رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود

قال رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود إن على نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن يتحذ القرار بوقف العنف في بلاد، لكونه هو الجهة الأقوى في المعارك الدائرة على الأرض.


حمص:اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الخميس أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف، وذلك بعد تصاعد العنف مجددًا في حلب (شمال)، حيث قمعت تظاهرات طلابية بشكل دام.

وقتل أربعة طلاب على الأقل، وتم توقيف 200 آخرين فجر الخميس في جامعة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من أحياء المدينة نصرة للجامعة، بعدما ترددت أنباء عمّا جرى في الجامعة بين السكان، بحسب تنسيقيات ثاني المدن السورية، والتي تشهد منذ أشهر تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية والطلابية والنقابية.

كما خرجت تظاهرات تضامنًا مع الجامعة في مناطق عدة، لا سيما في درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وخرجت تظاهرة في ساحة الجامعة احتجاجًا على أحداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد.

واعتبر الجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين للصحافيين الخميس أنه على الجيش السوري أن يخطو الخطوة الأولى لوقف أعمال العنف.

وقال في مؤتمر صحافي في حمص (وسط) quot;عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟، من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟، برأيي، إنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بهاquot;.

وردًا على سؤال عمّا إذا كان يتحدث عن القوات النظامية، أجاب quot;كنت أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيحquot;.

وأعلن من جهة أخرى أن أعضاء بعثته، التي وصلت طلائعها إلى سوريا في 16 نيسان/إبريل، لم يواجهوا أية عقبات في تنقلاتهم من جانب سلطات دمشق.

وأضاف quot;في بعض الأماكن المحددة، لاحظنا جهودًا أكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد رأينا بالتالي مؤشرات إيجابية على الأرضquot;.

والجنرال مود، الذي توجّه الخميس إلى حماه (وسط) وحمص، وهما نقطتان ساخنتان في حركة الاحتجاج، حيث التقى المحافظين ومقاتلين من المعارضة، ذكر أن هدفي بعثته هما السهر على وقف العنف وتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان التي تتضمن ست نقاط.

أما بالنسبة إلى تحرك المراقبين، فلفت مود إلى أن كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال quot;هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟، جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا، وتوجّهنا إلى حيث أردنا، ولم نلق أية عقبةquot;.

وأعلن الجنرال أنه سيكون هناك ثمانية مراقبين عسكريين غير مسلحين اعتبارًا من الجمعة في درعا (جنوب)، و12 في حمص، وثمانية في حماه، وأربعة في إدلب (شمال غرب). واعتبر أن وجود المراقبين له تأثير إيجابي. وقال quot;منذ وصولي، تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاونquot;.

إلى ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية صباح الخميس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة بسام ووسام، واقتادتهما إلى جهة مجهولة من دون تبيان سبب الاعتقال، بحسب ما أفاد والدهما.

في سياق متصل، أبدى المرصد السوري لحقوق الإنسان قلقه إزاء الحالة الصحية للمعارض محمود عيسى، مطالبًا السلطات السورية بالإفراج الفوري عنه.

واعتقل محمود عيسى في الأشهر الأولى لاندلاع الاحتجاجات في سوريا من مدينة حمص، ثم انتقل بعد الإفراج عنه إلى السويداء في جنوب البلاد، حيث أعيد اعتقاله في الشهر الماضي.

وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء تقريرًا أشارت فيه إلى مواصلة السلطات السورية احتجاز معتقلين quot;بشكل تعسفي (..) رغم الوعود التي قدمتها حكومة الرئيس بشار الأسد بإطلاق سراح المعتقلين السياسيينquot;.

ومنذ بداية الاحتجاجات في سوريا في آذار/مارس 2011 قتل أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

من جهة أخرى، قالت الولايات المتحدة إن المجتمع الدولي قد يضطر إلى اعتماد نهج جديد للتعامل مع الأزمة السورية، إذا فشلت خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بعدم بذل أي جهد للالتزام بها.

وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض quot;إذا واصل النظام تعنته، سيتوجب حينئذ على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة، وأن يبدأ العمل جديًا للتعامل مع التهديد الخطر للسلم والاستقرار، الذي يمثله نظام الأسد.quot;

وأضاف quot;إن الحاجة ماسّة في سوريا إلى انتقال سياسي، ونحن نأمل أن تنجح خطة عنان، ولكننا ما زلنا - اعتمادًا على الأدلة المتوافرة - نشك في رغبة الأسد في التجاوب مع شروط الخطة، لأنه فشل في الالتزام بها إلى الآنquot;.