أعمال العنف تعود الى مخيم اليرموك

شكل اندلاع الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، في مخيم اليرموك مفاجأة لسكانه، حيث لم يذق أهله النوم منذ عدة أيام على اثر اطلاق النار الكثيف بين طرفي النزاع.


دمشق: فوجئ سكان مخيم اليرموك والأحياء المجاورة له كالتضامن ومخيم فلسطين الحجر الأسود وشارع الثلاثين وغيرها من الشوارع المحيطة والمتاخمة به منذ عدة أيام، باندلاع الاشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر بعد المعارك العنيفة التي شهدتها هذه المناطق بين الطرفين قبيل بدء شهر رمضان، وأعلن على إثرها النظام السوري تطهير دمشق مما يسميه quot;العصابات الإرهابية المسلحةquot; وشروعه في إنهائها.

لكن المتابع لمجريات الأمور في المخيم الذي بات يضم أضعاف طاقته الاستيعابية، وشهود عيان من قلب مخيم اليرموك رووا لنا مشاهد معارك حقيقية تجري داخل المخيم الذي لم يذق أهله النوم، بسحب بعض الشهود، منذ عدة أيام بسبب حدة المعارك والقصف العنيف.

ولم تكد عدة عائلات قاطنة في المخيم تعود إلى بيوتها حتى فوجئت أن الوضع ليس آمناً، كما يبث النظام في وسائل إعلامه، وبحسب معلومات خاصة حصلت quot;إيلافquot; عليها من قلب مخيم اليرموك، فإن حالة من التخبط واللاتوازن تسود المعارك في المخيم، فأحياناً تتم مشاهدة دبابات للجيش النظامي، وفجأة ينقلب الموقف وتشاهد عناصر الجيش الحر وهم يتجولون في الشارع، ورغم أن أصوات معظم الاشتباكات تسمع من حيي التضامن ويلدا الملاصقين للمخيم، فإن استراتيجية الجيش الحر، تعتمد في الأساس على أسلوب استدراج الجيش النظامي للدخول داخل أحياء المخيم وأزقته الضيقة بدباباته الكبيرة وعتاده الضخم، حتى إذا وصل إلى آخر المخيم وقرر نصب حواجز أمنية، قام الجيش الحر باستهدافه من الخلف وإيقاع إصابات وخسائر فادحة في صفوفه، وهو ما فعله البارحة عند مشفى فلسطين، وبعد أن نصب الجيش عشرات الحواجز على مدخل كل شارع في المخيم، استهدف الجيش الحر كل الحواجز والدبابات، واستمر القتال حتى فجر اليوم التالي (اليوم).

ويروي سكان مخيم اليرموك لنا أن الشوارع لم تعد آمنة مطلقاً، حيث كثيراً ما يخرج رب المنزل للإتيان بحاجات عائلته فما يلبث أن يعلق وسط إطلاق كثيف للنار بين الجيشين الحر والنظامي، واضطراره للانتظار عدة ساعات حتى تهدأ الأمور.

الاشتباكات في اليرموك تندلع بقوة بين قوات النظام والجيش السوري الحر

فضلاً عن القصف المدفعي الذي يعتمده الجيش النظامي في مواجهة عناصر الجيش الحر الأخف حركة وعتاداً، فإنه نادراً ما يقوم الجيش النظامي بالالتحام والاشتباك مباشرة مع الجيش الحر الأمر الذي فسره الأهالي بمخاوف الجيش النظامي من المواجهة واحتمالات الانشقاق المتزايدة.
وتبقى مأساة المخيم مرشحة للتصاعد في ظل امتلاء بيوته وفيضانه بمئات العائلات الوافدة، والتي لم تعد تجد في المخيم ملاذاً آمناً للإقامة بسبب تصاعد الاشبتاكات، فضلاً عن الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها العديد من سكان المخيم ووافديه جراء توقفهم عن النوم منذ عدة أيام بسبب أصوات القذائف وإطلاق النار.