تقول تقارير إستخباراتية إن الحرس الثوري الإيراني سرق عشرات الصواريخ الروسية المتطورة من ليبيا وهربها عبر السودان.


عناصر من الحرس الثوري الإيراني في استعراض عسكري- ارشيف

أفادت تقارير استخباراتية غربية أن الحرس الثوري الإيراني سرق عشرات الصواريخ الروسية المتطورة من ليبيا وقام بتهريبها عبر الحدود إلى السودان. وقالت التقارير إن وحدات ترتبط بفيلق القدس النخبوي في الحرس الثوري دخلت ليبيا من قاعدتها في جنوب السودان واستحوذت على صواريخ ارض ـ جو من ترسانة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ضابط استخبارات عسكرية في ليبيا أن الايرانيين استغلوا الفوضى التي عمت ليبيا بعد انهيا نظام القذافي للاستيلاء على quot;كميات كبيرةquot; من الأسلحة المتطورة. وقال الضابط إن الأسلحة التي سرقتها إيران تضم صواريخ ارض ـ جو 24 روسية الصنع، وهي أسلحة متطورة اشتراها القذافي من روسيا عام 2004.

وإن هذا الصاروخ قادر على اسقاط طائرة تحلق على ارتفاع 11 ألف قدم، وهو يعتبر المكافئ الروسي لصاروخ quot;ستنغرquot; الأميركي الذي استخدمه المجاهدون الأفغان المدعومون أميركيا ضد القوات السوفيتية في أفغانستان إبان الثمانينات. كما أن الصاروخ مشابه للسلاح الذي استخدمه تنظيم القاعدة في محاولته الفاشلة لإسقاط طائرة ركاب إسرائيلية بعد إقلاعها من مطار مومباسا في كينيا عام 2002.

ويعتقد مسؤولون استخباراتيون أن الصواريخ وغيرها من الأسلحة التي سُرقت من مستودعات القذافي هُربت عبر الحدود الليبية إلى جنوب السودان في وقت سابق من أيلول/سبتمبر وأنها الآن محفوظة في مخازن سرية يديرها الحرس الثوري الإيراني في الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور. وتردد ان بعض الصواريخ هُربت إلى مصر أيضا.

وكانت حكومتا إيران والسودان وقعتا مؤخرا اتفاقية للتعاون العسكري، ويتمركز مئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني في السودان للمساعدة في تدريب قوات الجيش السوداني ودعم حملة الخرطوم ضد الجماعات المسلحة، كما أن لديه عددا من المعسكرات لتدريب جماعات إرهابية إسلامية، بحسب الديلي تلغراف.

وتخشى الاستخبارات الغربية الآن أن تقع هذه الصواريخ والأسلحة بأيدي متطرفين يستخدمونها في هجمات إرهابية.

وكانت اطنان من الأسلحة بينها آلاف الصواريخ التي تُطلق من الكتف، سُرقت من مستودعات القذافي بعد سقوط نظامه في آب/أغسطس. وهُرب الكثير من هذه الأسلحة، التي تضم مدافع هاون وقذائف مضادة للدبابات، عبر الحدود إلى الجزائر حيث تخشى الاستخبارات الغربية أن تقع بأيدي تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية الإسلامية.

وحاول خبراء عسكريون التقليل من أهمية صواريخ ارض ـ جو قائلين إن الجماعات الإرهابية تفتقر إلى الخبرة والمعدات اللازمة لاستخدامها. ولكن هذه لن تكون مشكلة للحرس الثوري الإيراني الذي تلقى عناصره تدريبا خاصا على استخدام مثل هذه الأسلحة. وتتركز المخاوف الآن على استخدام إيران الأسلحة الليبية المسروقة لإيصالها إلى جماعات إرهابية في المنطقة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ضابط استخبارات كبير quot;أن إيران تدعم بنشاط عددا من الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر وغزة وجنوب لبنان وبالتالي فان هناك أسبابا للقلق من وقوع هذه الأسلحة المتطورة بأيدي جماعات إرهابيةquot;، على حد وصف الضابط. مشيرا إلى أنه إذا وقعت صواريخ ارض ـ جو 24 بأيدي هذه الجماعات quot;لن تكون طائرة مدنية في المنطقة بمأمن من الهجومquot;.

وبدأت الاستخبارات الأميركية والأوروبية الآن مجهودًا منسقاً لتعقب الأسلحة المفقودة في شمال إفريقيا بهدف التوثق من عدم استخدامها في موجة جديدة من الهجمات الإرهابية ضد أهداف غربية.