دمشق: رفضت المعارضة السورية الاثنين اي حوار مع السلطات مشترطة لحصول ذلك ان يتنحى الرئيس بشار الاسد، وذلك في وقت تصاعدت اعمال العنف في سوريا لتصل الى مشارف العاصمة دمشق.

وفيما اسفرت اعمال العنف الاثنين عن 64 قتيلا وفق اخر حصيلة لناشطين حقوقيين بينهم 46 مدنيا، تكثفت الدعوات الى تدخل الامم المتحدة قبل ان يناقش مجلس الامن الثلاثاء مشروع قرار جديدا في شان الازمة السورية تقف وراءه الدول الغربية والجامعة العربية.

وردا على اعلان موسكو ان السلطات السورية وافقت على اجراء مفاوضات غير رسمية مع المعارضة في روسيا، قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لفرانس برس ان quot;تنحي الاسد شرط لبدء اي مفاوضات للانتقال الى حكومة ديموقراطيةquot;.

واضاف غليون في اتصال هاتفي من نيويورك حيث تجري مشاورات حول مشروع قرار بشأن سوريا quot;اذا قبلت الحكومة الروسية بهذا الشرط وهو تنحي الاسد فمن الممكن ان تعقد المفاوضات في روسيا دون اي مشكلة (...) ودون تنحي الاسد لا امكانية لبدء مفاوضاتquot;.

وحول المناقشات الدائرة في مجلس الامن، قال غليون quot;ان شاء الله سيكون هناك نجاح ونطلب من الروس اتخاذ موقف واقعيquot;. وسيقدم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء خطة الجامعة العربية لمعالجة الازمة السورية والتي تلحظ خصوصا وقف اعمال العنف ونقل السلطات من الاسد الى نائبه قبل البدء بمفاوضات مع المعارضة.

ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين الامم المتحدة الى التحرك لوقف العنف في سوريا، وذلك عشية اجتماع لمجلس الامن الدولي ستشارك فيه الى جانب عدد من نظرائها الغربيين في مقدمهم الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ.

وقالت كلينتون في بيان ان quot;الولايات المتحدة تدين باشد العبارات تصاعد الهجمات العنيفة والدموية التي يشنها النظام السوري ضد شعبهquot;، مضيفة quot;على مجلس الامن ان يتحرك لافهام النظام السوري بوضوح ان المجتمع الدولي يعتبر هذا السلوك تهديدا للسلام والامنquot;.

واعتبرت ان على مجلس الامن quot;ان يوجه رسالة دعم واضحة للشعب السوري مفادها: نحن الى جانبكquot;. لكن موسكو اكدت مجددا الاثنين معارضتها لمشروع القرار الجديد في الامم المتحدة حول سوريا والذي اقترحه الاوروبيون والدول العربية، مستبعدة اي تفاوض حول هذا النص quot;غير المقبولquot;.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان quot;روسيا والصين صوتتا ضد مشروع القرار الذي اقترحه زملاؤنا الغربيون في تشرين الاول/اكتوبر والذي كان يتضمن تصورا غير مقبول لتسوية. والمشروع الغربي الحالي ليس بعيدا عن صيغة تشرين الاول/اكتوبر ولا يمكننا بالتاكيد دعمهquot;.

وسبق ان لجات روسيا والصين الى حق النقض (الفيتو) في تشرين الاول/اكتوبر الفائت ضد مشروع قرار يدين قمع الانتفاضة الشعبية في سوريا التي ادت بحسب الامم المتحدة الى خمسة الاف قتيل على الاقل منذ اذار/مارس 2011.

في المقابل، اعتبرت مصادر دبلوماسية فرنسية الاثنين ان التطورات الاخيرة في سوريا وخصوصا تحرك الجامعة العربية ادت الى quot;تطورquot; الموقف من سوريا في مجلس الامن الدولي.

وقالت هذه المصادر ان quot;التوازنات تطورت داخل مجلس الامنquot;، مضيفة ان quot;عشر دول على الاقلquot; من اصل الدول الاعضاء الخمس عشرة في مجلس الامن الدولي قد تؤيد مشروع قرار قدمه المغرب باسم الجامعة العربية.

من جانبه، دعا انور مالك العضو المستقيل في بعثة المراقبة العربية في سوريا الاثنين روسيا والصين الى quot;الكف عن دعم نظام بشار الاسدquot;، معتبرا ان دمشق تستعد لارتكاب quot;مذابح بشعةquot; وذلك في مؤتمر صحافي عقد في باريس.

وشدد مالك وهو كاتب ومدافع عن حقوق الانسان على خطورة والحاح الوضع وقال quot;سمعت من فم العديد من المسؤولين: نحن على استعداد لهدم كل شيء. هناك خوف من نشوب حرب اهلية لوجود تحريضات على مواجهات طائفيةquot;.

ميدانيا، قتل الاثنين 64 شخصا على الاقل بينهم 46 مدنيا في انحاء مختلفة من سوريا. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية ان هجوما شنته quot;مجموعة ارهابية مسلحةquot; استهدف خط انابيب للغاز بين مدينتي حمص وبانياس في سوريا.

من جهته، تحدث الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في دمشق وريفها اسامة الشامي عن quot;انشقاقات كبيرة جدا لمئات العناصر والضباط في ريف دمشق في الايام الاخيرةquot; معتبرا ان ذلك quot;يساهم في خسارة النظام لاجزاء مهمة من الغوطة والريفquot;.

ودعا quot;اتحاد تنسيقيات الثورة السوريةquot; الى انشاء quot;لجان شعبية محليةquot; لحماية المناطق السكنية، والى quot;استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن النفس من الابادةquot; التي يقوم بها النظام السوري في ظل quot;تخاذلquot; المجتمعين العربي والعالمي، بحسب ما جاء في بيان الاثنين.

واعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان نقلا عن quot;مصدر عسكري وثيق الاطلاعquot;، ان quot;كتيبة من عناصر المخابرات الجوية (...) نفذت الاسبوع الماضي حكم الاعدام رميا بالرصاص بحق المقدم حسين هرموش في ساعة متأخرة من الليلquot;.

وهرموش هو مؤسس نواة الجيش السوري الحر. الا ان حركة الضباط الاحرار قالت ردا على هذه المعلومات انه quot;لا يوجد اي تأكيدات بخصوص اعدام المقدم البطل حسين هرموش حتى هذه اللحظةquot;، موضحة ان هرموش quot;لا يزال اسيرا في السجون الاسديةquot;.