قبل ايام من دخول القوات الامريكية الى البصرة عقدت المعارضة العراقية آنذاك مؤتمرات ولقاءات جانبية حضرت القليل منها وحينها عانى الكثيرون منهم بالدفاع عن المشروع الامريكي وركوب القطارالذاهب لتغيير النظام في العراق من عدمه..وانقسم البعض وقرر عدم ركوب القطار ؛ بينما واصل البعض الاتصالات والحجوزات مستعينا بالشيطان على تغيير شيطان الظلم الجاثم على صدر العراقيين..
المهم حينها تساءلت عن المشروع السياسي البديل من كل الاطراف وكان الجواب غائما ليس فيه اي رؤية hellip; من سيحكم..وكيف؟؟ هل لدينا حكومة ظل متفق على تعيينها بمجرد استلام السلطة من النظام السابق والسيطرة على بغداد؟؟؟ ظلت الاسئلة عارية عن رداء جواب من طرف المتصدين في مؤتمر لندن وبعده مؤتمر صلاح الدين!!
مرت الايام وعاد من عاد واكتشفنا غياب مشروع بناء دولة على انقاض الدولة المخربة اصلا من جراء ممارسات الديكتاتورية hellip;فصار حال القوات الامريكية حال من اراد طرد الذباب عن وجه العراق بطلقات ليزرية فتاكة خربت وجه العراق ودمرت كل ما سلم من بقايا دولة..!! وسبب هذا كله برأيي غياب المشروع العراقي (المعارض) سابقا والحاكم الان!
والمهم في هذا المقام الحديث عمَن يحكم بغداد الان..؟؟سؤال فجرته بالذهن انتهاكات حقوق الانسان الاخيرة وصيحة العلمانيين من محاولة اسلمة الادارة الحكومية التنفيذية وقرارات اسلمة المجتمع المدعومة من جهات سياسية مشتركة بالادارة الحكومية !!
مع هذا السؤال استفاقت اسئلة خطيرة منها..هل استقر الاسلام السياسي في العراق وتمثل باحزاب مشاركة بالبرلمان..هل تمثل الحركة الصدرية الاسلام السياسي الشيعي؟؟وماموقف الدعوة بكل فئاته من المشروع الاسلامي السياسي؟؟لااعتقد ان السيد المالكي مرشح التحالف حظي بمنصبه لسبب ان الرجل قدم مشروعا اسلاميا شيعيا لادارة الدولة العراقية!
كيف قبل الشيوعيون مُمَثلين بحميد مجيد مقعدا على الحصة الشيعية في مرحلة من مراحل سباق ماراثون السلطة؟؟والى ماذا انتهينا الان من يحكم العراق؟؟..
سيرة السيد المالكي في الحكم او لنقل في ادارة ماسمحت به حصته من الحكم ndash;سيرة الرجل ndash;وشعاراته المرحلية والاستراتيجية تقول انه ركز على سيادة دولة القانون ونجح في تخليص البلاد والعباد من شر استشراء حروب اهلية كان متوقعا لها ان تكون طويلة..ووقف امام تحديات الموازنات الخطيرة بين رغبات امريكية وايرانية وعربية وتدخلات من كل الاطراف هذه حتى بتسمية مدراء عامين ناهيك عن تسمية وزراء!! فعل الرجل كل هذا باي ادوات.؟؟ هل كان للنظرية الاسلامية السياسية دور في تحديد شكل الادارة؟ لااعتقد وهنا لا اتحدث عن شخص الرئيس ان كان متدينا او لا..فقط عمًا فعله !
هل نشهد هذه الايام ترتيبا للبيت الاسلامي الشيعي-خاصة- بطرح نظرية لبناء الدولة الاسلامية العراقية ndash;مقابل غياب المشروع العلماني الوسطي ndash; وغياب اليسار العراقي بشكل تام عن المشهد السياسي؟؟
من سيذهب لانتخابات العراق القادمة بعد 3 سنوات؟؟ وكيف ستكون صورة الحكومة القادمة بعد اتضاح صورة حكومة زادت مقاعدها الوزارية على الاربعين hellip;ومن سيحكم بغداد الان..وكيف؟؟
الانتهاكات الاخيرة التي حركت بركة اليسار اوالوسط الراكدة ربما تكون فاتحة خير على التحرر في العراق لانها ايقضت الحاجة الى التفكير في مستقبل الحركات السياسية واثارت اسئلة كبيرة..ابسطها صعب جدا من يحكم الان؟؟وكيف يحكم؟؟هل نريد دولة اسلامية عراقية تختفي فيها كل الالوان؟كيف نريد بغداد قبلة للعالم من جهة ونمارس كبت الحريات العامة بالوقت ذاته؟؟ اما كان الاجدر بمجالس المحافظات التركيز على مشاريع الاعمار الكبيرة وتنفيذها قبل القمة العربية المنتظرة او اشروع في تنفيذها على الاقل بدل الانشغال واشغال المجتمع العراقي بهذا الامر التافه؟؟
هل يستفيق اليسار والوسط العراقي على دولة اسلامية عراقية مشابهة لدولة ولاية الفقيه؟؟وتظل الحرية فقط دعوات صحافية ادبية في مقالات لا يريد قراءتها احد من الحاكمين..؟؟
اتحاد الادباء وكافتيريا فقيرة جدا تتحول الى قضية دولية يريد احد الشعراء بعد حين تفجيرها امام ممثلي الاتحاد الاوربي بعد ان فجرها امام الامين العام للجامعة العربية امس في امسية شعرية؟؟ اي عقليات تحكمنا؟؟ولماذا يحدث كل هذا في اول ايام تشكيل حكومة المالكي الرجل الذي لانشك في همته الشخصية ولاذمته في سعيه من اجل بناء دولة قانون مدنية؟؟ هل هذه تمظهرات لضغط قوى تريد للعراق ان يكون دولة اسلامية خالصة؟؟
[email protected]
التعليقات