مقالتي هذه نشرت في 12/10/2001 في جريدة المؤتمر، صوت العديد من اطراف المعارضه العراقيه وكان الاستاذ الاخ حسن العلوي رئيس التحرير كما كنت نائبا له والاخ الاستاذ اسامه مهدي قلب الصحيفه وروحها مع عدد لا يتجاوز اصابع اليد من الاخوات والاخوه الاعلاميين العراقيين فقد كان من النادر تلك الايام ان تجد كاتبا ينشر مقالته باسمه الصريح.

ما اشبه اليوم بالبارحه، مع الفارق النسبي، واقول مع الفارق النسبي للذين في قلوبهم مرض كي لايفسروها خارج نطاق الحرص على مصالح الشعب العراقي، يومها كان الدكتاتور واحدا واليوم يتزايدون كانشطار الاميبيا في كل مرافق الدوله، يومها كان الدكتاتور فاسدا واحدا مع بعض افراد عائلته والمحسوبين عليه واليوم ينخر الفساد في كل مفاصل الحياة السياسيه والاقتصاديه في العراق حتى اصبحنا ثاني اكبر دوله في مجال الفساد ناهيك عن البطاله وانعدام الخدمات...... الخ القصه التي يتظاهر العراقيون اليوم من اجل تغير هذا الواقع المر وفي ظل سيل من الاتهامات الصبيانيه لهم من قبل اطراف في السلطه لتغطية فشلهم الذريع في معالجة مشاكل البلد، نعم ما اشبه اليوم بالبارحه!


رياح التغيير

سربست بامرني

اخيرا هناك ضوء، ضوء ساطع، في نهاية النفق الرهيب الذي يعيش فيه شعب العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود، نعم quot;ضوءquot; للشعب العراقي وليس للنظام الحاكم في بغداد، فهو اطلاقا لم يعش في أي نفق أو دهليز أو حتى قبو منذ ان استولى على السلطة وسواء خلال فترة حربه مع الجارة ايران أو خلال احتلاله الجارة الكويت أو خلال العقد الاخير حيث فرضت العقوبات الاقتصادية على بلادنا جراء جرائمه وعنجهيته، فقد كان النظام الذي اقتربت نهايته المحتومة الان، المسخ المدلل للأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين والصينيين والروس، وكانت بعض الانظمة العربية تستجدي رضاه وتدفع له الأتاوات وهى قانعة بذلك.

الضوء الذي في نهاية النفق، لا يعني النظام الا من حيث أنه فجر الحرية الذي يوشك أن يشرق على ربوع بلادنا، ليحيل النظام وزبانيته وجلاوزته ومؤسساته القمعية ومرتزقته الذين يتسابقون في الظهور على بعض الفضائيات العربية متباكين يائسين، الى مزبلة التأريخ.

رياح التغيير القادمة لامحالة، ويا لهولها على الباغين والطواغيت المستأسدين على شعبنا الاعزل، لن تثيرها طائرات وصواريخ الذين كانوا عرابي النظام ومنقذيه من انتفاضة اذار المجيدة، وانما هي الرياح القادمة : من الاهوار والبصرة والسماوة، من الكوت والرمادي وبعقوبة، من النجف الاشرف وكربلاء وبغداد، من حى الثورة والشعلة وبغداد الجديدة وعلاوى الحلة،لتعانق الرياح القادمة من الموصل وكركوك وجبال متينا وقرداغ وشيرين وماكوك وقنديل وبيرمام مرورا بالسليمانية واربيل ودهوك لتطبق على الظالمين.

رياح التغيير هى في الغضب الهادرالذي عاشه شعب العراق داخل النفق الرهيب لسجن النظام
طيلة ثلاثة عقود، والذي سينطلق لينقذ العراق وشعوب المنطقة من اثام النظام وجرائمه بمجرد أن يقوم المجتمع الدولي، وعلى اقل تقدير، بواجبه الاخلاقي والانسانى، بتحييد الالة الجهنمية القمعية للسلطة الارهابية، وهو ما تشير اليه أخيرا كل الدلائل، اذ هناك اجماع شبه كامل على ضرورة الوقوف الى جانب الشعب العراقي في محنته، بعد أن دفع العراق والمنطقة والعالم اجمع ثمنا باهضا للأخطاء الفادحة التي اقترفتها كل الاطراف التي عولت على الدكتاتورية والاجهزة القمعية، بدلا من الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها ومستقبلها بنفسها واشاعة الديموقراطية والمجتمع المدنى واحترام حقوق الانسان والتعددية والتداول السلمي للسلطة واقامة العلاقات على اساس من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لكل الاطراف.

موعدنا الفجر الجديد لامحالة, لا مع زبانية النظام والذين اقترفوا جرائم بحق الانسانية في بلادنا فحسب وانما ايضا مع كل اولئك المرتزقة الذين عاشوا ويعيشون على السحت الحرام من دماء ودموع ومعاناة الشعب العراقي، الذين يبتدعون مقولات التقسيم والتفريط والكارثة وما اليها من خزعبلات بعيدة كل البعد عن اخلاقيات الاسرة العراقية الواحدة الموحدة، التي لا يعرفونها اصلا، في محاولة يائسة باسة لانقاذ النظام الذي يمنحهم فرصة الحصول على بعض فتاة الموائد. quot; وما ظلمناهم ولكن كانوا هم انفسهم يظلمونquot; صدق الله العظيم.