بيروت: ذكرت منظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الثلاثاء ان مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون quot;انتهاكات خطرة لحقوق الانسانquot;، بينها أعمال خطف وتعذيب وإعدامات.

وقالت المنظمة في رسالة بعثت بها، بحسب ما جاء في تقرير صادر منها تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، الى المجلس الوطني السوري وغيره من المجموعات السورية المعارضة، ان مجموعات مسلحة معارضة ترتكب quot;انتهاكات، بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الأمنية والموالية للحكومة وأشخاص تم التعريف بهم على أنهم من الشبيحةquot;.

كما نقلت تقارير عن quot;إعدامات نفذتها المجموعات المعارضة المسلحة في حق مجموعات أمنية ومدنيينquot;. وجاء في البيان ان quot;على قادة المجموعات المعارضة أن يدينوا ويمنعوا عناصرهم من ارتكاب مثل هذه الانتهاكاتquot;.

واشارت المنظمة الى انها جمعت شهادات تشير إلى أن quot;دوافع بعض المجموعات المسلحة المعارضة تمليها مشاعر ضد الشيعة او العلويين، ناشئة من الدمج بين هذه الطوائف وبين سياسات الحكومةquot;.

وتابع التقرير ان عددًا من quot;المجموعات المناهضة للحكومة التي تقوم بانتهاكات تبدو وكأنها لا تنتمي الى هيكلية قيادية منظمة أو تنفذ اوامر المجلس الوطني، الا انه تقع على قيادة المعارضة مسؤولية الكلام عن هذه الانتهاكات وادانتهاquot;.

وقالت المنظمة ان quot;كل من يكون في عهدة الجيش السوري الحر او قوى اخرى معارضة بمن فيهم عناصر من القوى الامنية او الشبيحة يجب ان تتم معاملتهم بطريقة انسانية بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الانسانquot;.

وقالت مديرة الشرق الاوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة لي ويتسون في التقرير quot;من الملحّ بالنسبة إلى العناصر المسلحة في المعارضة السورية حماية حقوق الانسان. يجب ان يكون واضحًا بالنسبة اليهم ان رؤيتهم لسوريا يجب ان تتضمن طيًا لصفحة انتهاكات (الرئيس) بشار الاسد مع استيعاب الجميع من دون تمييز بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينيةquot;.

ونقل التقرير عن ناشط سوري يدعى مازن إن عناصر من مجموعة تابعة لشخص يدعى أبو عيسى في تفتناز قرب سراقب في إدلب (شمال رغب) quot;خطفوا أشخاصًا يعملون مع الحكومة، وعذبوا ثلاثة منهم حتى الموتquot;.

كما افاد مازن انه تحدث مع quot;عنصر امني كان مخطوفًا لدى مقاتلين معارضين خلال فترة احتجازه (...)، فقال له هذا الاخير ان مقاتلي المعارضة ضربوه بالاسلاك الكهربائية على رأسه بينما كان معصوب العينين... وانهم سمحوا له بالكلام مع أهله وطلبوا مالاً للافراج عنهquot;.

واكد ناشط سوري آخر عمل مع الجيش السوري الحر، سميح، لهيومان رايتس ووتش انه رأى سكانًا في مدينة سراقب يشكون من ان عناصر في مجموعة quot;النور السلفية التي لا تشكل جزءًا من هيكلية الجيش الحر الرسميةquot; يخطفون مدنيين من أجل المطالبة بفدية.

واشار سميح الى ان عناصر من الجيش الحر خطفوا مرة ضابطًا في الجيش النظامي، quot;فخطف الجيش في المقابل فتيين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من سراقبquot;. وقال انه تولى التفاوض من جانب الجيش الحر مع مسؤولين حكوميين محليين، وانتهى الامر بعملية تبادل.

كما عبّرت هيومن رايتس ووتش عن قلقها من خطف عناصر الجيش الحر مواطنين إيرانيين. واشارت المنظمة إلى تلقيها اشرطة فيديو يظهر quot;18 منها على الاقل معتقلين (من قوات الأمن السورية او مؤيدين لها) على أجسادهم آثار كدمات وينزفون أو تظهر عليها آثار تعذيب اخرىquot;.
وذكرت المنظمة انها لا تستطيع التأكد من صحة هذه الأشرطة.

ويظهر ثلاثة اشخاص في احد الاشرطة، بحسب التقرير، وهم يجثون على ركبهم، بينما اشخاص آخرون يسألونهم عن أسمائهم ودينهم، وما الذي يفعلونه في مدينة تلكلخ. فيقول الثلاثة إنهم شيعة ومن الربوة في محافظة حمص، وquot;يعترفونquot; بأنهم قتلوا quot;متظاهرين مسالمينquot;.

كما اشارت المنظمة الى شريط فيديو تم بثه على موقع quot;يوتيوبquot; الالكتروني يظهر فيه شخص مشنوق يتدلى من شجرة امام مجموعة من المسلحين، وتشير التعليقات الى انه من quot;الشبيحة، وقد تم إعدامه على أيدي كتيبة كفر تخاريمquot;.

وقالت مديرة الشرق الاوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة لي ويتسون في التقرير ان quot;تصرفات الحكومة السورية العنيفة لا يمكن ان تبرر الانتهاكات التي تقوم بها مجموعات المعارضة المسلحة. على قادة المعارضة أن يشرحوا لأتباعهم بوضوح أنهم يجب ألا يمارسوا التعذيب او الخطف او الإعدام في اي ظرفquot;.

واشار التقرير ايضًا الى ان منظمة هيومن رايتس ووتش quot;وثقت اكثر من مرة ودانت انتهاكات واسعة تقوم بها القوات السورية الحكومية، بما فيها عمليات إخفاء واستخدام متزايد للعنف واعتقالات تعسفية وقصف عشوائي للأحياء السكنيةquot;.