مخيم الحرية (ليبرتي) لعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة قرب بغداد

بدأت اليوم الجمعة اولى الخطوات العملية لحل مشكلة عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في العراق بمغادرة اول مجموعة من سكان مخيم أشرف التابع للمنظمة في شمال بغداد الى مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; قرب مطار بغداد الدولي في خطوة أولى تمهّد الى قبولهم لاجئين في الولايات المتحدة ودول أوروبية من أجل إغلاق ملف المخيم الذي أنشئ عام 1986.



استقلت المجموعة الاولى من سكان أشرف التي تضم 400 فرد 18 حافلة خصصتها لهم السلطات العراقية ترافقها 20 شاحنة نقلت أغراضهم الخاصة على متنها متوجهين الى مخيمهم الجديد الحرية (ليبرتي) . وأجرت ترتيبات مغادرة هذه المجموعة في أشرف اللجنة الحكومية المكلفة بشؤون المخيم والمرتبطة بمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وممثلون عن مكتب الامم المتحدة في العراق (يونامي) بحسب ما افاد احد سكان المخيم في اتصال مع quot;ايلافquot;. وتستغرق الرحلة من مخيم اشرف (67 كم شمال شرق بغداد) الى مخيم الحرية (ليبرتي) حوالى الساعتين حيث تجري بحراسة امنية مشددة وفقا لترتيبات تم وضعها بين ممثلين عن المخيم ومكتب الامم المتحدة والسلطات العراقية.

وقال quot;حسن محموديquot; الذي كان يتحدث من داخل مخيم اشرف إن أفراد المجموعة الاولى من المغادرين والتي ضمت 400 شخص كانوا قد انتهوا فجر اليوم من استعداداتهم للمغادرة وجمع متعلقاتهم لاستصحابها الى هناك. واوضح ان هاجس المغادرين الان هو مدى جاهزية المخيم الجديد لاستقبالهم وإسكانهم فيه بعد ان اثيرت عدة ملاحظات سابقة حول عدم ضمان الحماية الامنية لعناصر منظمة مجاهدي خلق الذين سيقيمون فيه في مرحلة اولى ستقودهم لرحلات نهائية الى دول ثالثة ستقبلهم لاجئين لديها.

بغداد ومجاهدو خلق تعلنان بدء الانتقال من أشرف الى الحرية
وكانت رئاسة الحكومة العراقية قالت الليلة الماضية في بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot; إن quot;إجراءات نقل سكان مخيم العراق الجديد (أشرف) سابقا الى الموقع الجديد في مخيم الحرية الواقع بالقرب من مطار بغداد الدولي مقابل ساحة عباس ابن فرناس ستجري صباح (غد) اليوم الجمعةquot;.

وقبيل إعلان العراق عن بدء عملية نقل سكان أشرف بساعات، طلبت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي من 400 فرد من سكان المخيم البالغ عددهم 3400 شخص بينهم الف من الاطفال والنساء الانتقال الى مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; الجديد في بادرة قالت في تصريح صحافي مكتوب من مقرها في باريس وتسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه انها تدلل على حسن النوايا.
واشارت الى انها كانت طلبت الاسبوع الماضي من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالتدخل واتخاذ القرار النهائي حول ترتيبات نقل المجموعة الأولى من سكان مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي . وأشارت الى انها قد اطلعت امس على توصية وتطمينات الوزيرة كلينتون فطلبت من سكان مخيم أشرف في شمال شرق بغداد أن تتوجه المجموعة الأولى منهم والتي تضم 400 شخص إلى مخيم الحرية quot;حتى لا يبقى أي شك في حسن نواياهم رغم أنه لم يتم الموافقة على نقل كل سياراتهم وممتلكاتهم المنقولة إلى المخيم الجديدquot;.

وقالت رجوي إنه سيتم نقل الأعداد اللاحقة من سكان اشرف سيجري بعد ان يعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر والحكومة العراقية عن موافقتهما على التطمينات الدنيا خاصة خروج الشرطة من داخل مخيم الحرية وذلك لمنع وقوع أية حالة أخرى من التوتر والعنف والاعتداء على السكان وهذا الأمر يتسم بأهمية قصوى في ما يتعلق بالأمن والهدوء للنساء كما اكدت. وطلبت بان تنسحب الشرطة من المعسكر قبل بدء الانتقال اليه معتبرة ان هذا الامر ضروري quot;لتجنب التوتر والعنف ووقوع مجزرة أخرى بحق السكانquot;.
وكانت رجوي أعلنت في21 كانون الأول (ديسمبر) 2011 موافقة سكان مخيم أشرف على انتقال 400 منهم إلى مخيم الحرية (ليبرتي) بضمان تأمين التطمينات الدنيا كما اشارت في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2011 الى أن 400 من سكان مخيم أشرف وكبادرة حسن النية مستعدون للانتقال في يوم 30 كانون الأول (ديسمبر) 2011 إلى مخيم ليبرتي بممتلكاتهم المنقولة وسياراتهم.

يونامي تؤكد جاهزية مخيم ليبرتي
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) مارتن كوبلر جاهزية مخيم الحرية لانتقال سكان مخيم أشرف إليه. لكن رجوي اشارت الى انه لا يوجد حتى الآن في ذلك الموقع ماء صالح للشرب ولا ماء للغسل بل وفرضت على السكان كلفة شراء الماء. والأهم في هذا الموضوع أنه وخلافًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة لا يتسم مخيم ليبرتي بالمقاييس الإنسانية ومعايير حقوق الإنسان ومنها حرية التنقل والتردد إلى خارجه التي أكدت ضرورتها المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين إضافة إلى عدم السماح للسكان بالوصول الحر إلى الخدمات الطبية واللقاء بالمحامين والعوائل، وإنما تم تأييد البنى التحتية الفنية فقط من قبل خبير للملاجئ. يذكر أن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اعتبرت سكان مخيم أشرف quot;طالبي لجوءquot; وquot;أشخاصًا مثار قلقquot; يجب أن يحظوا بإجراءات حماية أساسية لأمنهم وسلامتهم وأن يتم توفير الرفاهية لهم.
ودعا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الحكومة العراقية الى الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية وطالب مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بأن quot;لا يرضخ للضغوط والرغبات غير القانونية ضد طالبي اللجوء وضد حقوقهم ومنها اتخاذ إجراءات الحماية الأساسية بحقهم حيث لا يجوز تجاهل المقاييس الإنسانية ومعايير حقوق الإنسان والمعايير الدولية الخاصة لحماية اللاجئين وإن سكان مخيم أشرف أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لن يرضخوا للنقل القسري بالضغط والتهديدquot; كما قال المجلس.

بان كي مون يدعو العراق للاسراع بنقل سكان أشرف
وأمس، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون العراق على الاسراع في نقل سكان اشرف الى مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي الذي كانت القوات الاميركية اتخذته قاعدة عسكرية لها منذ دخولها الى العراق ربيع عام 2003 ثم أخلته أواخر العام الماضي لدى انسحابها من البلاد..

ودعا العراق ومنظمة مجاهدي خلق على العمل معا للبدء في نقل سكان المعسكر على الفور لان المنظمة الدولية تخشى ان العنف قد يتفجر إذا لم تبدأ عملية الانتقال قريبا. وقال المكتب الصحافي للامين العام للامم المتحدة إن quot;الامين العام يعتقد انه حان الوقت لبدء عملية الانتقال الى منشأة اخرى دون مزيد من الإبطاء... وهو يحث السلطات العراقية وسكان أشرف على مواصلة التعاون وإتمام العملية بطريقة سلميةquot;. واضاف ان مفوضية الامم المتحدة للاجئين quot;أكدت ان البنية التحتية والمرافق في موقع الاقامة الموقت يتماشى مع المعايير الانسانية الدوليةquot;.
وأشار الى ان quot;بان كي مون يقرّ بجهود الحكومة العراقية في تجهيز الموقع الانتقالي الموقت لاستضافة سكان المخيم والسماح للمفوضية السامية لشؤون للاجئين للقيام بعملية تحديد صفة اللجوء والتي أكدت فيها المفوضية في نهاية شهر كانون الثاني الماضي أن البنى التحتية والمنشآت الموجودة في الموقع الإنتقالي تلبي المعايير الإنسانية الدولية المنصوص عليها في مذكرة التفاهمquot;. واضاف ان quot;الأمين العام للأمم المتحدة يرى أنه قد آن الأوان للبدء في عملية نقل السكان من دون تأخير ويحث السلطات العراقية وسكان المعسكر على مواصلة التعاون وإكمال العملية بشكل سلميquot; .. مشدداً على ان quot;الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية الأساسية عن أمن وسلامة سكان المخيم وفي الوقت ذاته تقع على عاتق سكان المعسكر مسؤولية الالتزام بالقوانين العراقية وإن أي استفزاز أو عنف لن يكونا مقبولين ويجب تجنبهماquot;.

المعارضة الايرانية تدعو لتوفير آجواء آمنة للسكان
وفي وقت سابق من الشهر الحالي رفض متحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذراع السياسي لمجاهدي خلق تلميحات من مبعوث الامم المتحدة الخاص الى العراق مارتن كوبلر الى ان الاوضاع في مخيم الحرية مقبولة. وقال المتحدث شاهين جوبادي ان المنشأة الجديدة ستكون quot;مثل سجنquot; يحرم فيه سكانه من حرية الدخول والخروج ولن يتاح لهم الالتقاء بمحامين او الحصول على خدمات طبية. واضاف ان السكان سيكون محظورا عليهم ايضا اخذ سيارات وممتلكات اخرى معهم باستثناء quot;متعلقاتهم الشخصيةquot; وسيكون بمقدورهم فقط الاتصال بمسؤولي الامم المتحدة عن طريق الهاتف.

وتقيم منظمة مجاهدي خلق في مخيم اشرف منذ ان استضافها الرئيس العراقي السابق صدام حسين منتصف ثمانينات القرن الماضي في خضم الحرب العراقية الايرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988 . ومنذ عام 1986 يأوي معسكر أشرف الواقع على بعد 65 كيلومترا من بغداد عناصر لمنظمة مجاهدي خلق وهي جماعة ايرانية معارضة . ولم تخف الحكومة العراقية الحالية رغبتها في التخلص من المخيم. وتحت ضغط من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي مددت بغداد في اواخر العام الماضي مهلة لاغلاق المعسكر من 31 كانون الاول الي 30 نيسان (ابريل) المقبل .

وفي اواخر العام الماضي تعرض المخيم لهجمات بالصواريخ ألقى المجلس الوطني للمقاومة العراقية بمسؤوليته على فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني quot;وعملائه العراقيينquot;.
وفي نيسان (أبريل) 2011 شهد المعسكر اشتباكات بين سكانه وقوات الامن العراقية أسفر عن مقتل 34 شخصا من السكان وفقا لتحقيق اجرته الامم المتحدة.