الشرطة الفرنسية تقول إن مراح تلقى تدريبه على يد تنظيم القاعدة

قالت الشرطة الفرنسية بعد مقتل الشاب الفرنسي ذات الأصول الجزائرية محمد مراح، إنه تلقى تدريبه على يد تنظيم القاعدة.


بيروت: بعد مواجهة مع الشرطة الفرنسية انتهت بمقتله، قالت السلطات الفرنسية ان الشاب الفرنسي من أصول جزائرية محمد مراح الذي ارتكب جرائم عدة في مدينة تولوز، تلقى تدريبه على يد تنظيم القاعدة.
وتم دعم هذا الإعتقاد بأقوال المراح الذي أعلن أنه ضحاياه السبعة في حادث اطلاق نار روّع المدينة الفرنسية، انتقاماً لأطفال فلسطين، ولوجود فرنسا العسكري في أفغانستان، وفرض حظر على الحجاب الاسلامي.

لكن بعد أكثر من أسبوع بقليل، تقول السلطات الفرنسية ان هناك شكوكاً بشأن انتماء محمد مراح إلى تنظيم القاعدة أو حتى ارتباطه بهذه المنظمة الإرهابية بأي شكل من الأشكال، على الرغم من أن التساؤلات تظل قائمة حول كيفية حصول مراح (23 عاماً) على الأسلحة النارية ومبلغ 26 ألف دولار نقداً.
وقال عبد الله ذكري من المجلس الفرنسي المسلم ان محمد مراح دفن في تولوز بعد أن رفضت الجزائر قبول جثمانه لدفنه هناك، لأسباب قيل انها أمنية.

وقال أصدقاء الطفولة انه لا يستطيعوا فهم كيف تحول الشاب المبتسم النحيل، الذي أحب السيارات السريعة والنوادي الليلية، وقدّم الحلوى لأطفال الحي، إلى عنصر في تنظيم القاعدة.
لكن البعض الآخر اعتبر أن الإجابة سهلة للغاية، وهي أن الشاب الجزائري الاصل كان يشعر بغضب شديد مشترك بين العديد من المهاجرين من الجيل الثاني والثالث، الذين يعانون من البطالة والاغتراب.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن فؤاد، صديق محمد مراح الذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل، قوله: quot;جوازات سفرنا تقول اننا فرنسيين، لكننا لا نشعر أبداً بأن فرنسا تقبلنا. لا أحد يستطيع أن يبرر ما فعله (مراح)، لكنه كان نتاج المجتمع الفرنسي، من الشعور بأن ليس لديه الأمل، ولا شيئ ليخسرهquot;.
وأضاف: quot;لم يكن تنظيم القاعدة الذي صنع محمد مراح... بل كانت فرنساquot;.
واشارت الصحيفة إلى أن مسألة فشل فرنسا في دمج المهاجرين بشكل كامل وتوفير الشعور بالانتماء والفرصة كانت غائبة على نحو ملحوظ من حملة الرئاسة في البلاد، حتى أن بعض المرشحين كثفوا دعواتهم للحد من الهجرة، وقطع دابر الإرهاب الناشئ في الداخل.

لكن ليس كل رجل غاضب، يقوم بتنفيذ مؤامرة قتل، وهذا ما ترك العديد من المحققين في حيرة تجاه دوافع محمد مراح، وعما إذا ساعده أحد بتنفيذ الجرائم.
من جهته قال بيير هنري برانديت، المتحدث باسم وزارة الداخلية، ان quot;كل الدلائل تشير إلى أن مراح كان ذئباً وحيداً ومعزولاً، وأنه لم يكن جزءاً من شبكة ارهابية منظمةquot;.
وأضاف quot;نعتقد ان مراح تحول إلى متطرف على يد شقيقه الأكبر، عبد القادر، الذي له صلات مع المتطرفين السلفيين. لكن محمد مراح عمل منفرداً على ما يبدوquot;.

واعتبرت الصحيفة ان هذا لا يعني بالضرورة ان مراح تصرف بمفرده. فقد ركزت التحقيقات على أخيه الأكبر، للاشتباه في كونه شريكاً. ويقول مسؤولون انه ساعد مراح في سرقة دراجة نارية استخدمت في الهجمات، كما أظهرت عملية تتبع هاتفه المحمول، إلى وجوده بالقرب من مدرسة يهودية في الأيام التي سبقت عملية القتل التي نفذها شقيقه وراح ضحيتها ثلاثة أطفال وحاخام.

وقال كريستيان ايتلان محامي محمد مراح، ان التطرف تجذر في شخصيته عندما حكم عليه بالسجن 21 شهراً بعد سرقة محفظة في كانون اول (ديسمبر)2007، وأصبح محبطاً حول مستقبله. ويقول أصدقاء انه حاول شنق نفسه، وبات يقرأ القرآن مطولاً.
بعد إطلاق سراحه، رفض طلب محمد مراح للانضمام إلى الجيش، وفشل في العمل كميكانيكي، كما ان نهاية زواجه ساهم في تأجيج الغضب داخله، لا سيما وان الطلاق حصل قبل أيام قليلة من جريمة القتل.
واضاف ايتلان: quot;بعد السجن تحطمت كل أحلامه، وبدا الوجه الملائكي بالتحول إلى صورة وحشquot;.