هذا التصريح جاء على لسان مستجوب كان مكلفاً بملف العلامة السيد محمد علي الحسيني رجل الدين الشيعي اللبناني الذي اعتقل قبل ثلاثة اشهر من قبل مخابرات الجيش اللبناني بتهمة laquo;التعامل مع العدو الاسرائيليraquo;.

وفي 10 آب 2011 اصدر القاضي المكلف بالملف أمراً بمنع محاكمة السيد الحسيني واطلاق سراحه لعدم كفاية الادلة.
غير أن الادعاء العام طعن في هذا القرار ليبت في الملف قاضي الاستئناف، مما يعني أن السيد الحسيني بقى في السجن لفترة أخرى.
وفي السابع عشر من شهر آب اصدر قاضي الاستئناف ضد قرار المحكمة الاولى وقرر احالة السيد الحسيني لمحكمة تمييز أخرى، وهذا يعني ان العلامة الحسيني سيبقى فترة اخرى في السجن.

هذه خلاصة ما دار في ما يسمى بملف رجل الدين الشيعي اللبناني على الصعيد القضائي.
لكن هناك قضايا تدور في الساحة اهم من المسار القضائي. منها ما نقل عن السيد الحسيني بأن جميع الاسئلة الموجهة اليه كانت حول مجاهدي خلق وعلاقة الرجل بمجاهدي خلق، حتى عاد المحقق ليقول له laquo;إن مجاهدي خلق اخطر من الموساد بالف مرةraquo;. ولمّا نقل laquo;المتهمraquo; إالى سجن استطاع فيه من اللقاء بعائلته سمع منهم، وباستغراب، بأن التهمة المعلنة ضده كانت التعاون مع إسرائيل!

هناك قضية اخرى يجب الامعان حولها وهي اصدار مذكرات توقيف بحق اربعة اشخاص تابعة لحزب الله بتهمة تورطهم في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري. ويعلن حزب الله جهاراً وعلى رؤوس الاشهاد بأنه لن يرضخ لقرار المحكمة الدولية في هذا المجال. وفي الوقت نفسه يقول حسن نصرالله أن إسرائيل هو المسؤول عن اغتيال رفيق الحريري.

فمن خلال مقارنة هاتين القضيتين يمكن فهم مدى اهتمام حزب الله بالقضاء وبالعدل حيث أن من الواضح أنه لايأبه اطلاقاً بهما، ففي القضية الاولى يجعل من جهاز القضاء أداة لتصفية الحساب مع شخصية لايريد ان يدور في فلك حزب الله ونظام الملالي. بل بالعكس تماما يريد فضح ممارسات حزب الله وولاية الفقيه ويريد دعم المعارضة الحقيقية لنظام الملالي المتجسد في مجاهدي خلق وفي أشرف المحاصر.

وفي القضية الثانية عن تورط النظام الايراني ووكيله في لبنان في عملية اغتيال الحريري والاغتيالات الاخرى لكن حزب الله يحاول أن لايسمح بتطبيق قرار المحكمة الدولية. ولن ننسى تصريح مرشد حزب الله وولي أمره، خامنئي، عندما عبّر في لقائه بامير قطر في طهران بالحرف الواحد عن محكمة لبنان بقوله laquo; إنه محكمة صورية وأي قرار اصدره فهو مرفوض تماماraquo;! و من يتمعن في هذا القول يدرك جيداً بانه لايمكن ان يتفوه شخص بهكذا كلام عن محكمة دولية اجمع عليه العالم من خلال مجلس الامن، إلا وأن يكون هو ومجموعته يدافع عن متورطين في الجريمة التي تنظر فيها هذه المحكمة.

هناك قضية ثالثة ايضاً لها شأن اهم من الاولى والثانية وهي موقف النظام الايراني وحزب الله من انتفاضة الشعب السوري. لاحاجة إلى الشرح بان ابناء الشعب السوري الابطال بقوا حتى الآن في قبضة بطش النظام الاسدي ولا أحد يدافع عنهم بالشكل الذي يليق بهم. بالعكس عند ما يحاول الدول الغربية بفعل شئي من خلال مجلس الامن تحول روسيا والصين دون بلورة قرار ضد عمليات القمع في سوريا. فالشعب السوري بقي تحت رحمة دبابات ورشاشات وسراديب تعذيب بشار الاسد وقوات القدس الارهابية وعناصر حزب الله. وبلغ الامر حداً أن شخصية دولية مثل السيدة بيلاي التي تمتاز برؤيتها المحافظة للامور اعلنت عن اكثر من 2200 قتيل جراء الانتفاضات السورية. ولاشك أن عشرات الآلاف يعيشون في بؤر التعذيب. فالسؤال الموجه هنا لحزب الله هو: أليس موقفكم تجاه الشعب السوري المنتفض المظلوم يعبّر عن المثل الاعلى للنفاق؟ مع أن ملالي طهران يحاولون الصاق هذا العنوان بمجاهدي خلق.

لكنني اودّ أن اذكّركم بأن هذه المواقف الهوجاء، أي مساعدة بشار الاسد في الفتك بابناء الشعب السوري، ورفض قرارات المحكمة الدولية، واعتقال رجل دين شيعي والصاق تهمة التعاون مع العدو به، وما الى ذلك من مواقف نفاق قد اسقطت ورقة التوت منكم وجعلتكم مكشوفين امام الشعوب العربية والاسلامية التي ارادت التخلص من الانظمة الاستبدادية ومن البطش والفساد. فالسؤال الموجه اليكم هو انكم هل تستطيعون التمادي بهذا الصلف والوقاحة وذر الرماد في عيون الشعب اللبناني الى الابد؟

واودّ التذكير هنا بحالة مماثلة تماماً بشأن ما يدور في أشرف. خاصة وأن العلامة الحسيني قال ان التهمة الرئيسية الموجهة اليه هي أنه كان بصدد ارسال قافلة طيبة إلى أشرف لعلاج الجرحى والمرضى المحاصرين هناك. نعم يكفي نظرة بسيطة الى ما يدور في أشرف وما يفعله نوري المالكي والآخرين المحسوبين لنظام الملالي ضد سكان أشرف. على سبيل المثال العالم شهد الهجوم الوحشي لقوات المالكي على الناس العزل في أشرف وقتل النساء والرجال بابشع الاشكال وارتكاب جريمة حرب. لكن المالكي يقول أن سكان أشرف هم الذين هاجموا قواتنا! واصرّ على أن احداً لم يقتل، وبعد ما اعلنت السيدة بيلاي بان 34 شخصاً قتلوا فاعلن المالكي وجماعته بأن هؤلاء قتلوا من الخلف وعلى يد سكان أشرف انفسهم.

فياترى من اوجه الشبه القوية بين تصريحات حزب الله وبشار الاسد ونظام الملالي بشأن ابناء الشعب السوري وما يقوله نوري المالكي والفريق غيدان والملالي في طهران عن سكان اشرف. يبدو ان المثل الذي يقول laquo;إن الطيور على أشكالها تقعraquo; يجد مصداقا بارزاً في هذا المجال.

ولاشك ان هذا المحور، اي محور ملالي طهران- حكومة المالكي- بشار الاسد ndash; حزب الله، بدأ يتهز، ونتمنى من الله في هذا الشهر الفضيل وفي هذه الايام المباركة ان يمنّ على الشعوب الايرانية والعراقية والسورية واللبنانية بتخليصهم من الدجل والنفاق تحت ستار الاسلام والممانعة. آمين رب العالمين.

رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية