كنا قد كتبنا في الماضي، أن المستقبل في العالم وفي العالم العربي للحداثة والليبرالية. وأن السلفية والأصولية، تخسر في كل يوم موقعاً جديداً، وتنهار لها قلعة هنا، أو حصناً هناك من البسكويت. ورغم أن الليبرالية ليست حزباً جماهيرياً، وليس لها تجمعاً شعبياً يضمها، ويفتح الباب لمزيد من الأنصار و(المحاسيب)، إلا أن كتابها ومفكريها يتزايدون يوماً بعد يوم. فالكتّاب الليبراليون اليوم ndash; وخاصة في منطقة الخليج ndash; لم يكونوا في الأمس بهذا العدد الكبير، وبهذا الوعي العميق، وبهذه الشجاعة المقدامة، وبهذا العلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفلسفي الواسع. كذلك الحال، بالنسبة للكتّاب والمفكرين الليبراليين العرب المهاجرين، في أوروبا، وأمريكا، وكندا، واستراليا، وغيرها من بقاع العالم الرحبة.


المستقبل لليبرالية والماضي للأصولية

ورغم أن الليبرالية العربية، تفقد في كل يوم مفكراً، وكاتباً، وشاعراً، وأديباً ليبرالياً قيماً، وثميناً، إلا أن الفكر الليبرالي، والدعوة الليبرالية، تشقُّ طريقها بقوة، وتخترق حواجز وقلاعاً سلفية وأصولية متينة ومحصنة، تحصيناً قوياً من قبل المؤسسات الدينية والسُلط السياسية. والسبب في ذلك، يعود إلى أن أبناء الليبرالية هم أبناء المستقبل. بينما أبناء السلفية والأصولية، هم أبناء الماضي. ويقول أستاذنا الفيلسوف الليبرالي المصري مراد وهبه في كتابه (مُلاّك الحقيقة المطلقة) إن للزمان ثلاث آنات (الماضي، والحاضر، والمستقبل) والأسبقية في الرؤية المستقبلية، هي للمستقبل، وليست للماضي. وإذا كان الزمان لاحقاً من لواحق الحركة، وإذا كانت الحركة تتم عن تشوق ndash; على تعبير ابن رشد ndash; فالتشوق هو الدافع للحركة. وإذا كان التشوق مطروحاً في المستقبل، فالحركة لا بُدَّ، وأن تبدأ من المستقبل، وليس من الماضي. وهذا هو معنى التقدم على نحو ما هو وارد لدى اثنين من فلاسفة القرن الثامن عشر، وهما: تورجو، وكوندرسيه.

الداعية سويدان يرفض شعار: quot;الإسلام هو الحلquot; !
من منكم لا يعرف الداعية السلفي والأصولي الكويتي طارق سويدان؟
من لا يعرفه، يمكن أن يعرف عنه الكثير، من خلال الانترنت. ولكن لا بأس ففكرة سريعة عن هذا الداعية السلفي والأصولي، تقول لنا، إن سويدان يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة البترول، من جامعة quot;تلساquot; بأمريكا، ولكنه عاد إلى الكويت لا ليعمل في مجال اختصاصه (حيث لا ملايين الدنانير هناك)، ولكن ليعمل في مجال الدعوة الدينية حيث ملايين الدنانير هنا. فأصدر عدة كتب دينية. وقدم عدة برامج تلفزيونية وإذاعية. وسافر وجاب العالم الإسلامي. وخطب في المنابر والمساجد. وحارب الليبرالية. ووقف ضد الحداثة. وكان إمامه الأكبر ابن تيمية، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب. وهو الآن مدير قناة quot;الرسالةquot; الفضائية الدينية. وكان يردد مع الإخوان المسلمين شعار:

quot; الإسلام هو الحلquot;.
ولكنه في الأمس، ومع تراجع الدعوات السلفية والأصولية الدينية/السياسية، أنكر هذا الشعار. ورفضه جملة وتفصيلاً. وقال في حديث لفضائية العربية، أن شعار quot;الإسلام هو الحلquot; لم يعُد ينفع، أو يشفع، أو يرقع!
كذلك، فقد اعتبر سويدان، في برنامج quot;وجوه إسلاميةquot; على فضائية quot;العربيةquot; 13/8/2010:
quot;إن دخول الإسلاميين إلى معترك السياسة يُسيءُ إلى الدين.quot;
وهو ما تقول به العَلْمانية.
وما سبق ورددناه آلاف المرات!
منتصر الزيّات نادمٌ، ويرفض الدولة الدينية!
ومن منكم لا يعرف الداعية المصري منتصر الزيّات، محامي الجماعات الإسلامية الأشهر؟!
ومن لا يعرفه، يمكن أن يعرف عنه الكثير من خلال الانترنت. ولكن لا بأس، ففكرة سريعة عن هذا الداعية السلفي والأصولي المصري تقول لنا، إن منتصر الزيّات، هو مؤلف الكتب الأصولية: (الجهاد كلمة، 1998)، و (أيمن الظواهري كما عرفته، 2001)، و (الطريق إلى quot;القاعدة، 2004)، و (الجماعات الإسلامية: رؤية من الداخل، 2005). والزيّات هو مؤسس quot;جماعة المحامين الإسلاميينquot; في نقابة المحامين المصريين عام 1985. وفي عام 1986 اعتقل مع الإرهابي عمر عبد الرحمن السجين في أمريكا مدى الحياة، بتهمة تفجير مركز التجارة العالمي 1993.
منتصر الزيّات، قال يوم الخميس الماضي (12/8/2010 ) في برنامج quot;مصر النهاردهquot; في الفضائية المصرية، وفي فقرة quot;اعترافquot; مع تامر أمين، قال، بأنه quot;لا يقبل بالدولة الدينية.quot;
وعندما سأله المذيع:
لماذا؟
أجاب:
quot;لأن الدينيين السياسيين كالإخوان المسلمين، يظلمون بعض المواطنين الآن، وهم خارج الحكم، فما بالك لو حكمونا غداً؟!
وعن دفاعه عن الجماعات الإسلامية، قال:
quot;أنا نادمٌ على ما قُمتُ به!quot;
ورمضان كريم..
السلام عليكم.