قبل أن ينتهي العام 2011 أفتعلت إيران أزمة quot; مضيق هرمز quot;، بغرض رفع أسعار النفط من جهة واستعراض قوتها العسكرية البحرية من جهة أخري، بعد سلسلة من الانفجارات الغامضة التي منيت بها بنيتها النووية الأساسية. بدأت الأزمة بتحذير quot; محمد رضا رحيمي quot; النائب الأول للرئيس الإيراني بوقف إيران لإمدادات النفط عبر مضيق هرمز في الخليج في حال فرض الغرب عقوبات على صادرات النفط الإيراني، كما ذكرت وكالة quot; إرنا quot; للأنباء.
إيران التي أعتادت علي التصريحات quot; الحنجورية quot; الاستفزازية، مثل: quot; الأمريكان ليسوا في مكانة ووضع يمكنهم بأن يسمحوا أو لا يسمحوا لنا بغلق مضيق هرمز quot; أو quot; إغلاق المضيق أسهل من شربة ماء quot; أو quot; الأسطول الإيراني يسيطر بصورة كاملة علي الخليج quot;.. لن تجرؤ علي إغلاق quot; مضيق هرمز quot; ndash; التي تهدد بإغلاقه منذ 6 سنوات - لأن ذلك سيعني إعلانها للحرب على كافة دول المنطقة، إضافة إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، الأمر الذي لا تريده طهران في الواقع.
رد الفعل المتعقل من دول الخليج فضح الأكاذيب الإيرانية، والتصريحات غير المسئولة وحساباتها الخاطئة، فقد أبدت المملكة العربية السعودية ودولا خليجية أخري في منظمة quot; أوبك quot; استعدادها لتعويض نقص الإمدادات في حال فرض أوروبا حظرا على صادرات النفط الإيراني، وإيقاف بيع حوالي 450 ألف برميل يوميا من الخام الإيراني إلى دول الاتحاد الأوروبي. وتكمن الأهمية الإستراتيجية لمضيق هرمز في أنه يربط بين الخليجين العربي والعماني، وهو ممر مائي رئيسي تمر عبره 40 % من امدادات النفط المنقولة بحريا.
quot; مناورة إيران quot; ndash; الولاية 90 - لا تخيل علي أحد وإنما تثير الضحك في زمن عز فيه الضحك، فالأسطول الأمريكي يعادل أساطيل العالم 14 مرة ولا مجال للمقارنة هنا مع قوات إيران البحرية أو غيرها، ناهيك عن أن حكام إيران يعلمون جيدا - رغم المكابرة ndash; ان أول دولة ستتحرك في حال إغلاق مضيق هرمز هي الولايات المتحدة، وأن أكثر الدول استفادة من إغلاق المضيق هي السعودية التي تمتلك خطوط أنابيب جبارة تتصل مباشرة بموانئ البحر الأحمر، حيث بإمكانها ضخ 9 مليون برميل يوميا دون استخدام الناقلات لتعويض تعثر دول الخليج الأخري (الكويت وقطر والإمارات والبحرين وعمان)، وهي تستطيع بسهولة تصدير نفطها عبر الأنابيب السعودية، ما يعني أن برميل البترول قد يصل سعره إلي أكثر من 500 دولارا.
الولايات المتحدة ردت سريعا علي quot; عبث حكام إيران quot; برسالة واضحة، تمثلت في صفقة سلاح لدول الخليج العربي تبلغ 123 مليار دولار، الغرض منها خلق توازن عسكري لاحتواء ايران اقليميا. فقد أعلنت واشنطن عن توقيع صفقة مع الرياض ndash; علي سبيل المثال وليس الحصر - تقضي ببيعها 84 طائرة متطورة من طراز quot; اف -15 quot; بقيمة 29.4 مليار دولار، وتتضمن بالإضافة الى الذخيرة وقطع الغيار وتوفير خدمات التدريب والصيانة، تحديث 70 طائرة quot; إف-15 quot; من طراز أقدم تملكها السعودية، كما تشمل الصفقة 84 مقاتلة من انتاج شركة quot;بوينغquot; وهي مزودة بمعدات رادار متطورة وأنظمة حرب الكترونية رقمية، وهنا quot; بيت القصيد quot;.
الولايات المتحدة وإسرائيل لن تتورطا في توجيه ضربة للمنشآت العسكرية الإيرانية، وأنهما تفضلان quot; الحرب السرية quot; ( الالكترونية) في نفس الوقت الذي تسعيان فيه للضغط على ايران لايقاف برنامجها النووي الرامي لتخصيب اليورانيوم.
ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي 2010 نجح فيروس quot; استاكس نت quot; في تخريب مجمل المنظومة الالكترونية لمعمل تخصيب اليورانيوم في إيران، علي بعد 30 كيلو مترًا من مدينة نطنز، والذي يعد أحد أهم مواقع البنية التحتية في برنامج إيران النووي. وقبل أن ينتهي العام 2011 نجحت طائرات أمريكية بدون طيار في إلحاق أضرار بالغة بالمفاعل النووي الكبير الذي يستخدم في تخزين المواد الخام في مدينة أصفهان، وهو ما وصف بquot; الانفجار الغامض quot; حسب صحيفة quot; تايمز quot; البريطانية، وسبق هذا الانفجار الغامض بأسبوعين وقوع انفجار شديد في قاعدة صاروخية قريبة من طهران أدي إلي مقتل عدد من كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني.
وهو ما يدفعنا إلي التساؤل: أيهما أسهل من شربة ماء، تخريب برنامج إيران النووي أم إغلاق مضيق هرمز ؟
[email protected]