توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك لتنفيذ وعده بالتقدم بطلب عضوية الدولة إلى مجلس الأمن، هذا في وقت أفاد استطلاع للرأي أن اكثرية الراي العام العالمي تؤيد هذه الخطوة رغم معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل لها.


عباس في رام الله قبيل توجهه إلى نيويورك

واشنطن: اعلن دبلوماسيون ان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض التقى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاحد في نيويورك على خلفية التوتر المتعلق بقرار الفلسطينيين طلب الاعتراف بدولتهم في مجلس الامن الدولي.

وجرى اللقاء في وقت بذلت فيه جهود دبلوماسية مكثفة شارك فيها مسؤولون اميركيون واوروبيون وروس ومن الامم المتحدة، في محاولة لتحاشي حصول مواجهة في مجلس الامن الدولي.

وحذرت اسرائيل من امكانية ان يؤدي طلب الاعتراف هذا الى تصعيد التوتر في الشرق الاوسط. كما هددت الولايات المتحدة باستعمال حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن لاجهاض هذه الخطوة.

وقال دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس quot;حصل لقاء مقتضب بين الرجلين وتحدثا عن الخطوة الفلسطينية وعن الامن وعن مسائل اخرىquot;.

هذا فيما افاد استطلاع اجرته هيئة الاذاعة البريطانية وشمل 19 بلدا ان 49 % من الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون حصول دولة فلسطين على عضوية كاملة في الامم المتحدة، مقابل 21% يعارضون، في حين امتنع 30% عن ابداء رأي.

واجرت مؤسسة غلوب سكان هذا الاستطلاع الذي شمل 20446 شخصا، وتبين ان اعلى نسبة تأييد للفلسطينيين سجلت في مصر (90% مع مقابل 9% ضد) والصين (56% مع و9% ضد).

بالمقابل سجلت اعلى نسبة معارضة للفلسطينيين في الولايات المتحدة (45% مع مقابل 36%) والبرازيل (41% مع مقابل 26% ضد) والهند (32% مع مقابل 25% ضد).

والدول الثلاث التابعة للاتحاد الاوروبي التي شملها الاستطلاع جاءت نتائجها على الشكل التالي : فرنسا (54% مع مقابل 20% ضد) المانيا (53% مع مقابل 28% ضد) وبريطانيا (53% مع مقابل 26% ضد).

في روسيا جاءت نسبة مؤيدي الفلسطينيين 37 % مقابل 13%، الا ان نصف الذي شملهم الاستطلاع لم يعطوا رأيا.

واجري الاستطلاع بين الثالث من تموز/يوليو والتاسع والعشرين من اب/اغسطس الماضي عبر الهاتف او في اتصال مباشر.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد عزمه على تقديم طلب حصول دولة فلسطيني على عضوية كاملة في الامم المتحدة في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر الحالي.

وغادر الرئيس عباس رام الله حيث وصلت طائرته إلى إيرالندا للإستراحة قبل توجهه إلى نيويورك لتقديم طلب العضوية، وأثار الإعلام الإسرائيلي ضجة على عضو الكنيست العربي احمد الطيبي كونه يرافق عباس في الطائرة الرئاسية، لكن الطيبي أوضح أنه ليس عضواً في الوفد الفلسطيني وإنما هو ذاهب بناءً على دعوة من جامعة كولومبيا لإلقاء محاضرة حول استحقاق ايلول.

اعلن موفد اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط توني بلير الاحد ان اللجنة الرباعية تبحث عن حل يتيح للفلسطينيين الحصول على اكبر قدر من الاعتراف في الامم المتحدة بالرغم من الاعتراض الاميركي والاسرائيلي.

واوضح انه يمكن التوصل الى حل هذا الاسبوع في الجمعية العامة للامم المتحدة قبل ان ينفذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعده بالطلب من مجلس الامن الاعتراف بدولة فلسطينية

وقال بلير لشبكة quot;ايه بي سيquot; الاميركية quot;اعتقد ان هناك وسيلة لتفادي مواجهةquot;، لكن quot;السبيل الوحيد في النهاية للتوصل الى دولة فلسطينية (...) هو اجراء مفاوضاتquot;.

واوضح ان الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة quot;ستسعى خلال الايام المقبلة الى ايجاد سبيل لجمع العناصر التي تتيح الاعتراف بمطالبهم (الفلسطينيون) وطموحاتهم المشروعة لقيام دولة، مع تكرارquot; ضرورة اجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين.

واضاف رئيس الوزراء البريطاني الاسبق quot;من الاهمية بمكان اعطاء نوع من جدول زمني لانجاح المفاوضات، هذا العمل جار حالياquot;، لافتا الى ان الرباعية تحاول صوغ بيان يشكل quot;اطارا مرجعيا للمفاوضاتquot;.

وتابع quot;اعتقد انه يمكن ردم الهوة والتوصل الى وثيقة مماثلة، واذا تمكنا من ذلك فمهما حصل في الامم المتحدة فانه سيحصل في مناخ اقل تنازعاquot;.

وقال ايضا quot;هذا الاسبوع سيكون مخصصا للتركيز على (فكرة) دولة فلسطينيةquot;.

وكان الرئيس الفلسطيني اعلن الجمعة انه سيتوجه الاسبوع المقبل الى الامم المتحدة عبر quot;مجلس الامنquot; للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطينية، معتبرا ذلك حقا شرعيا يهدف الى انهاء quot;الاجحاف التاريخيquot; الذي وقع بالشعب الفلسطيني، على الرغم من التهديدات الاميركية المتكررة باستخدام حق الفيتو على قرار من هذا النوع.

من جانبه، اعلن الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون عبر المحطة نفسها ان quot;الكونغرس الاميركي هو الهيئة البرلمانية الاكثر تاييدا لاسرائيل في العالمquot;، مضيفا quot;الجميع يعلمون اذا ان الولايات المتحدة لن تدع الامن الاسرائيلي مهدداquot;.

واعتبر ان quot;قرار الامم المتحدة هو عمل يعبر عن احباط الفلسطينيين ولن يؤدي في اي حال الى قيام دولةquot;.

وتابع quot;سنظل اوفياء لاسرائيل وامنها ولكن علينا ان نمنحها القدرة على اعادة الفلسطينيينquot; الى طاولة المفاوضات.

وذكر السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورن بان اسرائيل quot;تريد التفاوض اليوم من دون شروط مسبقةquot;، وقال عبر شبكة quot;سي ان انquot; الاحد quot;نحن مستعدون لمواصلة العمل على حل الدولتين، دولة يهودية تعيش الى جانب دولة فلسطينية. وكل ذلك سيتم التخلي عنه اذا انهى الفلسطينيون عملية السلام واخذوا الارض من دون السلامquot;.