أسرة سورية منعت من دخول تركيا قبل أيام قليلة

حين أقدمت الطائرات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد على قصف مواطنين يقيمون بأحياء مدنية، بادر كثير من السوريين الذين يقيمون بالشمال للاختباء بالقرى القريبة.


القاهرة: وحين تعرض المواطنون المقيمون في أحياء مدنية للقصف من طائرات الرئيس بشار الأسد، فر اللاجئون إلى الحقول، وحين اُستُهدِفت الحقول، لم يكن أمامهم خيار سوى التوجه لتلك المحطة الحدودية ومحاولة العبور إلى داخل تركيا. لكن في الوقت الذي تواجه فيه تركيا مشكلات بشأن إنشاء مزيد من المعسكرات لاستيعاب تدفق اللاجئين، وجد آلاف من السوريين أنفسهم معلقين بشكل مؤقت عند حظائر تفتيش المركبات، وقال كثيرون منهم قبل بضعة أيام أنهم سيبقون هناك.

ونوهت في هذا السياق اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى الشائعات التي تتحدث عن سوء الأوضاع داخل تلك المخيمات التركية، وان كثير من اللاجئين يرون أن الطائرات السورية لن تضرب على الأرجح تلك المنطقة القريبة من الحدود.

وتابعت الصحيفة في هذا السياق بالقول أنه ونتيجة لذلك، تم إنشاء منطقة عازلة بحكم الواقع عند معبر quot;باب السلامةquot; الحدودي مع تركيا، وهي نسخة افتراضية من الملاذ الذي ترغب تركيا وكثير من السوريين في إنشائه على نطاق أكبر داخل سوريا.

وقال احد هؤلاء النازحين ويدعى خالد عبد الله ويبلغ من العمر 40 عاماً:quot;لا نية لي بمغادرة ذلك المكان. فهو آمن بالنسبة ليquot;. ولفتت الصحيفة إلى أن خالد كان من بين 10 آلاف سوري ينتظرون على الحدود التركية خلال الأيام القليلة الماضية، معظمهم يحاول اللحاق باللاجئين الذين عبروا ويقدر عددهم بـ 80 ألف.

وطالبت تركيا يوم الخميس بإنشاء ممر إنساني داخل تركيا حيث يمكن توفير الحماية للمدنيين. ورغم تدعيم بعض الدول، بمن فيهم فرنسا، لتلك الفكرة، إلا أنها حظيت بزخم ضئيل على الصعيد الدولي. بينما قالت الأمم المتحدة إن المقترح يطرح تساؤلات هامة.

وقال في هذا السياق وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو:quot;إلى متى سنجلس ونشاهد جيلا كاملا وهو يمحى نتيجة القصف العشوائي والاستهداف المتعمد الشامل ؟ ونحن بحاجة للتركيز على الخطوات التي يجب اتخاذها داخل الحدود السوريةquot;.

وعاودت الصحيفة لتنقل عن خالد عبد الله، وهو بقال من بلدة ماريا القريبة، قوله quot; تمكنت أسرتي لبعض الوقت من الاختباء أسفل السلالم أثناء القصف الحكومي. لكن حين بدأت الطائرات السورية بقصف المنطقة قبل عدة أسابيع، أصبح الأمر لا يطاقquot;.

وأكمل حديثه بالقول إن الأطفال كانوا يفزعون عند سماعهم أي صوت، وأن الكبار لم يكن بوسعهم الخروج لشراء اللبن، وأضاف quot;تعين عليّ باعتباري الابن الأكبر أن أقود 44 امرأة وطفلا إلى ملاذ آمن. ووضعت زوجتي مولودها التاسع، وهي فتاة ميتة، بينما كنا نحاول الاختباء بداخل الحقول ونحن في طريقنا إلى ذلك الملاذ الآمن. وأنا من جانبي مستعد للتضحية بثلاثة من أبنائي مقابل التخلص من بشار الأسدquot;.

ثم مضت الصحيفة تشير إلى أن الجميع يتفقون على تردي الأوضاع عند معبر باب السلامة الحدودي، وأن كثيرين من العالقين هناك يريدون بالفعل الدخول إلى تركيا، خاصة في ظل المخاوف التي تراودهم من احتمالية مهاجمتهم بواسطة طائرات تابعة للأسد.

وقال سمير حاج عمر وهو مدرس سابق ويترأس الآن مكتب مدينة أعزاز السياسي للجيش السوري الحر :quot; يريد النظام تدمير البلاد كلها. والعالم بأسره يراقب ما يحدث دون أن يتلفظ احد بكلمة واحدةquot;.