القاهرة: أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية quot;بنتاغونquot; أن أربعة من أفراد الجيش الأميركي يتواجدون حالياً في العاصمة الليبية، طرابلس، لتحديد الإجراءات الأمنية التي يتعين اتخاذها لإعادة فتح سفارة الولايات المتحدة هناك. وكان قد اُتخِذ قراراً بإغلاق السفارة، عندما تم ترحيل الموظفين ومواطنين أميركيين آخرين خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 6 أشهر للإطاحة بالعقيد الهارب معمر القذافي من السلطة.
وأفادت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بأن جهوداً تبذل الآن لإعادة فتح السفارة، مع بدء دخول العلاقات الليبية ndash; الأميركية مرحلة جديدة. وبعد أن لفتت إلى التاريخ المعقد الذي تتسم به العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطرابلس منذ عقود، قالت الصحيفة إن السفارة الأميركية في طرابلس قد أُغلِقت لفترة طويلة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة علاقة الولايات المتحدة المتأرجحة مع القذافي.
ومع هذا، اُفتُتِحت مرة أخرى عام 2006، وكانت تخضع وقتها للحراسة من جانب موظفي أمن ليبيين، وليس من جانب حراس سلاح البحرية المنتشرين في مناصب دبلوماسية أخرى بجميع أنحاء العالم. والآن، مع الإطاحة بالعقيد القذافي، بدأ يعبر كثير من الليبيين عن شعورهم بالإثارة تجاه احتمالية تحسين العلاقات مع الغرب وبقية دول العالم.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين في الحكومة الفعلية والمواطنين، على حد سواء، يقولون إنهم يسعون للحصول على مشورة أجنبية بشأن إقامة سيادة القانون، وتطوير كيانهم الاقتصادي، والالتزام بمعايير حقوق الإنسان الدولية، بعد عقود من العزلة.
وتم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه القيادة الليبية الجديدة في هذا الشأن من خلال التقرير الذي أصدرته يوم أمس منظمة العفو الدولية والذي يتحدث عن أن القوات المناوئة للقذافي ارتكبت عمليات قتل وتعذيب غير قانونية خلال فترة الانتفاضة.
وفي السياق ذاته، لفت التقرير إلى أن القوات الموالية للقذافي ارتكبت هي الأخرى كثير من الانتهاكات الخطيرة، وأن خصوم العقيد الهارب ارتكبوا أيضاً انتهاكات لحقوق الإنسان، وصلت في بعض الحالات لجرائم حرب، وإن كانت على نطاق أصغر.
وهو ما دفع بمسؤولي المجلس الوطني الانتقالي، الذي يدير شؤون البلاد حالياً، إلى إصدار بيان يعترفون فيه بوقوع عدد صغير من الحوادث التي ارتكبتها القوات المناوئة للقذافي طوال فترة الانتفاضة. كما أدان المجلس أي انتهاكات ارتكبت من كلا الجانبين، وشدد على التزامه التام بالدفاع عن حقوق الإنسان وكذلك عن سيادة القانون.
من جهته، قال عارف نايض، رئيس فريق تحقيق الاستقرار بالمجلس الوطني الانتقالي، إنه قبل صدور تقرير منظمة العفو الدولية بيوم واحد فقط، كان من ابرز أولوياتهم السعي لطلب المشورة من جانب خبراء دوليين من أجل إقامة مؤسسات ليبية يمكنها توفير الحماية لحقوق الإنسان بالنسبة كلا الجانبين في الصراع.
هذا وقد بدأ يتحدث كثير من الليبيين عن رغبتهم الحثيثة في الحصول على دعم ومشورة من جانب الغرب، لكنهم قلقون من احتمالية أن تخطف المصالح الأجنبية ثورتهم، وهو ما جعل من زيارة أربعة من أفراد الجيش الأميركي للبلاد مسألة ذات طبيعة حساسة.
وفي تصريحات أدلى بها وكالة الأسوشيتد برس، أشار كابتن جون كيربي من سلاح الأسطول، وهو ناطق باسم هيئة الأركان المشتركة، إلى أن هؤلاء الأشخاص الأربعة، ومنهم اثنين متخصصين في جهود التخلص من المتفجرات، لا يتواجدون في ليبيا لمهمة عسكرية دفاعية أو هجومية، بل يتواجدون هناك لمساعدة وزارة الخارجية.
من جانبها، انتقدت مجلة فورين بوليسي الأميركية التغطية التي أبرزتها شبكة quot;فوكس نيوزquot; لهذا الخبر المتعلق بارسال أربعة من أفراد الجيش الأميركي إلى ليبيا، حيث تحدثت الشبكة الشهيرة عن أن تلك الخطوة تعتبر بمثابة الخرق الواضح للوعد الذي سبق أن قطعه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على نفسه بألا يرسل أية قوات نظامية أميركية إلى ليبيا، وهو التعليق الذي استغربته فورين بوليسي، وجعلها تقول إن فوكس نيوز هي القوة الأكثر تدميراً في المجتمع الأميركي في الوقت الحاضر، لسكبها السم بشكل أساسي في تيار الخطاب السياسي للولايات المتحدة.
التعليقات