لندن: تسعى الكتائب المختلفة للمعارضة السورية المسلحة إلى التوحد تحت اسم جديد وبقيادة ضابط منشق يقيم في الاردن، فيما قال مقاتلون انها محاولة للاستجابة الى دعوات دولية وعربية الى مزيد من التنسيق بينها.
وأكد قياديون في المعارضة المسلحة أن محادثات جرت في تركيا على امتداد يومين بين تشكيلات تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر، أسفرت عن تفاهم على إنشاء الجيش الوطني السوري بقيادة اللواء محمد الحاج علي، اقدم ضابط في الخدمة ينشق عن الجيش النظامي حتى الآن.
وسيتعين اختبار المحاولة الجديدة لبناء وحدة التشكيلات القتالية التي تعرضت من الآن لانتقادات وجهتها بعض الألوية وكذلك العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر في العام الماضي. وقال العقيد الأسعد لصحيفة فايننشيال تايمز quot;ان هناك الكثير من عدم الارتياح إزاء تغيير اسم الجيش السوري الحر. فان هذا الاسم محفور في أذهان السوريين الآن، حتى الأطفال منهمquot;.
وتأتي المحاولة الجديدة لتوحيد فصائل المعارضة وسط توجسات دولية متزايدة بسبب الانقسامات في صفوف المعارضة المسلحة ومخاوف من وقوع السلاح والمال بأيدي متطرفين انخرطوا في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الباحث والخبير في شؤون الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في باريس جوزيف باهوت إن دور اللواء محمد الحاج علي الذي انشق الشهر الماضي وإعادة هيكلة الجيش السوري الحر يجب أن يُنظر اليهما في سياق أوسع هو التحرك الدولي لتطوير الدعم التقني الذي يُقدم الى المعارضة السورية المسلحة ومنحها شكلا يحظى بقبول أكبر.
وتزايدت التوقعات بزيادة التدخل الخارجي الخفي لدعم المعارضة المسلحة بعد انهيار الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية. وتقدم مجموعة من الدول، لا سيما قطر والعربية السعودية وتركيا، مساعدات للمقاتلين، بما في ذلك المال والسلاح والدعم اللوجستي، فيما أخذت بعض الحكومات الغربية تزيد مساعداتها غير الفتاكة.
ولكن خبراء عسكريين غربيين يقولون إن فصائل المعارضة المسلحة ما زالت قوة منقسمة وغير منضبطة، بلا هيكل قيادي ذي مصداقية.
كما تزايدت مشاعر القلق من التقارير التي تحدثت عن ارتكاب مقاتلين أعمال تعذيب وإعدامات جماعية، بما في ذلك بث شريط فيديو الشهر الماضي ظهر فيه مقاتلون وهم يقتلون افراد عائلة موالية لنظام الأسد في حلب بدم بارد. وفي وقت سابق، وقع قادة كتائب تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر مدونة قواعد سلوك يتعهدون فيها عدم ارتكاب أي خروقات أو انتهاكات.
وأوضح رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ ان الهدف من اعادة الهيكلة هو بناء quot;مؤسسة عسكرية حقيقيةquot; وتشجيع المجتمع الدولي على زيادة دعمه ومساعداته.
وقال العميد الشيخ في اتصال هاتفي مع صحيفة فايننشيال تايمز من قاعدته على الحدود التركية السورية quot;نحن نريد ازالة الفكرة القائلة اننا لسنا موحدين والتي تُستخدم ذريعة للامتناع عن مساعدتنا. كما اننا بحاجة الى بناء مؤسسة وان نكون على قدر أكبر من المسؤولية والاستعداد عندما يسقط النظامquot;.
وقال مصدر آخر مطلع على المحادثات التي جرت في تركيا لتوحيد فصائل المعارضة المسلحة ان اللواء محمد الحاج علي يبدو شخصية علمانية ويحظى بدعم دولي يلقى ترحيب بعض الفصائل المسلحة.
وقال لؤي مقداد المنسق اللوجستي للجيش السوري الحر إن الكتائب والمجالس العسكرية المحلية التي حضرت الاجتماعات كانت quot;ايجابية ومشجعةquot; ولكنها تنتظر الآن أن يحدد اللواء الحاج علي معالم استراتيجية متكاملة وquot;آلياتquot; تمويل وتسليح واضحة.
التعليقات