بيروت: تعمل إحدى المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة على quot;توسيع نطاق عملها في سورياquot;، وربما تخترق صفوف المعارضة وتتسلل إليها، في الوقت الذي أعلن فيه زعيم التنظيم أيمن الظواهري عن تأييده العلني للثورة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وعلى الرغم من دعم إيران للنظام السوري، إلا أنها أعطت إشارات ايجابية تجاه التنظيم إذ أفرجت عن سجناء القاعدة. هذه التحالفات والعلاقات المتداخلة جعلت أزمة الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

هذه الظروف كانت محور نقاش في الاسبوع الماضي من قبل مسؤول في الاستخبارات الاميركية، في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الدفاع ليون بانيتا أن أي قرار بشأن تدخل الولايات المتحدة في المنطقة بات أكثر دقة وصعوبة.

سُئل بانيتا في مؤتمر صحفي: quot;كيف يمكن أن تعرف الولايات المتحدة بمن تضع ثقتها، بينما يقوم تنظيم القاعدة بزرع المتفجرات في سوريا، وربما من دون علم المعارضة؟ وأجاب: quot;وجود القاعدة في سوريا وسعيها لتأكيد وجودها هناك أمر يثير مخاوفنا، لقد أصبح الوضع أكثر خطورة نتيجة لذلكquot;.

ورداً عما إذا كانت الولايات المتحدة يمكن أن تدعم المعارضة التي تشمل تنظيم القاعدة، أجاب بانيتا ان على الولايات المتحدة معرفة المزيد عن دور الشبكة الارهابية قبل التوصل الى نتيجة، مضيفاً: quot;مجرد وجودها في سوريا يثير مخاوفنا، وأعتقد أنه ما زال علينا أن ننتظر لنرىquot;.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للعمل مع الدول الأخرى على quot;مقاربة جديدة للأزمة في سوريا خارج نطاق الأمم المتحدةquot;، ويبحثون في المساعدات الانسانية، كما ان بعض المشرعين في الكابيتول هيل يدعون الولايات المتحدة إلى النظر في تسليح المعارضة.

لكن مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر، قال أمام الكونغرس يوم الخميس ان quot;تعقيداتquot; في المعارضة سوف تؤثر على أي نقاش حول تقديم المساعدة للسوريين. وفي تقييم مفاجئ، قال كلابر ان quot;المتطرفين تسللوا إلى المعارضة مثلما يدعم الإيرانيون نظام الأسدquot;.

واعتبر أن التفجيرات التي حدثت مؤخراً في سوريا واستهدفت مبان حكومية تحمل quot;بصمات تنظيم القاعدة في مثل هذا الهجومquot;، واضاف quot;نعتقد ان تنظيم القاعدة في العراق يوسّع نطاق عمله ليصل إلى سورياquot;.

في الوقت ذاته، قال كلابر ان العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة تشبه quot;الزواج القسري إلى حد ماquot;، على الرغم من الفارق الايديولوجي (إيران الشيعية والقاعدة من السنة).

واوضح ان إيران تحملت تنظيم القاعدة في حين انها لا تزال منع الشبكة من العمل خارج إيران بشكل مباشر لأنها لا تريد أن تكون هدفاً مباشراً للولايات المتحدة. بدلا من ذلك، وصف كلابر إيران وتنظيم القاعدة على أنهما في حالة quot;زواج قسري أو زواج المصلحةquot;.

ومن المعروف أن إيران واحدة من الدول المؤيدة الرئيس بشار الأسد وتلعب دوراً رئيسياً ومهماً في دعم نظامه، ومع ذلك فهي متشابكة مع مجموعة تعمل على إثارة الفوضى في البلاد.

وقال جون بولتون، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، إن الوضع في سوريا quot;غريبquot;، معتبراً ان إيران تضع الكثير على المحك من أجل إبقاء الأسد ونظام في السلطة، كما يبدو ان تنظيم القاعدة قد شن الهجمات ضد النظام في سورياquot;.

وقال بولتون ان مصلحة إيران بشكل واضح في الحفاظ على نظام الأسد، الذي يبدو quot;على استعداد لسفك الكثير من الدم السوريquot; في البلاد لتحقيق ذلك. وأضاف quot;لن يفاجئني أنهم سيتحولون إلى أي شخص تقريباً للحصول على المساعدة لتحقيق هذا الهدفquot;.

وبعد سماع حديث كلابر يوم الخميس، قال السناتور جيم ويب، نقلا عن محلل بارز في السياسة الخارجية: quot;عندما يصبح التدخل مثل ملائكة الثأر، يعمون أنفسهم والأمة ويركضون في هياج خطير. يغرقون من دون وجود خطط، أو مع خطط نصف صالحة، ويطلبون توريد الاسلحة الى متمردين لا يعرفون شيئاً عنهمquot;.

التفاصيل حول علاقة إيران بتنظيم القاعدة تساهم أيضاً في تعقيد النقاش حول البرنامج النووي الإيراني. فوصف كلابر تلك العلاقة بأنها quot;بوليصة تأمين ضد أي نوع من أنواع العدوان في المستقبل من قبل الغربquot;.

وأضاف: quot;ربما يعتقد الإيرانيون أن باستطاعتهم استخدام تنظيم القاعدة في المستقبل كبديل أو وكيلquot;. وجاء تحالف الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بقرار هذا الاسبوع يشير إلى استبعاد أي سياسة quot;احتواءquot; - بدلا من منع - برنامج الأسلحة النووية الإيراني.

وقال دان غيلرمان، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، التدخل العسكري أمر quot;لا مفر منهquot; اذا كانت إيران لا تريد التراجع الى الوراء، وإذا بقيت إسرائيل والولايات المتحدة ساكنة لا تتحرك. quot;أفضّل أن يقوم العالم بإدانة إسرائيل وهي على قيد الحياة، عوضاً أن يواسيها في موتها. ونحن لن ننتظر أن يحدث ذلكquot;، قال غيلرمان لـ quot;فوكس نيوزquot;.