يقول أربعة جنود انشقوا عن الجيش السوري إن الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين صدرت من وزير الدفاع شخصياً، مشيرين إلى وجود قوات من الحرس الثوري الإيراني.
الحرس الثوري الإيراني يشارك في قمع التظاهرات في سوريا |
روى أربع منشقين عن الجيش السوري، تجربتهم ومشاهداتهم خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد، مشيرين إلى أنهم تلقوا أوامر من كبار المسؤولين لإطلاق النار على المتظاهرين بمساعدة قوات الحرس الثوري الايراني.
قال أحد الضباط المنشقين لصحيفة الـ quot;لوس انجلوس تايمزquot;: quot;عند بدء الاحتجاجات في شوارع مدينة بانياس، قام عقيد في الجيش السوري بجمع ستة من ضباطه قبل أيام من شن القوات السورية هجوماً مميتاً ضد المتظاهرينquot;، مضيفاً أن العقيد تلقى اتصالاً على هاتفه المحمول فأجاب باستخدام مكبر الصوت ليسمع الجميع صوت وزير الدفاع السوري علي حبيب، يأمرهم بنبرة تقشعر لها الأبدان بقتل المتظاهرين المدنيين في بانياس.
ونقلاً عن الضابط المنشق (21 عاماً) الذي كان واحدًا من بين الستة الذين تجمعوا حول هاتف العقيد، قال الوزير حبيب: quot;يجب أن تقوموا بتفريق التجمعات من أي نوع كانت. أطلقوا عليهم النار. والضباط الذين لن ينفذوا الأوامر، سأتصرف معهم بشكل مباشرquot;.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنشقين الاربعة هربوا من الجيش في الفترة بين أيار/مايو وأغسطس/أب، لتجنب الاضطرار إلى إطلاق النار على المدنيين العزل، أو التعرض لإطلاق النار أنفسهم لمخالفتهم الأوامر.
ونقلت الـ quot;لوس أنجلوس تايمزquot; عن المنشقين قولهم إن نظام الأسد يطلق النار على المحتجين بمساعدة من قوات الحرس الثوري الإيراني وعلى أيدي أفراد من الشبيحة، أي الميليشيات السورية المدنية المكونة من الرجال العاطلين عن العمل والذين يتلقون أموالاً من الحكومة مقابل إطلاق النار على المدنيين. ورفض هؤلاء الكشف عن أسمائهم للصحيفة، لأنهم يخشون أن تتم ملاحقتهم من قبل نظام الاسد بهدف الانتقام.
وتحدث رقيب منشق عن ساعاته الأخيرة من الخدمة في القوات المسلحة السورية، فقال: quot;في يوم من مطلع شهر حزيران، أرسلت حكومة الأسد فرقة عسكرية بقيادة مسؤول رفيع المستوى من وزارة الدفاع الى بلدة جسر الشغور لسحق الاحتجاجات فيها. سمعنا صوت بعيد للمؤذن يدعو إلى الصلاة، ثم الهتاف والشعارات الداعية لإسقاط الحكومة، فأمرونا بإطلاق النار في كل الاتجاهاتquot;.
وتابع الرقيب المنشق: quot;لم أكن مستعداً لإطلاق النار على الناس العزل، فهربت مع جندي آخر من المدينة وعلى دراية بشوارعها الخلفية التي يمكننا الهرب منها. وسرعان ما القينا أسلحتنا وهربنا في الممرات الضيقة حيث شاهدنا جثث المدنيين، من بينهم أطفال في الشوارع وعلى أعتاب أبواب المنازلquot;.
وأضاف الرقيب quot;عادة، يكون هناك خط كامل من قوات الامن وراء ظهورنا لاطلاق النار على الجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين، لكني كنت محظوظاً لاستطاعتي الهربquot;.
وانشق ملازم آخر (21 عاماً) عن الجيش بعد أن تم إرساله إلى بانياس، إلى جانب عدد كبير من الجنود الآخرين ورجال المخابرات في أواخر شهر نيسان الماضي.
وأشار الملازم في بانياس إلى الخطة العسكرية التني وضعت للقضاء على الاحتجاجات والمحتجين في المدينة، مضيفاً أن الخطة المفصلة للهجوم تمتد على حوالي أربعة أيام، وتتضمن استخدام المدفعية والدبابات. وقد تلقى الجنود أوامر من المسؤولين العسكريين باحتجاز جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عاما الذين يُعثر عليهم في الشوارع.
وأضاف أن الأهداف التي تم تحديدها للقضاء على محتجين هي المساجد، حيث يتجمع نشطاء المعارضة لبدء المسيرات، والمستشفيات حيث ينتقل المتظاهرون الجرحى لتلقي العلاج.
ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط قوله أنه شاهد أكثر من اثني عشرة سيارة وصلت إلى مدينة بانياس تحمل قوات من الحرس الثوري الايراني، مضيفاً ان الايرانيين كانوا يرتدون بزات الجيش السوري. وقال الملازم في إشارة الى المتظاهرين السوريين quot;بالنسبة للايرانيين، هؤلاء ليسوا شعوبهم، فمن الاسهل بالنسبة لهم القيام بهذه المهمةquot;.
وقال الضباط إن quot;الحكومة وقوات المعارضة يشعرون بأنهم يخوضون صراع حياة أو موت، وأنه سيتم قتلهم من قبل الطرف الآخر اذا ما استسلموا. وسوف يواصل الأسد القتال حتى آخر قطرة دم من الشعب السوريquot;.
التعليقات