تظاهرة ضد نظام الأسد أمام السفارة السورية في عمّان في 14 حزيران 2012

نيقوسيا: يرى المحللون أن إيران تتمسك بدعمها غير المشروط لنظام دمشق تخوفًا من خسارة أحد حلفائها النادرين ومن خلاله نفوذها في الشرق الاوسط. ولفت هؤلاء المحللون إلى أنّ النظامين في دمشق وطهران اللذين يجمع بينهما عداؤهما لإسرائيل ومصالح دينية واستراتيجية مشتركة وعزلتهما الدولية المتزايدة، يحتاج أحدهما للاخر.

فدمشق بحاجة إلى دعم اقتصادي وعلى الارجح عسكري من إيران يذهب ابعد من المساعدة quot;الانسانيةquot; المعترف بها من طهران، لمواجهة التمرد والعقوبات الدولية.

وتخشى إيران الشيعية من جهتها سقوط النظام الحالي الذي تهيمن عليه الاقلية العلوية، وهي طائفة من الشيعة، ووصول نظام ديني سني معاد الى الحكم يقطع المنفذ الوحيد لإيران الى حلفائها في حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينية.

وفي هذا الصدد قال المحلل علي رضا نادر في مؤسسة الابحاث راند كوربوريشن quot;ان سوريا بشار الاسد هي الطريق المفتوحة للنفوذ الإيراني في العالم العربي وفي الشرق الاوسطquot; مضيفا ان انهيار هذا النظام quot;سيسدي ضربة هائلة الى المصالح الإيرانية في الشرق الاوسطquot;.

واعتبر نادر ان هذا الرهان يفسّر جزئيا الموقف الحاد لبعض الدول العربية في الخليج مثل المملكة العربية السعودية تجاه دمشق. واوضح ان هذه الدول المتخاصمة مع إيران وتخشى هيمنتها quot;ترى ان سوريا باتت الحلقة الضعيفة في دائرة النفوذ الإيراني، وتريد بالتالي إبدال الاسد بنظام سنيquot; يقطع العلاقات المميزة بين دمشق وطهران.

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته quot;ان إيران قلقة لما قد يحصل ان حل مكان النظام العلوي المقرب من إيران حكومة يهيمن عليها الاخوان المسلمونquot; السوريون الرافضون بقوة للمساعدة التي تقدمها طهران.

لكن بعض المراقبين لا يستبعدون امكانية ان تنضم طهران الى سيناريو يتضمن رحيل الاسد. وقال صالح صدقيان الذي يدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران quot;ان إيران تدعم اقل الاسد من النظام السوري حتى وان كانت العلاقات بين عائلة الاسد والثورة الإيرانية قديمةquot;.

وأضاف أن إيران ستكون مستعدة للقبول بأي رئيس جديد شرط quot;ان يحتفظ بسياسة ترتكز الى دعم حزب الله وحماس وممانعة إسرائيلquot;. في الانتظار، يخشى بعض المحللين ان يؤدي دعم طهران المستمر لنظام دمشق الى تحول الازمة السورية التي أخذت أبعاد حرب أهلية حقيقية، الى مواجهة عسكرية بالوكالة بين إيران وخصومها الغربيين والعرب.

quot;فالخطر حقيقيquot; برأي دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته. وتتهم طهران بانتظام السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة بارسال اسلحة ومقاتلين الى سوريا فيما تقول اسرائيل والولايات المتحدة ان إيران تزود دمشق بالمعدات والمستشارين العسكريين.

وعلى الرغم من نفي طهران المتكرر quot;من المرجح كثيرا ان يذهب الدعم الإيراني الى ابعد من البعد المالي ويشمل مساعدة عسكرية، حتى وان كان من الصعب تقدير صعوبتهquot; كما قالت دينا اصفندياري الخبيرة في الشؤون الإيرانية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن.

واشار علي رضا نادر إلى أنّ مسؤولا في الحرس الثوري نقلت اقواله وكالة إيرانية، أقرّ مؤخرا بوجود عناصر من هذا الحرس، الجيش العقائدي للنظام الإيراني، على الرغم من نفي طهران.

لكن عددا من الدبلوماسيين والخبراء يرون ان هذا الدعم الإيراني غير المشروط لدمشق لا يحظى بالاجماع داخل النظام الإيراني حيث يعتبره بعض المسؤولين خطرا. الى ذلك لفت نادر إلى أنّ quot;هناك اناسا في الحكومة الإيرانية يدركون ان طهران قد تخسر كل شيء ان سقط الاسد، وستجد إيران عندئذ نفسها من دون نفوذ في سورياquot;.