آخر تحديث 15:55 بتوقيت غرينيتش

تتجه البعثة الدولية للشؤون الإنسانية اليوم إلى مدينة حماه السورية للإطلاع على الأوضاع فيها. ودعت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد والمحيطين به لقمعهم التظاهرات الاحتجاجية في بلده، فيما يستمر مسلسل القتل والاعتقال.

سفير سوريا لدى الامم المتحدة فيصل خباز الحموي ينتظر بدء الدورة الاستثنائية لمجلس حقوق الإنسان حول الوضع في سوريا


دمشق: تتوجه بعثة الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليوم الاخير من جولتها المقررة في سوريا اليوم الاربعاء الى مدينة حماه فيوسط البلاد للإطلاع على الاوضاع الانسانية فيها، كما تزور كل من الرستن وتلبيسة قرب حماه.

وكانت قرى في محيط حماه قد تعرضت لمداهمات واعتقالات سقط خلالها 5 قتلى على الاقل حسب ناشطين حقوقيين. وكانت البعثة قد زارت يوم امس الثلاثاء كل من ادلب واللاذقية، حيث خرجت تظاهرات في ادلب والتقت العديد من المتظاهرين، كما زارت البعثة حي الرمل الجنوبي في اللاذقية الساحلية، الذي شهد حملة أمنية وعسكرية واسعة منذ اسابيع والتقت سكانه.

عقوبات دولية

إلى ذلك، دعت الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاربعاء الامم المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد والمحيطين به لقمعهم التظاهرات الاحتجاجية في بلده. وخلال جلسة للمشاورات، قدمت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال الثلاثاء مشروع قرار الى الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن يدعو ايضًا الى فرض حظر على تسليم سوريا اسلحة.

ملف خاص: سوريا... الثورة

واكدت الممثلية الفرنسية لدى الامم المتحدة على موقعها على شبكة تويتر ان quot;فرنسا وشركاءها قدموا مشروع قرار لفرض عقوبات في مجلس الامنquot; على سوريا. وينص مشروع القرار على تجميد ممتلكات الاسد و23 شخصية وشركة.

وتشمل اللائحة الرئيس بشار الأسد وماهر الأسد، وعلي مملوك وآصف شوكت، وحسن جميل وعبد الفتاح قدسية، ومحمد ديب زيتون، ومحمد ناصيف خيربك، وهشام إختيار، وحافظ مخلوف، وعاطف نجيب، ورستم غزالة، وإياد مخلوف، وعلي حبيب محمود، وداود راجحة، وتوفيق يونس، ومحمد أحمد المفلح، وأمجد العباس، وفواز الأسد، ومنذر الأسد، وأيمن جابر، ومحمد إبراهيم الشعار، وفاروق الشرع ورامي مخلوف.

لكن الأسد لم يدرج على لائحة تضم أسماء 22 شخصية ممنوعين من السفر. وبينما قال دبلوماسيون غربيون انهم يأملون في التصويت على القرار قريبًا، يتوقع ان يواجه النص معارضة من روسيا والصين العضوين الدائمتين في مجلس الامن الدولي اللتين تملكان حق النقض (الفيتو). وتوقع دبلوماسيون ايضًا بأن تعبّر البرازيل والهند وجنوب افريقيا عن تحفظات كبيرة على المشروع.

وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين قبل اجتماع المجلس ان الوقت ليس ملائمًا لفرض عقوبات. اما الصين فاكدت ضرورة اجراء مزيد من الحوار. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاوجو في بكين ان quot;الاطراف يجب ان تسعى الى حل القضية سلميًا، وبشكل مناسب عبر الحوار والتشاورquot;. واضاف ان quot;مستقبل سوريا يجب ان تقرره سوريا بنفسهاquot;.

ويقضي مشروع القرار بان يستهدف التحرك الدولي كل quot;المسؤولين او المشاركين في اصدار اوامر قيادة اعمال القمع العنيفة للمدنيين في سوريا أو الإشراف عليهاquot;. وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 2200 مدني قتلوا منذ ان بدأت الحركة الاحتجاجية ضد الاسد.

وادرج شقيق الرئيس السوري، ماهر الاسد قائد الفرقة الرابعة على اللائحة المقترحة بتهمة لعب دور مركزي في قمع الاحتجاجات، وابن خاله رامي مخلوف، الذي يملك اكبر شركة للهاتف النقال في سوريا، حسب النص.

وتضم اللائحة أيضًا نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الدفاع داود راجحة وعددًا من كبار المسؤولين في الحكومة السورية واجهزة الاستخبارات. وتشمل اللائحة ادارة المخابرات العامة وثلاث شركات بينها مؤسسة الاسكان العسكرية التي تسيطر عليها جزئيًا وزارة الدفاع وشركتي البناء العقارية والمشرق للاستثمار اللتين يسيطر عليهما رامي مخلوف.

ويشتبه في أن كل هذه الشركات تموّل حكومة الاسد. ويدين مشروع القرار quot;بقوة الانتهاكات الخطرة والمنهجية لحقوق الانسان من قبل السلطات السورية مثل الاعدامات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة وقتل واضطهاد المحتجين والمدافعين عن حقوق الانسانquot;. كما يطالب quot;بوقف العنف فوراquot;. ولا يتضمن مشروع القرار اي تهديد بعمل عسكري.

عقوبات الاتحاد الاوروبي تشمل مسؤولين عسكريين واستخباراتيين

كما تضمنت اللائحة الجديدة للاشخاص والكيانات المشمولة بعقوبات الاتحاد الاوروبي على النظام السوري اسماء خمسة ضباط كبار واجهزة استخبارات في البلاد، حسب ما ورد في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي الاربعاء.

والضباط الكبار هم رفيق شحاده وجامع جامع ونوفل الحسين ومحمد زمريني وغسان خليل الذين يتسلمون مسؤوليات كبيرة في اجهزة الاستخبارات العسكرية السورية، وقد جمدت ممتلكاتهم في اوروبا كما بات يحظر عليهم الحصول على تأشيرة دخول الى بلد اوروبي.

وتضم اللائحة ايضا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الذي يتهمه الاتحاد الاوروبي بquot;تقديم مساعدة تقنية الى اجهزة الامن السورية اضافة الى معدات لمساعدتها على قمع حركات الاحتجاجquot;.

وكان الاتحاد الاوروبي فرض في حزيران/يونيو الماضي عقوبات استهدفت ثلاثة مسؤولين في الحرس الثوري الايراني بينهم قائدها.

وتكون هذه الدفعة الجديدة من عقوبات الاتحاد الاوروبي قد شملت 15 شخصا جديدا بينهم وزير الدفاع السابق حسن تركماني ونائب قائد اركان الجيش السوري العماد منير ادنوف، ورجل الاعمال سمير حسن quot;المعروف بدعمه الاقتصادي للنظام السوريquot;.

والى فيلق القدس الايراني هناك اربعة كيانات اضيفت الى لائحة المشمولين بالعقوبات هي جهاز الاستخبارات السياسي وجهاز الاستخبارات العامة وجهاز استخبارات القوات المسلحة وجهاز استخبارات سلاح الجو.

وسبق ان فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على سوريا شملت تجميد ممتلكات واصول 35 شخصا بينهم الرئيس السوري بشار الاسد وحرمانهم من السفر الى الدول الاوروبية، اضافة الى اربعة كيانات.

وتم التطرق الى عقوبات تشمل منع استيراد النفط السوري الا ان هذا الملف بدا معقدا. فقد اوضحت شركة توتال الفرنسية انه سيكون بالامكان تجنب هذا المنع عبر شركات آسيوية وصينية.

ولا تزال شركة توتال تنتج النفط في سوريا رغم اعمال العنف وهي المنتج الغربي الاول وراء شركة شل البريطانية الهولندية.

وتشتري اوروبا 95% من صادرات النفط السوري الذي يؤمن ثلث ايرادات البلاد.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس في مقابلة مع شبكة سي ان ان، ان quot;الشعب السوري قال بوضوح انه لا يريد اي تدخل عسكري اجنبيquot;. واضافت quot;اعتقد ان الاسد بحاجة إلى أن يعرف انه على طريق خطر وغير اخلاقي، سيكون له نتائج وخيمة على قيادتهquot;.

وذكر دبلوماسي آخر ان مشروع القرار quot;يهدف الى منع الحكومة (السورية) من امتلاك وسائل استخدام العنفquot;، بينما توقع دبلوماسيون غربيون مناقشات مكثفة قبل اي تصويت محتمل على النص.

وندد مجلس الامن بأعمال العنف في سوريا في بيان اصدره في الثالث من اب/اغسطس. من جهته، اقرّ مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الثلاثاء تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا.

ورحّبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بهذه المبادرة، وذكرت بأن quot;الولايات المتحدة تدين بأقسى العبارات الممكنة قتل واعتقال وتعذيب متظاهرين سلميينquot;. واضافت في بيان quot;من اجل مصلحة الشعب السوري، حان الوقت لتنحّي الاسدquot;.