أنقرة: تواصل المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين زيارتها لتركيا حيث ستجري محادثات مع القادة الاتراك الذين ينتظرون منها تأكيد وعدها بتحريك عملية انضمام هذا البلد الى الاتحاد الاوروبي، بعدما عبرت فرنسا عن موقف مماثل.

وغداة زيارتها الاحد الى الجنود الالمان الذين يشغلون اثنين من بطاريات صواريخ ارض-جو باتريوت التي ينشرها الحلف الاطلسي على الاراضي التركية لحمايتها من هجوم سوري محتمل، من المقرر ان تعقد ميركل الاثنين لقاء في انقرة مع الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.

وعلى رغم معارضتها التقليدية لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، خطت المستشارة الالمانية خطوة في اتجاه انقرة عشية هذه الزيارة مبدية رغبتها في فتح صفحة جديدة من مفاوضات الانضمام. واضافت في رسالة فيديو نشرها مكتب المستشارة الالمانية quot;هذه المفاوضات تعثرت قليلا خلال الفترة الاخيرة واؤيد فتح صفحة جديدة في هذه المفاوضات لنتمكن من التقدم قليلاquot;.

الا ان انغيلا ميركل استدركت سريعا بتاكيدها على ان quot;طريقا طويلةquot; ما يزال يتعين اجتيازها في هذه المحادثات وابدت خصوصا quot;تشكيكهاquot; في النتيجة المتوقعة منها. من جانبه دافع وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي ايضا عن اعادة اطلاق عملية التفاوض محذرا من مغبة رؤية تركيا باقتصادها الذي ينمو بسرعة تدير ظهرها لاوروبا. وقال quot;اذا لم نعر اهمية لذلك، سيأتي وقت تكون فيه اوروبا اكثر اهتماما بتركيا من اهتمام تركيا باوروباquot;.

وبحسب الصحافة التركية، وصف اردوغان الخطوة الالمانية بانها quot;ايجابيةquot;. وكما ذكر استطلاع للراي نشرت نتائجه الاحد صحيفة بيلد ام سونتاغ، لا يزال حوالى ثلثي الالمان (60%) يعارضون انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وبدأت تركيا عام 2005 مفاوضاتها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، الا ان العملية متعثرة بسبب معارضة دول اوروبية مثل فرنسا والمانيا انضماما كاملا لكن ايضا لعرقلة من جانب انقرة بسبب مسائل مرتبطة بمشكلة قبرص المقسمة منذ اجتياح القوات التركية التي تحتل الشطر الشمالي للجزيرة منذ العام 1974.

وقبل برلين، فتحت باريس الباب امام بداية حلحلة في الملف مطلع الشهر الجاري حين ابدت استعدادها لرفع الفيتو المفروض على احد الفصول الخمسة في المفاوضات المجمدة من جانب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي المعارض بشدة لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وفضلا عن المستقبل الاوروبي لبلاده، يرغب رئيس الوزراء التركي الاسلامي المحافظ التطرق مع ضيفته الى سلسلة مواضيع يتعارضان في شأنها باستمرار.

وبذلك سيسعى اردوغان الى المطالبة امام ميركل بالاعتراف بالجنسية المزدوجة لنحو ثلاثة ملايين تركي او من اصل تركي يعيشون في المانيا. وتعارض المستشارة الالمانية هذا المطلب الا ان المعارضة الاشتراكية الديموقراطية تدعمه. كما يتناول الزعيمان في محادثاتهما المسألة الحساسة المتعلقة بمكافحة الارهاب.

وبعد اغتيال ثلاث ناشطات كرديات في باريس والهجوم الانتحاري الذي استهدف مطلع الشهر الجاري السفارة الاميركية في انقرة، ندد اردوغان بما اعتبره ممالأة من جانب السلطات الالمانية حيال الناشطين الاكراد او من اليسار المتطرف الذين يعيشون على اراضيها.

وبعد لقاء غول واردوغان، تلقي ميركل بعد الظهر كلمة امام منتدى رؤساء الشركات التركية والالمانية قبل لقاء جديد مع رئيس الوزراء التركي على العشاء ثم العودة الى برلين. وتحتل المانيا المرتبة الاولى على قائمة الشركاء الاقتصاديين الاوروبيين لتركيا بفارق كبير عن ايطاليا وفرنسا.