بائع ثعابين عراقي

يعمل العراقيون بكثرة على تربية الثعابين وبعض الحيوانات والحشرات الصغيرة، للاستفادة من سمها وحتى عظامها في أمور السحر وصناعة الأدوية. ويسعى بعضهم الى اصطيادها من البراري والصحراء ويتعرضون للدغات قد تكون قاتلة أحيانًا.


بغداد: يخطط سعدون حسين لافتتاح متجر لبيع الثعابين، العقارب وأنواع أخرى من العظات والحشرات المرغوبة من قبل الناس، بعدما لاحظ الاقبال على شراء هذه المخلوقات في سوق الغزل في بغداد، وأماكن بيع الحيوانات والطيور في مختلف المناطق.

وإضافة الى الثعابين، يجمع سعدون أنواعًا غريبة من الزواحف كما يبيع السموم وعظام الحيوانات الصغيرة والنادرة، والتي تستخدم لأغراض السحر والعلاج. لكن ما يميز سعدون أنه يجمع الحيوانات النادرة من مصدرها في البراري والصحراء، ويسافر إلى اماكن بعيدة وغير مأهولة لهذا الغرض .

الحيوانات النادرة

وفي أغلب مدن العراق، أصبحت ظاهرة بيع الحيوانات النادرة، كالثعابين والعقارب والسحالى والأبراص والثعالب والذئاب والقطط والعرس، ظاهرة مألوفة وهي موضع إقبال لدى الناس.

ولم يعد سعدون بائعًا فحسب، بل صار خبيرًا في صيد وطرق اقتناء وتربية الحيوانات النادرة لا سيما الأفاعي، حيث يستدعى من قبل أناس للأخذ بمشورته حول ذلك .

وأصبحت الثعابين لبعض الناس مصدرًا للرزق، ففي مدينة الديوانية (193 كلم جنوبي بغداد) يتجول (سيد عباس) بين الناس في المناطق المكتظة، حاملاً ثعبانًا في كيس لا يسمح برؤيته إلا مقابل مبلغ، حيث يبلغ الإقبال على أشده بين الأطفال على وجه الخصوص حيث يبلغ بهم الفضول إلى دفع مبلغ زهيد مقابل إخراج الثعبان من الكيس والتمتع بمشاهدته.

ويدعي سيد عباس أن له علاقة خاصة مع الثعابين فهو لا يتأثر بسمومها لأنه من (نسل النبي) على حد اعتقاده. كما يشير إلى أن الثعبان كان حاضرًا دائمًا في الحياة العراقية، كرمز للخوف، حيث أرّخت الأغنية الشعبية العراقية المعروفة الفكرة المترسخة في الأذهان عن الثعبان حيث تقول الأغنية (يا حيه يا ام راسين طبي بجدرهم سميلي اهل البيت بس لا ابنهم).

وتستدعي بعض النساء عباس للمس الثعبان لأغراض السحر، كما يشير الى أنه يحمل في كيس صغير عظاماً وأسناناً لحيوانات نادرة جدًا ولكنها مطلوبة من قبل صانعي السحر .

ويمتلك سيد عباس عظام هدهد، وأسنان خنزير صغير إضافة الى أنياب حيات كما يمتلك انواعًا أخرى نادرة مثل جمجمة قرد، وعظام سحالي، وأضلاع نسر ولكنها تلعب دورًا مهمًا في إتمام أعمال السحر التي يقوم بها سحرة.

وباع سيد عباس جمجمة قنفذ صغيرة بنحو ثلاثين دولارًا في العام الماضي، كما أن أغلب زبائنه من الساحرات وقارئات الحظ. ويؤكد أنه نجح العام الماضي بجمع شمل زوجين افترقا بعدما تمكن من إزالة السحر الذي فرقهما، وكان سحرًا وضع لهما في ركن غير مرئي في البيت لكن دم قنفذ أبطل مفعول السحر .

السموم والجلود

وثمة هواية أخرى، يلجأ اليها جميل عباس من بابل (100 كم جنوب بغداد) وهي اقتناء الزواحف على أنواعها حيث يُستفاد منها كتجارة وتستغل جلودها وسمومها بعد موتها.

وفي محلات العطارة يمكنك شراء دهون الثعابين وسمومها وجلود ثعالب وضب وكلها من مصدر واحد، حيث يأتي بها أناس يجوبون البراري لهذا الغرض.

وبحسب العطار أمين حسن، يستفاد من جلد الثعبان في علاج سرطان الجلد، كما يقوي المناعة للظروف الخارجية التي تتعرض لها بشرة الإنسان .

وفي مدينة النجف (160 كم جنوبي بغداد) يختص كريم الوائلي بصيد ثعابين الصحراء في جولات مكوكية، ويستطيع التعرف على جحور الثعابين حيث يجبرها بطرق مختلفة على الخروج منها كي يصطادها. ويتتبع الوائلي أثر الثعبان حتى يخرجه من جحره مشيرًا الى أنه تعرض للدغة قاتلة في باطن كفه العام الماضي، لكنه ربط موضع السم لكي لا يتسرب الى القلب مما ساهم في إنقاذ حياته بعد علاج في المستشفى .

مسك الافاعي

ويتحدث الوائلي عن أنواع من الثعابين مثل الأرقم، التي تعيش في الصحراء، إضافة الى أنواع أخرى سامة يمكنه تحاشي ضررها بوسائله الخاصة.

ويتابع: quot;احيانًا احتاج الى السم فقط، فأمسك الأفعى بطريقتي الخاصة لكي أجعلها تنزف السم كله في وعاء خاص أحملهquot;. ويبيع الوائلي سم الحية الذي يستخرجه مرتين شهريًا من كل ثعبان بمبالغ باهظة حيث يصل سعرها الى حوالي 100 دولار لكمية سم صغيرة تملأ بالكاد وعاء الشاي .

ويعتقد الوائلي أن خوف الناس من الثعابين غير مبرر، فهي لا تهاجم الا من يعتدي عليها. وفي موسم تزاوج الثعابين في شهر نيسان (ابريل)، يجمع الوائلي البيوض في أماكن خاصة حيث يصطادها بعد فترة زمنية مهينة، ويؤكد أن الكثير من الحيوانات النادرة وأنواع quot;الترياقquot; تصدّر الى الدول المجاورة بشكل غير شرعي.

وتستفيد دول العالم من سموم الثعابين والعظات الأخرى في صناعة الأدوية والعقاقير، وأسست لتربيتها مزارع خاصة.