يرى البعض أنه بات ضروريًا عقد لقاء سريع بين نبيه بري والسيد حسن نصرالله للتداول في الموقف ودرس سُبل تحصين شارعهما في مواجهة الاخطاء الذاتية والكمائن المركبة، خصوصًا بعد الاحداث الاخيرة في لبنان وتفلت بعض الامور عن سيطرتهما.
بيروت: في الجو المتفلت الذي عاش فيه لبنان اخيرًا رأى البعض بضرورة لقاء قريب بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بهدف ضبط وتحصين الشارع الشيعي. في هذا الصدد، يرى النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اصحاب الشأن ادرى متى يلتقون، الموضوع ليس بالضرورة أن يكون لقاء مباشرًا لكن التفاهم دائم وقائم على كل المواضيع وتفاصيلها، وما اتخذ من خطوات ومواقف كان يعبِّر عن وحدة الموقف وراء كل القضايا، وليس المهم اللقاء المباشر انماالتواصل الدائم والتشاور حول كل القضايا، ازاء كل الازمات والتطورات، وما حصل في الآونة الاخيرة كان محط تشاور واتصال وكانت المواقف الموحدة خير تعبير عن هذه الرؤيا الموحدة حول القضايا الوطنية والتطورات الاخيرة، والمساهمة في التفتيش عن المصلحة الوطنية ووضع حد لحالات التفلت في اكثر من مكان، وبري ونصرالله متوافقان ومتواصلان بشكل دائم ومستمر.
مع هذا التواصل المستمر كما ذكرت هل انعكس اليوم على التقيد بعدم اقفال طريق المطار عند أي حادث يجري في لبنان؟ يجيب هاشم:quot; ما كان يحصل ليس بقرار، ومن يريد أن يضع اقفال طريق المطار باطار معين أو سياسة محددة، فهذا شأنه، والرئيس بري والسيد نصرالله وحركتهما السياسية، كانوا واضحين في هذا الاتجاه من خلال رفضهم لتلك التصرفات، الا أن هناك حالات استثنائية غير منضبطة أو ملتزمة ليس في هذا الاتجاه أو غيره، وهذا القرار حازم، وحاسم حول الرفض، وكان واضحًا أن المنع واضح، لو لم تبادر الدولة بأجهزتها لمنع اقفال الطريق كانا سيبادران من خلال المحازبين لمنع اقفالها، ايًا كانت الاسباب والمبررات، لأنهما لم يقبلا بأي حجة أو مبرر لقطع طريق المطار أو أي طريق أخرى.
ماذا يعني اليوم عندما يقول السيد حسن نصرالله إنهم لا يستطيعون ضبط ما يجري مع العشائر اللبنانية من خطف لرعايا سوريين واتراك هل هذا يعني عدم تنسيق بين مختلف القوى الفاعلة في هذا الموضوع؟ يجيب هاشم:quot; لا شك أن الساحة اللبنانية مليئة وحبلى بالسلاح، في كل الاتجاهات، وما جرى في طرابلس خير دليل على ذلك، هنالك سلاح زواريب وشوارع متفلت طولاً وعرضًا، وهنالك قبائل وعشائر لم يكن حضورها جديدًا، بل له ما له من تاريخ لبنان، وهنالك طبعًا من لا ينضوي تحت لواء أي حزب أو تيار، وله خصوصية معينة،هذه التركيبة، ونظام العشائر لا يزال موجودًا في اكثر من منطقة، واحيانًا كثيرة تتعاطى معه الدولة اللبنانية وفق هذا المنطق والمعطى الذي يتوافر لديها بما ينسجم مع روحية نظام العشيرة ويخدم المصلحة الوطنية، وطبيعي أن يكون هناك بعض هذه الحالات الاستثنائية الضيقة وليست واسعة ومنتشرة في طول البلاد وعرضها.
هذه الحالات الاستثنائية هل تدل على غياب التنسيق بين مختلف قوى 8 آذار/مارس؟ يجيب هاشم:quot; ابدًا لا علاقة له بموضوع هذه الحالات،هذه القوى لا تكونمنضوية تحت لواء احزاب، وإنما تكون منضوية بشكل فرادي، وما يجمعها هو نظام العشائري، والروحية العشائرية تجمع ما بينهم، وهو أمر طبيعي إن كان حزبيًا أو لم يكن، الامر ليس بجديد أو طارئًا، إنه وضع قائم بين قوى 8 آذار/مارس والقوى السياسية، لكن التنسيق هو الذي يضع حدًا لحالات التفلت وكي لا تنتشر هذه الظاهرة اكثر فاكثر، ويعمل على ضبط هذه الظواهر بشكل اساسي.
اليوم هناك امانة عامة لقوى 14 آذار/مارس، لماذا لا نشهد في المقابل امانة عامة لقوى 8 آذار/مارس لتنسيق المواقف اكثر؟ يجيب هاشم:quot; قد تكون طُرحت مثل هذه الفكرة في لحظة معينة ولكن لم تتبلور حتى الآن، وقد تكون الحجة أنه لا بد من الخروج من هذه الحالات الانقسامية والتي أدت الى ما عايشناه في الفترة الماضية، في المرحلة السابقة كانت الدعوة الى الخروج من الانقسام السياسي بين القوى وضرورة الانتهاء من انقسام الشارع والحالة السياسية، وكنا في مرحلة اعادة تكوين بعد انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، كانت هنالك رؤيا لضرورة الابتعاد عن حالات الانقسام العمودي والافقي، وهذا ما دفع بقوى 8 آذار/مارس الى غض النظر عن تشكيل آلية معينة لأمانة عامة لها.
التعليقات