أعلن عن تسمية السيد سعدون الدليمي وزيرا للثقافة العراقية في الحكومة الجديدة، والدليمي حسب ماهو معروف رسميا سبق له شغل منصب ضابط برتبة عقيد في الاستخبارات العسكرية في زمن نظام صدام، وهذه المعلومة نشرت حينما تم تعينه وزيرا للدفاع في الحكومة الأسبق كنوع من الترويج له بأعتباره صاحب خبرات أمنية ستساعد في بسط الأستقرار، وهو شخصيا اشار الى هذا في سيرته الذاتية عندما ترشح لخوض الانتخابات الأخيرة واختصرها بالاشارة الى عمله في مجال الأمن.

وربما احد اسباب حصول الدليمي على منصب وزاري هو موقفه من إيران حيث سبق له عندما كان وزيرا للدفاع واثناء زيارته الى طهران ان قدم اعتذارا عن الحرب التي جرت بين العراق وإيران، وقد اثار موقفه حينها موجة من الاحتجاج والرفض من قبل قطاعات واسعة من العراقيين، ولهذا يُعتقد ان منصبه جاء ردا للجميل له خصوصا انه شخصية محسوبة على العرب السنة وايران بحاجة الى كسب ودهم!

هل توجد غرابة بتعيين ضابط استخبارات وزيرا للثقافة؟

ابداً، ليس هناك غرابة في عراق المحاصصة والفوضى والنهب، بل سبق تعيين ضابط شرطة وزيرا للثقافة وقبله كان الوزير اماما لأحد المساجد جيء به وزيرا، فما هو الغريب في الموضوع وكل شيء في العراق يسير بالمقلوب وخلاف المنطق والعقل وبالضد من مصالح البلد، سيقول البعض ان الوزير حاصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا في علم النفس وهو ينتمي للثقافة وجدير بهذا المنصب، والجواب : ان الثقافة (تجوهر) في اعماق الذات، وفكر وسلوك وروح، والرجل تأسس في الجيش كضابط استخبارات ثم تحول الى سياسي اسلامي، وقد يصلح وزيرا للدفاع او الداخلية، ولكن بما انه لم يتأسس كأديب أو فنان، فأن ما يحمله من شهادات علمية يظل محصورا في نطاق المعلومات الجامدة التي يخزنها في الذاكرة فقط، فماذا عن روح المثقف وإيمانه بالفن والأدب والحرية والدولة العلمانية ودولة المواطنة، على سبيل المثال : هل سيدعم اقامة ندوة فكرية في وزارة الثقافة عن ضرر نظام المحاصصة وهو جاء الى منصبه عن طريقها؟

بأختصار : ان الحديث في هذا الموضوع لامعنى له في ظل تشوه الحياة السياسية، وخرابها الشامل من جراء تلوثها بجرثومة المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية، وبعد ان انتقلت الى العراق كوارث الحياة السياسية اللبنانية انتهى كل شيء ولم يعد مجديا الكلام، بل للأسف أنتهى البلد كله وتحول الى مقاطعات تحكمها عصابات الاحزاب!
طالع السيرة الذاتية للوزير سعدون الدليمي وفيها اشارة الى عمله في مجال الأمن http://www.sahwataliraq.com/sahwataliraq/morashaheen/more01.html


[email protected]