آشوريون سوريون يتظاهرون دعمًا للثورة في ستوكهولم |
يتوقع مراقبون لتطورات الأوضاع في سوريا، أن تشهد الأسابيع القليلة القادمة، تدفق المزيد من طالبي اللجوء السوريين، الى الدول الإسكندنافية، في أعقاب قرار السويد منح حوالي 800 طالب لجوء سوري الإقامة، بعد اعتبار مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو أن الوضع في سوريا هو حرب أهلية. وعبر طالبو لجوء سوريون لـquot;إيلافquot; عن فرحتهم بالقرار السويدي، لكنهم قالوا إن quot; الفرحة الكبرى هي بسقوط الدكتاتورية quot;!
ستوكهولم: لم يكن جمعة علي (39 عاماً)، وهو طالب لجوء سوري في ستوكهولم، يتوقع أن تنقلب الأمور بهذا الشكل، وتصبح إمكانية إقامته في السويد مع عائلته الصغيرة التي تضم زوجته وطفليه، حقيقة قائمة.
فدائرة الهجرة، كانت طلبت منه، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ومن مئات السوريين الآخرين الذين وصلوا السويد، الإستعداد للعودة الى سوريا. لكنّ قراراً مفاجئاً في كانون الثاني (يناير) الماضي، أوقف ترحيلهم بسبب خطورة الأوضاع في سوريا.
ويقول علي لـ quot;إيلافquot;: quot;عشنا أياماً قاسية للغاية منذ أن اضطُررنا الى مغادرة سوريا، وهنا عانينا ظروفاً نفسية صعبة، حتى الأسبوع الماضي، عندما قررت دائرة الهجرة، أن بامكاننا الحصول على إقامة. أنا سعيدٌ جداً لهذا القرار، لإنني على الأقل أصبحت مطمئناً على عائلتي، لكن هذا لايعني إنني لا أفكر في بلدي، فلا أحد يتمنى العيش بعيداً عنه، لو كانت الظروف مستقرة فيهquot;.
القرار السويدي اعتبر quot;أن الوضع الأمني في سوريا الآن في غاية الخطورة، وأن جميع العائدين الى البلد - ربما باستثناء حالات خاصة قليلة - معرّضون للعنف. لهذا السبب فستتم الموافقة على منح تصريح الإقامة لأكثر الأشخاص الذين تقدموا بطلبات اللجوءquot;. ولكن لصعوبة معرفة ما ستُسفر عنه الأوضاع في سوريا، فإن الجميع لن يحصلوا على إقامة دائمة، وإنما لفترة موقتة لا تقلّ عن ثلاث سنوات.
وقال فريدريك بيير، المدير المناوب في الدائرة القانونية لوزارة الهجرة السويدية، إن السويد تأخذفي الأعتبار عند إتخاذها مثل هذه القرارات، التقييمات الصادرة ليس فقط من الأمم المتحدة، وإنما من منظمات حقوق الأنسان أيضًا.
وبحسب بيير، فإن الوزارة ستدرس حاجة كل طالب لجوء للحماية بشكل فردي. وسيحصل الأشخاص الذين لديهم أسباب فردية على تصريح الاقامة الدائمة.
الإقامات لن تشمل من ارتكب جرائم
وحذّرت السويد من أن الأشخاص الذين يُدانون بجرائم الحرب، والجرائم ضد السلم أو الإنسانية، لن يمكنهم الحصول على الإقامة، وهو ما اعتبرته الأوساط السورية المُعارضة، رسالة تحذير الى مسؤولي حزب البعث الحاكم، والأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، بعدم القدوم الى السويد.
لكنّ عدداً كبيراً من الذين سيحصلون وفق القرار الجديد على الإقامة، ستكون تصاريحهم وقتية لفترة لا تقلّ عن ثلاث سنوات. والتصريح الموقت هو للسماح لطالب اللجوء بالسكن بأمان والعمل في السويد حتى تتحسن الأوضاع في سوريا.
وبحسب القسم العربي في الإذاعة السويدية، فإن quot;أعداد السوريين الوافدين الى السويد بهدف طلب اللجوء كانت في إرتفاع مستمر، إلا أن الزيادة التي سجلت مؤخرًا أصبحت أكثر وضوحًا، حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء السوريين خلال السنة الاخيرة، ليشكل الآن ثالث اكبر مجموعة من طالبي اللجوء في السويد، بعد الصوماليين والافغانquot;.
وبالنسبة الى العوائل التي لديها أطفال، فإنها ستحصل على الإقامة الدائمة، حتى لو لم تكن لديها أسباب فردية للحصول على حماية.
أسامة إدوارد: تدفق طالبي اللجوء مرتبط بالأوضاع في سوريا
المعارض أسامة إدوارد |
وقال المعارض السوري أسامة إدوارد لـquot;إيلافquot;: quot;إن قضية تدفق اللاجئين على السويد ترتبط مباشرة بتطور الأحداث الميدانية في سوريا، أي أن تفاقم الأوضاع على المستوى السياسي والإقتصادي والميداني سيدفع بالكثيرين من أجل البحث عن ملاذات آمنة لهم ولإطفالهم، ولأن السويد تحتضن جالية كبيرة من أبناء شعبنا السوريسيجعلها مقصدًا للكثير من العوائل التي ستقصد أقاربها هناquot;.
ويُعتبر أسامة من الناشطين البارزين في ميدان العمل السوري المُعارض في السويد، وهو إعلامي وكاتب نشط في الدفاع عن حقوق طالبي اللجوء، وقضايا الديمقراطية والحقوق القومية لمكونات الشعب السوري، خصوصًا الأشوريين.
وأوضح: quot;أن غالبية القادمين الى السويد يدخلون السويد بطريقة شرعية تتمثل في معظمها بمنح تأشيرات دخول بناء على تصاريح إقامات عمل تمنح للراغبين بإقامة مشاريع صغيرة ذاتية أو بالعمل مع أقارب لهم هنا في السويد في حين تدخل مجموعة أخرى بطريقة غير شرعيةquot;.
قيادي كردي سوري مُعارض يطالب السويد بطرد السفير السوري
من جهته، اعتبر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، مسؤول تنظيمات الحزب في أوروبا شفكر هوفاك قرار السويد منح الإقامات للسوريين بأنه قرارquot; صائب رغم إنها تأخرت فيهquot;. لكنه دعا الحكومة السويدية الى quot; طرد السفير السوري وإغلاق سفارة النظام، والتعامل مع المعارضة ومساندتهاquot;.
المعارض شفكر هوفاك |
وتوقعهوفاك في تصريح لـ quot; إيلافquot; أن تصل أعداد أخرى من طالبي اللجوء، الى السويد، quot; مادام هناك المزيد من القتل وهدم البيوت وملاحقة النشطاء والشباب وقيام النظام بترهيب الناسquot;. وأضاف: quot; عندما لا تتوفر للسوريين حماية دولية، ومناطق آمنة، تحفظهم من الملاحقة والقتل طبعًا سيهربون الى الدول الآمنةquot;.
وأكد هوفاك وجود كُرد سوريين بين طالبي اللجوء لانهم، كما قال، quot; سوريون ومنخرطون في الثورة ويطالبون بإسقاط النظام، وأنهم متواجدون في الرقة وفي دير الزور وفي حلب وفي دمشق وجبل الزاويةquot;. مشيراً الى أنquot; الشباب الكُرد يفّرون من الجيش حالياً، فيما الباقون يمتنعون عن الذهاب الى الخدمة العسكرية وحتى الإحتياطquot;.
quot; إيلاف quot; مع طالبي اللجوء السوريين
وجيه ملحم (42 عامًا) طالب لجوء وصل الىالسويد العام الماضي، يقول لـquot;إيلافquot;: quot; لن تكتمل فرحتنا إلا بسقوط الأسد، صحيح إننا حصلنا على الأمان هنا، ولو وقتياً، لكن حياة الغربة ليست سهلة كما يتصورها البعض، والغرب ليس الجنة التي كنا نتصورهاquot;.
ملحم الذي قال إن أقاربه في السويد دفعوا مبالغ كبيرة لضمان وصوله ونجاته من العنف، يُحذّر السوريين من أن السويد quot;لم تقرر منح الإقامة لكل من يصل هناquot;، مضيفاً: quot; أدعوهم الى التخطيط والتفكير جيداً قبل قرار السفرquot;.
لكن فرح محمد (30 عامًا) تقول لـquot;إيلافquot; من مدينة يونشوبينك (جنوب): quot; لم أكن أتصور أن تصل وحشية القتل الى هذا الحد في بلادي، أحمد الله أنني مع والدي ووالدتي وشقيقي سنحصل على الإقامة أخيراً هناquot;.
فرح لا تفكر حالياً بالعودة الى بلادها، quot;حتى وإن استقرت الأوضاع هناك، لا أفكر بالعودة، أعتقد أن آفة الحقد والتعصب ستنتشر أكثر هناكquot;!
معارضون سوريون في السويد |
التعليقات