عناصر من الجيش السوري الحر يحملون أسلحتهم

تجتاح سوريا موجة من عمليات خطف ينفذها مختلف أطراف النزاع، ولكن بأهداف مختلفة، حيث يغتنمها البعض لجمع المال في حين ذكرت تقارير صحافية أن الجيش السوري الحر نفسه ينفذ عمليات خاصة به لتمويل الثورة.


تشهد سوريا موجة من أعمال الخطف التي يلجأ اليها مقاتلون في المعارضة المسلحة لتمويل عملياتهم فيما اغتنم مجرمون عاديون الفرصة لجني المال بهذه الطريقة.

وفي بلدة الباب على أطراف حلب تزايدت أعمال الخطف حتى أن مقاتلين من الجيش السوري الحر أخذوا يبثون رقما لمساعدة ذوي المخطوفين، بكتابته على الجدران ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال أحد سكان المنطقة إن كوادر الجيش السوري الحر يلاحقون الخاطفين عندما يتلقون اتصالا من ذوي الضحايا.

وأكد مصعب عزاوي من الشبكة السورية لحقوق الانسان تزايد أعمال الخطف مشيرا إلى ثلاث عمليات خطف في الآونة الأخيرة نفذتها مجموعات في حلب تطالب بفدية.

وقال سوريون من سكان المنطقة ان جميع الفرقاء يستخدمون هذا الأسلوب، ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الطالب محمد الذي يدرس في جامعة حلب أن المجموعة التابعة للجيش السوري الحر نفسها التي تلاحق أعمال خطف ارتكبتها عصابات من الانتهازيين، تدير عمليات خطف خاصة بها بهدف جمع quot;المال للثورةquot;.

واضاف محمد أن هذه الوحدة المعروفة باسم كتيبة ابو بكر الصديق، خطفت ابن شريك عمه التجاري quot;وطالبت بفدية قدرها 5 ملايين ليرة سورية مقابل الافراج عنهquot;.

وقال رجل دين كاثوليكي إنه غادر حلب هاربا عندما وصل القتال إلى منزله وخُطف عدد من معارفه.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الراهب الكاثوليكي قوله quot;إن الجيش السوري الحر يعرف العائلات الثرية في حلب وهو يراقب منازلهم وتحركاتهمquot;.

وأضاف أنه يعرف رجلا والده ثريا quot;كان يقف على الرصيف عندما أجبرته مجموعة من مقاتلي المعارضة على ركوب سيارة انطلقت به، وبعد يومين اتصلوا بوالده وطالبوا بمبلغ ضخم، اعتقد كان 25 مليون ليرة سورية وقالوا خلال الاتصال الهاتفي إنهم لا يريدون المال لأنفسهم بل للثورةquot;.

وتُرك المبلغ في المكان المحدد حيث أخذه مقاتلون غطوا وجوههم. quot;وبعد عشر دقائق تلقى اتصالا يقولون له أين مكان ابنهquot;، كما قال رجل الدين الكاثوليكي السابق.

وبحسب الطالب محمد وسوريين آخرين من سكان المنطقة، فإن مقاتلين في المعارضة المسلحة خطفوا مقاتلين آخرين بطريق الخطأ في غمرة الفوضى المتزايدة.

وحاول أشخاص خطفهم مقاتلون من فصائل المعارضة المسلحة أن يثبتوا معارضتهم لنظام الرئيس بشار الأسد بإرشاد خاطفيهم إلى شعارات مناهضة للنظام نشروها في صفحاتهم على فايسبوك.

وكانت دلائل جديدة على انزلاق سوريا إلى حرب أهلية ذات بعد طائفي ظهرت الجمعة بالعثور على 45 جثة في ريف دمشق. إذ عثر على نحو 23 جثة بينها نساء وأطفال في بلدة زملكا يوم الخميس وعُثر على 22 جثة أخرى في قطنا جنوب شرقي العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا.

ويقول مراقبون إن أعمال العنف هذه تعيد إلى الأذهان انعدام القانون والفوضى التي عمت العراق بعد الغزو الاميركي عام 2003 بما عاناه العراقيون من أعمال خطف وقتل جماعي وتفجيرات أصبحت حدثا يوميا في العاصمة بغداد بصفة خاصة.