المالكي مع نظيره التشيكي في براغ

وسط صمت رسمي عراقي ونفي واشنطن يؤكد شهود عيان وصول قوات أميركية إلى العراق قيل إن جنودها يتحدثون الفارسية والعربية يعتقد أن الهدف منها المشاركة في تفتيش الطائرات الإيرانية والعمل على الحد من تصاعد العنف... فيما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي عن اتفاق عراقي تشيكي للعمل من اجل دعم حل سلمي للأزمة السورية حيث يتابع اليوم الجمعة مفاوضات مع الجانب التشيكي لشراء 28 طائرة تدريب عسكرية.


فيما لم تعلق الحكومة العراقية على المعلومات التي تفيد ببدء عمليات وصول 16 ألف عسكري أميركي إلى العراق بعضهم يتحدث الفارسية والآخر العربية، فقد نفت السفارة الأميركية في بغداد وصول هذه القوات إلى quot;قاعدة الأسد في محافظة الأنبار لاجراء عمليات تفتيش للطائرات الإيرانيةquot;.

وقالت السفارة في بيان صحافي اليوم الجمعة إن الحكومة العراقية ملتزمة باجراء عمليات التفتيش المطلوبة وأن هذه الخطوة ايجابية لأنها تتوافق مع الالتزامات الدولية في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وطالبت السلطات العراقية بالاستمرار في مساعيها لأداء هذه الالتزامات من خلال الاستمرار اما في الطلب من جميع الطائرات الهبوط في الأراضي العراقية لغرض تفتيشها أو من خلال رفضها طلبات تحليق الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا.

وشددت السفارة على التزام الولايات المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في سوريا واستمرارها في اثارة الموضوع مع الحكومة العراقية، وذلك لضمان عدم اساءة استخدام الأجواء العراقية من قبل إيران أو أي دولة أخرى في مساعدة نظام الأسد.

وجاء النفي الاميركي إثر تقارير عراقية محلية أشارت إلى وصول أكثر من 200 متعاقد أميركي من الاطباء ومترجمي اللغة الفارسية يمثلون طلائع قوات اميركية ستصل تباعاً إلى بغداد واتخذت من مطار المثنى وسط العاصمة مقرًا موقتًا لها بانتظار اكتمال عديد القوات الاميركية الذي من المقرر أن يصل إلى 16 الف جندي تباعًا.

أشارت إلى أنّ هؤلاء الاطباء والمترجمين إلى اللغة الفارسية والعربية هم من أصول إيرانية وعراقية وهم متعاقدون بالاساس مع وزارة الخارجية الاميركية لمدة سنتين مقابل مرتبات تبلغ 14 الف دولار شهريًا لكل منهم من دون الكشف على السبب الذي استقدم من اجله هؤلاء المتعاقدون.

وأكدت أن عديد القوات الاميركية في العراق يبلغ حاليًا حوالي4000 عسكري بينهم تقنيون ومترجمون وكوادر طبية ومقاتلون من المقرر أن يبلغ عدد هؤلاء الجنود 16 الف جندي خلال الاسابيع القليلة المقبلة بعد اكتمال عددهم المقرر، كما قالت وكالة الصحافة المستقلة (إيبا).

وكان شهود عيان أكدوا قبل ايام هبوط عدد كبير من طائرات الشحن الاميركية العسكرية من طراز هيركوليس 130 سي في قاعدتي الاسد غرب العراق و(الوير هاوس) قرب بعقوبة شرق بغداد.

وكان المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني الذي تتوقع استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات المقبلة قد اتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما بالتعجل في سحب القوات الأميركية من العراق قائلاً إن المكاسب التي تحققت بشق الانفس هناك تأكلت مع تزايد العنف ونشاط القاعدة، الامر الذي يشير إلى رغبة اميركية للعودة إلى العراق من جديد خاصة بعد فشل القوات العراقية بمسك ملف الامن الذي تدهور بشكل كبير وتزايد العمليات المسلحة والتفجيرات والاغتيالات المنظمة والهروب الجماعي من السجون بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الماضي.

وسبق لمجلة ذا نيشن الاميركية قد نقلت الاسبوع الماضي عن مسؤول عسكرى أميركي قوله إن فرقة من القوات الأميركية الخاصة عادت، وكانت احدى الصحف المحلية العراقية قد نقلت مطلع الاسبوع الحالي عن مصدر مسؤول قوله quot;إن قوة عسكرية أميركية دخلت مطار بغداد الدولي وأصبحت هي المسؤولة عن تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عن طريق الأجواء العراقية خوفاً من أن تكون تلك الطائرات محملة بالأسلحة لدعم النظام السوري الذي يواجه احتجاجات شعبية وانتفاضة مسلحة يقودها الجيش السوري الحرquot;.

لكن كريم النوري المستشار الإعلامي لوزير النقل العراقي نفى أي وجود أميركي في مطار بغداد الدولي لتفتيش الطائرات الإيرانية أو غيرها. وأكد النوري في بيان quot;أن هذه الأخبار عارية عن الصحة وأن إثارتها في هذا الوقت هو للتشويش على الدور الكبير الذي تلعبه سلطة الطيران المدني العراقيةquot;. وأضاف quot;أن مهمة تفتيش أي طائرة تمر بالأجواء العراقية هي من صلاحيات سلطة الطيران العراقية حصراًquot;.

بغداد وبراغ تتفقان على دعم حل سلمي للأزمة السورية

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من براغ التي يزورها حاليًا عن اتفاق عراقي تشيكي للعمل من اجل دعم حل سلمي للأزمة السورية مؤكدًا عدم جود أي عمليات لعبور اسلحة إيرانية إلى سوريا عبر الاجواء العراقية.

وقال المالكي في ختام مباحثات في براغ مع رئيس مجلس الشيوخ التشيكي ميلان شتيخ انهما ناقشا quot;مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وخصوصًا مستجدات الوضع السياسي في الشرق الاوسط والمنطقة، حيث أكد الجانبان على ضرورة العمل من اجل اتخاذ خطوات توصل إلى حلول سلمية لإنهاء الأزمة في سورياquot;.

وأكد المالكي عدم تهريب أي اسلحة إلى سوريا عبر حدود العراق البالغ طولها 600 كلم مع جارته التي تشهد نزاعًا مسلحًا. وقال في تصريحات للصحافيين quot;نشدد أن لا اسلحة تذهب إلى سوريا عبر العراقquot;. واضاف quot;وضعنا الجيش على الحدود لمنع ايصال اسلحة إلى سورياquot; داعيًا الدول التي تقوم بتزويد الاسلحة إلى سوريا quot;بالبحث عن حلول ايجابيةquot; عوضًا عن ذلك.

واضاف المالكي أن زيارته الحالية لبراغ quot;لا تهدف إلى بدء علاقات جديدة بل لإدامتها وتطويرها لأنها هي اصلا موجودة وقديمة ويحمل العراق صورة طيبة عن جمهورية التشيكquot;، وقال quot;وجدنا أن الحكومة التشيكية لديها الرغبة في التعاون بمختلف المجالات وخصوصًا في مجالات الطاقة والنقل والصناعات النفطية وكذلك التعاون العسكري والامنيquot;، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الليلة الماضية.

من جانبه أكد رئيس مجلس الشيوخ التشيكي على ضرورة العمل للدفع بالعلاقات التشيكية - العراقية وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري نحو آفاق اوسع. وشدد على رغبة بلاده في مواصلة التعاون مع العراق معرباً عن استعداد مجلس الشيوخ لدعم القرارات والاتفاقيات المبرمة بين الحكومة التشيكية والعراق في المجالات كافة.

ويتابع المالكي في براغ اليوم الجمعة مفاوضات مع الجانب التشيكي لشراء بغداد 28 طائرة دون سرعة الصوت من طراز ل-159، حيث تم اعلان عن مناقشات مكثفة تجري حاليًا بين وزيري دفاع البلدينلصياغة شروط الصفقة قبل انتهاء زيارة الوفد العراقي إلى براغ مساء اليوم، حيث اوضح المالكي قائلاً quot;quot;توصلنا إلى اتفاق معين لكن ما زال علينا حل المسائل الفنيةquot;.

والطائرة التي حلقت للمرة الاولى عام 1997 قادرة على حمل صواريخ جو-جو وجو-ارض حيث اوضح وزير الدفاع التشيكي من جهته أن العراق مهتم بشراء 24 طائرة بمقعد واحد واربع طائرات بمقعدين. وكان العراق وتشيكيا وقعا في بغداد في 21 مايو (ايار) عام 2011 على مذكرات تفاهم دفاعية وأمنية وصناعية ونفطية.

وكان وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي وكالة أجرى جولة أولى من المباحثات مع نظيره التشيكي بشأن شراء الطائرات خلال زيارته الأخيرة براغ في كانون الثاني (يناير) الماضي وأكد عقبها اهتمام العراق في عقد شراء طائرات L-159.

وأعلنت تشيكيا عام 2011 عن نيتها بيع 36 طائرة عسكرية هجومية من نوع ALCA L-159 وعدد من طائرات الهليكوبتر الحديثة، فيما ذكر وزير الدفاع التشيكي أن العراق يعد أحد ابرز البلدان التي تجري مباحثات على شرائها. وتجري شركة أيرو فودوخودي التشيكية مفاوضات مع الجانب العراقي بشأن العقد منذ نحو عام، وتتنافس مع شركة بريتيش هاوك البريطانية وشركة كورية بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن المصنعة الأميركية.

ولدى جمهورية التشيك التي شاركت ضمن قوات التحالف في الحرب الأخيرة على العراق عام 2003 التي أسقطت نظام صدام حسين، سفارة في بغداد، إضافة إلى بعض الشركات التي تهتم بترميم الآثار وصيانة المنشآت النفطية وغيرها في مختلف أنحاء العراق وخاصة إقليم كردستان. وشهد حجم التبادل التجاري بين العراق وتشيكيا العام الماضي نمواً بنسبة 40% ليصل إلى 1.54 مليار دولار.