل يميني شعبوي نروجي، ان المتهم انضم الى صفوفه في العام 1999 وانسحب منه في العام 2000 وكان لعدة سنوات زعيما لحركة الشبيبة في الحزب. وقالت رئيسة هذا الحزب سيف ينسن quot;يحزنني اكثر ان اعلم ان هذا الشخص كان بينناquot;.
من ناحية اخرى قال مراقبو الحركات الفاشية ان برييفيك كان كذلك عضوا في منتدى سويدي للنازين الجدد على الانترنت تحت اسم quot;نورديسكquot;.وقد بدأت المجزرة التي وصفها ستولتنبرغ بـquot;المأساة الوطنيةquot; واثارت موجة من الاستنكار والتعاطف في العالم اجمع، بانفجار سيارة مفخخة في قلب حي الوزارات في اوسلو ما اوقع سبعة قتلى وتسعة اصيبوا بجروح خطرة.
وبعيد ذلك فتح المتهم النار على مشاركين في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي في جزيرة اوتوياه على بعد حوالى اربعين كيلومترا الى غرب العاصمة. فقد دخل برييفيك متنكرا بزي الشرطة الى المخيم زاعما انه يريد التأكد من سلامة التجمع بعد انفجار اوسلو. ثم شرع في اطلاق النار على المشاركين. وألقي القبض عليه بعد ذلك.
وقالت ستين هاهيم من حزب العمال والتي كانت في الجزيرة عند وقوع الحادث ان المسلح نفذ عمليات القتل بشكل منهجي. واضافت quot;لقد كان هادئا جدا. لم يكن يركض. كان يتحرك ببطء ويطلق النار على كل شخص يراهquot;. وذكرت الشرطة ان 97 شخصا اصيبوا في الهجمات حيث اصيب 30 في انفجار السيارة المفخخة وسط اوسلو بينما اصيب 67 في عملية اطلاق النار على تجمع الشبيبة.
التعليقات