لاهاي: دعا رئيس المحكمة الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي الخميس العناصر الاربعة في حزب الله المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الى المثول امام المحكمة. وقال كاسيزي في بيان صادر عن المحكمة ان quot;خير ضمانة لمحاكمة نزيهة وعادلة هي المشاركة الفعالة للمتهم. وعليه أحث جميع المتهمين على المثول امام المحكمةquot;.

واضاف quot;اذا كنتم لا ترغبون في الحضور إلى المحكمة شخصيا، من الممكن (...) المثول امامها بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة، أي المشاركة في الاجراءات من دون الانتقال شخصيا الى لاهايquot;. وقدم القضاء اللبناني الثلاثاء تقريرا الى المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ذكر فيه ان quot;ايا من الاشخاص الاربعة المتهمين لم يعتقل حتى الآنquot;.

وبحسب تعميم اعلامي صادر عن المحكمة، اذا لم يوقف الافراد المعنيون بعد انقضاء المهلة وquot;اذا رأى رئيس المحكمة الخاصة بلبنان ان محاولات معقولة جرت لتبليغ قرار الاتهامquot; يجوز للمحكمة quot;نشر اعلان عام في وسائل الاعلام يطالب المتهمين بتسليم انفسهم الى السلطات اللبنانيةquot;.

واذا لم يوقف المتهم في غضون 30 يوما من تاريخ نشر الاعلان العام، يجوز لقاضي الاجراءات التمهيدية ان يطلب من غرفة الدرجة الاولى الشروع في اجراءات المحاكمة غيابيا.

وكانت المحكمة الخاصة بلبنان اصدرت مذكرات توقيف دولية في حق اربعة عناصر من حزب الله تتهمهم بالمشاركة في اغتيال الحريري و22 شخصا آخرين في 14 شباط/فبراير 2005. وسلمت مذكرات التوقيف الى السلطات اللبنانية في 30 حزيران/يونيو.

والمتهمون الاربعة هم قائد العمليات الخارجية في حزب الله مصطفى بدر الدين وسليم العياش واسد صبرا وحسن عنيسي المنتمون ايضا الى حزب الله. وكان امام السلطات اللبنانية مهلة تنتهي في 11 اب/اغسطس لتقدم تقريرها للمحكمة حول التدابير التي قامت بها لتنفيذ مذكرات التوقيف. وقال كاسيزي quot;الزعم اننا خاضعون لتأثير بعض الدول أمر باطلquot;.

واضاف quot;دافعنا الوحيد هو اقامة العدالة (...) وبالنسبة إلى الجمهور اللبناني، تعني هذه المهمة ان عملنا سيساعد على انهاء اللجوء الى الاغتيالات في اطار النزاعات السياسية اللبنانية ووضع حد للميل الى عدم المساءلة، ما يؤدي في الواقع إلى استمرار الحلقة المفرغة للاغتيالات وانعدام الاستقرارquot;.

وتابع quot;بالنسبة إلى المتهمين، تعني مهمتنا اننا سنجري المحاكمات بالاستناد إلى قرينة ثابتة لبراءة المتهمين. لن تدين المحكمة ابدا اي شخص الا اذا ثبتت مسؤوليته بدون ادنى شك معقولquot;. وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اعلن ان اي حكومة في لبنان لن تتمكن من توقيف المتهمين، كما اعلن رفضه المحكمة quot;واتهاماتها واحكامها الباطلةquot;.

ويتهم حزب الله الذي يحظى مع حلفائه بغالبية الوزراء في الحكومة اللبنانية الحالية، المحكمة بانها quot;اسرائيلية اميركيةquot; تستهدف النيل منه، فيما يتمسك بها فريق رئيس الوزراء السابق سعد الحريري نجل رفيق الحريري.

المحكمة الدولية تطلع وزيرين سابقين على مسار التحقيق بمحاولة اغتيالهما

هذا وأعلن وزير الاتصالات اللبناني السابق مروان حمادة الخميس ان فريقا من المحكمة الخاصة بلبنان ابلغه ووزير الدفاع السابق الياس المر ان التحقيقات بشأن محاولة اغتيال كل منهما تحرز quot;تقدماquot;، وانهما تلقيا من الفريق الدولي معلومات quot;مؤسفةquot; حول هوية المنفذين.

وقال حمادة لوكالة الأنباء الفرنسية انه استدعي والوزير السابق الياس المر الى مكتب المدعي العام في بيروت حيث اخبرهما فريق من المحكمة الدولية ان التحقيق يتقدم وانه سيصدر اعلان بخصوص قضيتيهما قريباquot;.

كما جرى استدعاء الصحافية مي شدياق التي نجت هي الاخرى من محاولة اغتيال في العام 2005. واضاف حمادة ان quot;المعلومات التي قدمت لنا مؤسفة، وتكشف حجم المؤامرةquot;، رافضا الادلاء بمزيد من التفاصيل.

وكان مروان حمادة تعرض لمحاولة اغتيال في 2004 كانت فاتحة موجة من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال امتدت حتى 2008 واستهدفت خصوصا شخصيات سياسية وصحافيين مناهضين للنظام السوري.

أما الوزير الياس المر فنجا هو الآخر من محاولة اغتيال في 2005. وانشئت المحكمة الخاصة بلبنان بموجب قرار من الامم المتحدة في العام 2007 بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.