الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أثاء المقابلة في صنعاء

لندن: أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ان لا شيء يحول دون توقيع نائبه على المبادرة الخليجية.

وقال صالح في مقابلة مع مجلة تايم إن نائب الرئيس عبد ربه منصور الهادي منتدب بموجب مرسوم جمهوري وليس هناك أي سبب لعدم المضي قدما بالتوقيع سواء أكان الرئيس في داخل البلد أو في الخارج. ولا شيء يمنع تنفيذ هذا المرسوم.

وأضاف صالح ان نائبه quot;ينتظر الطرف الآخر. فنحن مستعدون لتوقيع المبادرة الخليجية كما هي. ولكن احزاب اللقاء المشترك لا تريد من المبادرة إلا بندا واحدا هو ان يوقع نائب الرئيس ثم يتنحى الرئيس في غضون 30 يوماquot;. واشار صالح الى ان الستين يوما التي تتحدث عنها المبادرة لا تكفي لإجراء انتخابات والمهم للقاء المشترك هو quot;خلع الرئيس ليقع البلد بعد ذلك في فوضىquot;، بحسب تعبيره.

وعن موعد توقيع نائب الرئيس على المبادرة قال صالح في حديثه لمجلة تايم quot;نحن مستعدون وراغبون للتوقيع في أي وقت ولكن من الضروري ان نوقع على المبادرة الخليجية ككل ونحتاج الى جدول زمني لآلية تنفيذهاquot;.

وأضاف الرئيس اليمني انه لا يتشبث بالسلطة بل quot;نحن مستعدون، كما تنص المبادرة، لنقل السلطة في غضون الأيام والساعات التي يتم الاتفاق عليهاquot;.

وكان المجتمع الدولي اتهم الرئيس اليمني بالمماطلة والتسويف بعد اعلانه الاستعداد لتوقيع المبادرة الخليجية ثم التراجع في اللحظة الأخيرة. وفي هذا الشأن قال صالح ان هناك quot;سوء فهمquot; مؤكدا quot;اننا مستعدون خلال الساعات والأيام القادمة للتوقيع عليها إذا اقترب اللقاء المشترك من التوصل الى اتفاقquot;.

وأضاف انه لا يريد استمرار الوضع الحالي ولا يريد ان تبقى هذه الأزمة فترة اطول بل quot;نريد ان يخرج هذا البلد من الأزمةquot; معتبرا ان quot;الأفكار الخاطئة والتأويلات الخاطئة في وسائل الاعلام باطلة لأن نقل السلطة معطى عاجلا أو آجلاquot;.

وحول التزامه بعدم الترشح في اي انتخابات قادمة قال الرئيس اليمني انه سيتقاعد quot;بعد ان ساهمت المعارضة في تقريب الرئيس من التقاعد بالعمل الاجرامي الذي حدث في المسجد الرئاسيquot;، على حد قوله.

وتناول صالح اتهامات اللواء علي محسن وقبيلة الأحمر للرئيس اليمني بدفع البلاد الى حرب اهلية قائلا quot;انهم يطلقون هذه التصريحات كل يوم. وهم الذين يهاجمون الثكنات العسكرية والمدنيينquot; مشيرا الى ان المحتجين على نظامه quot;يجوبون انحاء المدينة بحماية علي محسن وآل الأحمر مستخدمين مسلحينquot;. وأضاف quot;انهم يغتالون المحتجين من الخلف ليتهموا الدولة. واعتقد ان الاستخبارات الاميركية تتابع ذلكquot;.

وأكد الرئيس اليمني انه مستعد للمصالحة مع اللواء محسن وقبيلة الأحمر قائلا ان لا مشكلة لديه إزاء quot;التعايش مع القوى السياسية الأخرىquot; ولكنه شدد على ملاحقة quot;كل من له ضلع، اياً يكن موقعه، في الاعتداء على الرئيس والحادث الذي وقع قبل اسبوعين في شارع زبيري وأسفر عن اصابات بين الجنود والمدنيين على السواءquot;.

ونفى الرئيس اليمني اتهامات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لنظامه باستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المحتجين السلميين قائلا quot;ان هذا النوع من العمل ليس ممكنا في اليمن. فالدستور منح اليمنيين حق التجمع والاحتجاج والتعبير عن آرائهم من خلال وسائل الاعلامquot;. وتابع quot;ان هذه الأعمال ارتكبتها مجموعة من الأشخاص الذين ارادوا تحميل الدولة مسؤوليتها مدعين حماية المحتجين فانتهى بهم المآل يطلقون النار على المحتجين ويستغلون هذه الأعمالquot;.

واشار صالح الى وجود quot;اتجاه في بعض وسائل الاعلام للدعوة الى اسقاط النظام والاستعاضة عنه بقوميين واشتراكيين وحركات اخرى. وهم الآن يتجهون نحو الاسلاميينquot;. وأضاف quot;انهم يقولون ان الحكومة تقمع المحتجين ولكن هم الذين يقمعون الدولة نفسها بأعمالهمquot;.

وتابع الرئيس اليمني قائلا quot;اننا نقاتل تنظيم القاعدة في ابين بالتنسيق مع الاميركيين والسعوديين. وفي الوقت نفسه تعرف الاستخبارات الاميركية ان تنظيم القاعدة يتصل بجماعة الأخوان المسلمين (في اشارة الى حزب الاصلاح المعارض) وضباط خارجين عن القانونquot;. وذهب صالح الى ان هؤلاء الاخوان المسلمين والضباط قالوا لنائب الرئيس quot;أعطنا أبين وسنوقف الحرب في ابين وشبكة القاعدة هناكquot;.

وعما إذا كان الرئيس اليمني يريد ملاحقة اللواء علي محسن وقبيلة الأحمر ورفضه نقل السلطة بسبب نفوذهما قال صالح quot;ان هذا يتوقف على نتائج التحقيق في الهجوم على المجمع الرئاسي والتحليل الذي تجريه واشنطن بشأن الحادثquot;.

وشدد صالح على انه لن ينقل السلطة مع بقاء اللواء محسن وقبيلة الأحمر في مواقعهما. وقال في هذا الشأن quot;ان المبادرة الخليجية واضحة، وهي تنص على ازالة كل عناصر التوتر. وإذا نقلنا السلطة وهم موجودون فان هذا يعني استسلامنا لانقلابquot;. وأكد مجددا، quot;إذا نقلنا السلطة وهم في مواقعهم، وما زالوا صانعي قرار فان هذا سيكون امرا بالغ الخطورة وسيؤدي الى حرب أهليةquot;.

ثم تطرق الرئيس اليمني في حديثه لمجلة تايم الى العلاقات مع الولايات المتحدة قائلا quot;ان العلاقة اليمنية الاميركية علاقة طيبة. وهي في الحقيقة لم تتأثر خلال الأعوام الثلاثة وثلاثين الماضية. ولدينا علاقات مع العديد من القوى السياسية في واشنطن، سواء من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوريquot;. وأضاف انه quot;كانت هناك بعض الخلافات خلال حرب الخليج الأخيرة بسبب الموقف اليمني ولكن الاميركيين أدركوا اننا كنا محقين واننا لم نكن مجرد ندافع عن النظام العراقيquot;.

وعن دعوة الولايات المتحدة الى تنحيه قال صالح انه يتوجه الى الشعب الاميركي ويسأل عما إذا كان الاميركيون ما زالوا على التزامهم بمواصلة العمليات ضد طالبان والقاعدة. وقال انه quot;إذا كانت واشنطن لم تزل مع المجتمع الدولي في محاربة طالبان والقاعدة اللذين عكرا السلام فان هذا أمر جيد. ولكن ما نراه ان اميركا والمجتمع الدولي يضغطان علينا لتسريع عملية نقل السلطة. ونحن نعرف الى من ستؤول السلطة. انها ستؤول الى تنظيم القاعدة المرتبط ارتباطا مباشرا وكاملا بجماعة الاخوان المسلمينquot;، على حد قول الرئيس اليمني في حديث لمجلة تايم.

وكان مسؤولون في اجهزة مكافحة الارهاب الاميركية اعربوا مرارا عن قلقهم إزاء قدرة تنظيم القاعدة على التحرك بحرية، الأمر الذي اثار شكوكا في دعوى صالح بأنه حليف أساسي في المعركة ضد القاعدة، بحسب مجلة تايم التي تقول ان هذه الشكوك ستوضع على المحك بعد ان تعهد الرئيس اليمني بعدم الترشح.

ويرى مراقبون ان الرئيس صالح اعلن موافقته على المبادرة الخليجية التي تمنحه واركان نظامه حصانة ضد الملاحقة القانونية ولكنه اعترض متعللا بغموض آليات التنفيذ وخاصة ما يتعلق باجراء انتخابات جديدة تقول المعارضة ان من الضروري تأمين نزاهتها.

في غضون ذلك يزداد قلق حركة الاحتجاج إزاء تصاعد الحملة العسكرية ضد المتظاهرين. ونقلت مجلة تايم عن اطباء في المستشفى الميداني الذي أُقيم وسط ساحة التغيير انهم سجلوا زيادة كبيرة في عدد الاصابت في الرأس والصدر بطريقة القنص.

ويعتقد الأطباء ان هذه مؤشرات الى حملة منسقة لإخماد الانتفاضة. فالمحتجون الذين يغادرون الساحة يُمطرون بنيران المدافع الرشاشة على نحو منتظم وقبل ايام قُتل اثنان على الأقل من المتظاهرين مزقتهما قذائف صاروخية. كما سقطت قذائف هاون بين خيام المحتجين رغم انها ربما كانت موجهة نحو مقر الفرقة الأولى بقيادة اللواء علي محسن، القريب من الساحة.