روما: دان آشوريو سوريا وأكرادها مجزرة بلدة الحولة في مدينة حمص التي راح ضحيتها أكثر من 108 من المدنيين نحو نصفهم من الأطفال والنساء، واتّهموا ميليشيات النظام بارتكابها، ووصفوها بأنها جرائم ضد الإنسانية، وطالبوا بتحقيق دولي بها يمهّد لمعاقبة المسؤولين عنها.
وأكّدت المنظمة الآشورية الديمقراطية السورية أن قوات النظام السوري قصفت الحولة وأتبعتها بـ quot;مجزرة شنيعة فيها ارتكبها شبيحة النظام ومرتزقتهquot;، ورأت أن هذه الجريمة النكراء بحقّ المدنيين العزّل quot;ترتقي إلى مستوى جرائم ضد الإنسانيةquot;، وحذّروا من أن تُلحق هذه الجرائم أفدح الأضرار بالوحدة الوطنية، واتهمت النظام بجرّ البلاد إلى هاوية التطرف والاقتتال الداخلي باستمراره بالحلّ الأمني.
وأعلنت المنظمة الآشورية عن تضامنها quot;بشكل كامل مع أهالي الحولة وكافة المدن السورية المنكوبة كحمص وحماة ودرعا ودير الزور وإدلب وريف دمشق وغيرهاquot;، وطالبت النظام السوري quot;بوقف آلة القتل المتنقلة وحقن الدماء وسحب الجيش إلى ثكناته والحدّ من تمادي الأجهزة الأمنية وملحقاتها والإفراج عن كافة المعتقلين والبحث عن حلول سياسية للخروج من الأزمة الوطنية المتفاقمةquot; وطالبت بإجراء تحقيق دولي محايد في ملابسات المجزرة وغيرها، تمهيداً لتقديم المسؤولين عنها للمحاكم.
إلى ذلك حمّل المجلس الوطني الكردي النظام السوري مسؤولية مجزرة الحولة، واعتبرها quot;تصرف ينمّ عن جهل بالواقع ومستجداته، وتهوّر في دفع الأمور نحو متاهة ستودي بالبلد إلى ما لا يمكن التكهن بنتائجه الكارثية يكون فيه الخاسر الأول والأخير الشعب السوري وسورياquot;.
كما تواصلت لليوم الثالث على التوالي إدانات القوى والتيارات السياسية السورية المعارضة للمجزرة، وحمّل تجمّع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي النظام السوري المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية كاملة، ودعا المجتمع الدولي إلى quot;تحرك عاجل لوقف عمليات القتل الممنهج التي ينفذها النظام بحق المواطنين السوريين وتأمين حماية للمدنيين العزلquot;.
كما اتّهم حزب الشعب الديمقراطي السوري المعارض من وصفهم بأنهم quot;الطغمة الحاكمة وقطعانها الطائفيةquot; بارتكاب المجزرة، ونوّهت بأن quot;هذه الهمجية لم يعرفها العالم المعاصر إلا في رواندا وكوسوفوquot;.
ووضع الحزب هذه المجزرة في سياق quot;دفع البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، وتوسيع دائرة الصراع إلى دول الجوارquot;، وذكّرت بأن quot;رأس النظام هدد بإشعال المنطقة ونشر الفوضى فيها إذا ما تعرّض نظامه للخطرquot;.
وشدد الحزب على أن الشعب السوري لم يعد يرضى بعد هذه المجزرة بالإدانات العربية والدولية ومنح المهل للنظام، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الفورية وفق الفصل السابع لتأمين الحماية الفعلية للمدنيين العزّل في سورية، وشدد على أن أي حل سياسي للأزمة السورية يتطلب كحدٍ أدنى لجم آلة القتل الجماعية وتطبيق بنود خطة أنان كاملة، وتابع quot;لقد أصبح مستحيلاً على أي سياسي أو تجمع أن يتجرأ ويجلس مع القتلة والسفاحين الذين ينبغي أن يحالوا إلى العدالة الدوليةquot;.
وكانت المجزرة التي وقعت في الحولة قد حظيت بإدانة عربية ودولية واسعة، وأصدر مجلس الأمن الدولي بيان إدانة لها، وحمّل النظام السوري مسؤولية قصف المدينة بالمدافع والدبابات، فيما نفت السلطات مسؤوليتها عن المجزرة وحمّلت مسؤولية القيادم بها لعصابات إرهابية مسلحة تابعة للقاعدة.
التعليقات