واشنطن: اعتبر جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط الثلاثاء ان دعم المعارضة السورية quot;واجب اخلاقيquot; على اللبنانيين، ودعاهم الى الاستفادة من الانتخابات التشريعية المقبلة quot;لازالة بقاياquot; النفوذ السوري في بلادهم.
وقال فيلتمان خلال لقاء اميركي لبناني عقد في واشنطن quot;لا يوجد احد خارج سوريا يستطيع ان يدرك اكثر من اللبنانيين وحشية (الرئيس السوري) بشار الاسدquot;. واعتبر فيلتمان الذي كان سفير بلاده في بيروت عام 2005 عند اندلاع quot;ثورة الارزquot; التي اخرجت الجيش السوري من لبنان، ان دعم المعارضة السورية quot;واجب اخلاقي وسياسيquot; على اللبنانيين. وراى فيلتمان ان الانتخابات النيابية عام 2013 يجب ان تكون فرصة quot;لاستكمال ما بدات به ثورة الارز اي اخراج لبنان من الاعيب الاسدquot; ومن النفوذ الايراني.
وتابع فيلتمان في كلمته quot;آمل بان يثبت اللبنانيون الموجودون معنا اليوم مع الملايين الموجودين في بلادهم في لبنان، للعالم اجمع (خلال الانتخابات المقبلة) انهم سيكونون قادرين على تجاوز الخوف لازالة بقايا الاحتلال السوري ورفض المدافعين عن مجازر الاسدquot; في تلميح الى حزب الله. وكان حزب الله قدم الدعم للنظام في سوريا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد قبل سنة. وتعتبر الادارة الاميركية حزب الله حزبا ارهابيا.
هيومن رايتس تندد بانتهاكات تقوم بها المجموعات المسلحة
من جانبها، ذكرت منظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الثلاثاء ان مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون quot;انتهاكات خطيرة لحقوق الانسانquot; بينها اعمال خطف وتعذيب واعدامات.
وقالت المنظمة في رسالة بعثت بها، بحسب ما جاء في تقرير صادر عنها تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، الى المجلس الوطني السوري وغيره من المجموعات السورية المعارضة، ان مجموعات مسلحة معارضة ترتكب quot;انتهاكات بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الامنية والموالية للحكومة واشخاص تم التعرف عليهم على انهم من الشبيحةquot;، بالاضافة الى quot;الاعداماتquot;.
وجاء في البيان ان quot;على قادة المجموعات المعارضة ان يدينوا ويمنعوا عناصرهم من ارتكاب مثل هذه الانتهاكاتquot;. وتابع التقرير ان عددا من quot;المجموعات المناهضة للحكومة التي تقوم بانتهاكات تبدو وكانها لا تنتمي الى هيكلية قيادية منظمة او تنفذ اوامر المجلس الوطني، الا انه تقع على قيادة المعارضة مسؤولية الكلام عن هذه الانتهاكات وادانتهاquot;.
وقالت المنظمة ان quot;كل من يكون في عهدة الجيش السوري الحر او قوى اخرى معارضة بمن فيهم عناصر من القوى الامنية او الشبيحة يجب ان تتم معاملتهم بطريقة انسانية بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الانسانquot;.
واصدرت المتحدثة باسم العلاقات الخارجية في المجلس الوطني بسمة قضماني بيانا نددت فيه بمضمون تقرير المنظمة. وجاء في البيان quot;اننا نعارض كل اشكال العنف وندعم كل المعاهدات الدولية حول حماية حقوق الانسانquot;.
واضافت ان المجلس يعمل على quot;تطبيق ميثاق عمل واقامة تنسيق بين المجموعات المختلفة على الارض من اجل التأكد من عدم حصول انتهاكات لحقوق الانسان في المعركة من اجل الحريةquot;. وتابعت قضماني quot;اننا نقوم بهذا في وقت يتابع النظام قتل وتعذيب متظاهرين مسالمين ومدنيين ابرياءquot;، مشيرة الى ان عدد الذين تعرضوا للتعذيب والقتل هو بالالاف، وعدد المفقودين quot;تجاوز الخمسين الف شخصquot;.
وكان تقرير quot;هيومان رايتس ووتشquot; نقل عن ناشط سوري يدعى مازن ان عناصر من quot;مجموعة ابو عيسىquot; المسلحة في تفتناز قرب سراقب في ادلب (شمال غرب) quot;خطفوا اشخاصا يعملون مع الحكومة وعذبوا ثلاثة منهم حتى الموتquot;.
كما افاد مازن انه تحدث مع quot;عنصر امني كان مخطوفا لدى مقاتلين معارضين (...)، فقال له هذا الاخير ان مقاتلي المعارضة ضربوه بالاسلاك الكهربائية على راسه بينما كان معصوب العينين... وانهم سمحوا له بالكلام مع اهله وطلبوا مالا للافراج عنهquot;.
واكد ناشط سوري آخر عمل مع الجيش السوري الحر، سميح، لquot;هيومان رايتس ووتشquot; انه رأى سكانا في مدينة سراقب يشكون من ان عناصر في مجموعة quot;النور السلفية التي لا تشكل جزءا من هيكلية الجيش الحر الرسميةquot; يخطفون مدنيين من اجل المطالبة بفدية.
واشار سميح الى ان عناصر من الجيش الحر خطفوا مرة ضابطا في الجيش النظامي، quot;فخطف الجيش في المقابل فتيين في ال15 وال16من سراقبquot;. وقال انه تولى التفاوض من جانب الجيش الحر مع مسؤولين حكوميين محليين وانتهى الامر بعملية تبادل.
واشارت المنظمة الى تلقيها اشرطة فيديو يظهر quot;18 منها على الاقل معتقلين (من قوات الامن السورية او مؤيدين لها) على اجسادهم آثار كدمات وينزفون او تظهر عليها آثار تعذيب اخرىquot;. وذكرت المنظمة انها لا تستطيع التأكد من صحة هذه الاشرطة.
ويظهر ثلاثة اشخاص في احد الاشرطة، بحسب التقرير، وهم يجثون على ركبهم بينما اشخاص آخرون يسالونهم عن اسمائهم ودينهم وما الذي يفعلونه في مدينة تلكلخ. فيقول الثلاثة انهم شيعة ومن الربوة في محافظة حمص وquot;يعترفونquot; انهم قتلوا quot;متظاهرين مسالمينquot;.
كما اشارت المنظمة الى شريط فيديو تم بثه على موقع quot;يوتيوبquot; الالكتروني يظهر فيه شخص مشنوق يتدلى من شجرة امام مجموعة من المسلحين، وتشير التعليقات الى انه من quot;الشبيحة وقد تم اعدامه على ايدي كتيبة كفر تخاريمquot;.
وقالت مديرة الشرق الاوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة لي ويتسون في التقرير ان quot;تصرفات الحكومة السورية العنيفة لا يمكن ان تبرر الانتهاكات التي تقوم بها مجموعات المعارضة المسلحة. على قادة المعارضة ان يشرحوا لاتباعهم بوضوح انهم لا يجب ان يمارسوا التعذيب او الخطف او الاعدام في اي ظرفquot;.
واشار التقرير ايضا الى ان منظمة هيومن رايتس ووتش quot;وثقت اكثر من مرة ودانت انتهاكات واسعة تقوم بها القوات السورية الحكومية بما فيها عمليات اخفاء واستخدام متزايد للعنف واعتقالات تعسفية وقصف عشوائي للاحياء السكنيةquot;.
التعليقات