عدل الاتحاد التونسي لكرة القدم عن قراره باستئناف نشاط الدوري التونسي نهاية هذا الأسبوع وبرر اتحاد الكرة في تونس موقفه هذا بغياب الضمانات المالية والأمنية.


سيعقد الاتحاد اجتماعًا طارئًا خلال الايام القليلة المقبلة للبحث في إمكانية تأجيل الدوري إلى موعد لاحق أو إلغائه نهائيًا.

وحسب ما يدور حاليًا داخل اروقة الاتحاد فان النية تتجه إلى استئناف نشاط الدوري في غضون نيسان/إبريل المقبل، وتحديدًا في السابع عشر من هذا الشهر، حسب ما اتفقت عليه الاندية التونسية اليوم بعد مفاوضات عسيرة مع الجامعة ومع مختلف الجهات المعنية، وهو ما أكده عضو ودادية رؤساء الأندية ورئيس الاولمبي الباجي المختار النفزي.

الأندية تمسكت بضرورة توفير وزارة الداخلية للحضور الأمني المطلوب، وبالتالي عدم تحمل المسؤولية مباشرة في أية تجاوزات يمكن أن تحدث من قبل الجماهير الرياضية، كما أبدت اعتراضها على المشاركة في الجهد الأمني من خلال حراس الملاعب (les stadiers) مثلما هو معمول به في مختلف الدول الأوروبية.

إضافة إلى ذلك، طالب ممثلو الأندية بضمان الدعم المالي من البروموسبور وعائدات البث التلفزيوني، واعترضوا على اجراء المباريات في غياب الجمهور، وهو ما وضع الجامعة التونسية لكرة القدم، ومن ورائها وزارة الرياضة أمام الأمر المقضي أي أمام حتمية التأجيل الى الشهر المقبل، مع الإشارة الى أن الشهر الحالي سيقترن بمشاركة الفرق التونسية في المسابقات القارية وبالتزامات المنتخب الأولمبي والمنتخب الأول.

ولأن الرؤية لم تتضح بعد بشأن استئناف الدوري التونسي نظرا إلى الأوضاع الأمنية المتقلبة التي تشهدها البلاد فإن القرار النهائي يبقى رهين ما ستسفر عنه مباراة النادي الإفريقي التونسي والجيش الرواندي في إطار مباريات دوري أبطال افريقيا، حيث تعلق سلطة الإشراف والاتحاد التونسي للعبة آمالاً كبيرة على هذه المباراة لجس نبض الشارع التونسي، والتأكد من مدى جاهزية مكونات المشهد الرياضي لاستئناف النشاط.

quot;إيلافquot; التقت بعض المتداخلين في اللعبة لمعرفة موقفهم بشأن إمكانية عودة الدوري التونسي للنشاط من عدمه وقد تباينت الآراء بين مؤيد ورافض له.

أنور الحداد الناطق الرسمي باسم الاتحاد التونسي لكرة القدم أكد أن الجميع يترقب القرار النهائي بشأن عودة الدوري من عدمه، مضيفا أن الاتحاد يسعى بكل ما أوتي من جهد إلى إنجاح الموسم الرياضي وإتمامه على أحسن وجه.

وأوضح أن الاتحاد وبالتنسيق مع بقية النوادي التونسية بحث الأمر، ودرس الموضوع من كل جوانبه، والنية تتجه فعلا إلى مواصلة الدوري، غير أن هذا الأمر يبقى رهين الأوضاع الأمنية خلال الساعات القليلة المقبلة، وربما قد تكون البداية انطلاقا من الأسبوع المقبل، بعد مباراة النادي الافريقي والزمالك المصري، خاصة وان التزمات النوادي التونسية والمنتخب الوطني على حد السواء على الصعيدين المحلي والقاري يحتمان على الجميع استئناف النشاط.

في السياق نفسه، يؤكد شكري العميري الناطق الرسمي لفريق النجم الرياضي الساحلي أن عودة الدوري إلى نشاطه بات أمرا مفروغا منه نظرا إلى حاجة النوادي إلى تمويل خارجي يدعم ميزانية الفريق، خصوصًا وان توقف الدوري أضر كثيرا بالأندية التونسية التي لها التزامات مادية ومعنوية تجاه اللاعبين وكل محيط الفريق، وهو ما يحتم ضرورة المجازفة والعودة الطبيعية إلى النشاط، كما إن غياب النسق على اللاعبين قد يؤثر سلبًا على جاهزيتهم التنافسية. العميري أكد أن القرار الأول والأخير يبقى بيد سلطة الإشراف، إلا انه يتمنى إعطاء الضوء الأخضر لاستكمال ما تبقى من عمر الدوري.

توقف الدوري التونسي عن النشاط منذ أكثر من ثلاثة أشهر أضر كثيرًا بالنوادي التونسية التي لم تعد قادرة على مجابهة مصاريفها الاعتيادية وعلى سداد أجور وجرايات لاعبيها، مما أجبر البعض على التمرد ومقاطعة التدريبات، وبعدما توقع البعض عودة الحياة الى الكرة التونسية رفضت النوادي بالاجماع غياب الضمانات الامنية، لذلك يترقب الاتحاد التونسي مآل مباراة الافريقي والزمالك لمعرفة القرار النهائي.

على الطرف المقابل، يعتقد نبيل معلول مدرب الترجي التونسي أن هناك أولويات أهم من كرة القدم ومن الرياضة بصفة عامة، فالوضع الذي تعيشه البلاد وحالة المخاض السياسي الذي تشهده تضع استئناف الدوري التونسي من عدمها من آخر الاهتمامات، فالشارع التونسي ليست له قابلية حاليًا للحديث عن الكرة وما شابهها، كما إن الظروف التي تحيط بعودة الدوري تبعث على القلق لأن المجازفة قد تكون غير محمودة العواقب، وقد تعود بالسلب على الوضع الأمني في البلاد.

وهو ما توصلت اليه جميع الاطراف المتداخلة في اللعبة خلال الاجتماع الاخير الذي عقده الاتحاد التونسي للعبة. ويضيف المدير الفني للترجي انه يتمنى العودة إلى ممارسة النشاط بشكل اعتيادي، غير أن هذا لا يمكن أن يحصل إلا بتضافر عوامل عدة، وما عدى ذلك فإن الأمر يعد مخاطرة، وان اقتضى الأمر فإلغاء بطولة هذا الموسم ليست نهاية العالم.

بالنسبة إلى قيس اليعقوبي المدير الفني للنادي الإفريقي يرى هذا الأخير أن الظرف الحساس والاستثنائي الذي تعيشه البلاد قد يجعل من عودة الدوري أمرا صعبا نوعا مًا، خصوصًا وان الجانب الأمني يعتبر مفقودًا نوعا ما، وهو ما قد يشكل خطرًا على سلامة اللاعبين والجماهير على حد سواء.

لكن هذا لا يعني حتمًا أن قرار الاستئناف غير متاح بالمرة، فالأوضاع الأمنية بدأت تتحسن تدريجا، وهناك وعي جماعي من الشعب التونسي كافة بضرورة تجاوز هذه الفترة الحرجة، مضيفا أن النادي الإفريقي ًنجح في عقد جلسة انتخابية تاريخية منذ أيام من دون ان يكون هناك أي حضور امني، وهذا يعتبر عاملاً ايجابيًا، ويؤكد أن الرياضيين في تونس والجماهير على حد سواء على درجة كبيرة من الوعي قد تؤهلها للتخلص من بعض المخاوف التي تنتاب الأسرة الرياضية، مؤكدا ان مباراة الزمالك المصري ستحدد بشكل كبير القرار النهائي للاتحاد التونسي.

يذكر أن الاتحاد التونسي لكرة القدم دخل في خلاف مع الاندية التونسية بسبب اختلاف في وجهات النظر، وسيجتمع مرة أخرى وسط هذا الأسبوع لتباحث إمكانية استئناف النشاط من عدمه، والأنظار كلها ستكون موجهة على مباراة دوري أبطال إفريقيا بين الإفريقي التونسي والزمالك المصري، وقد تكون نقطة الضوء في تحديد القرار الأخير، بيد ان المتابع كواليس الاتحاد يؤكد وجود مخاوف كبيرة، خاصة وانه تم إلغاء أكثر من مباريات ودية كانت مبرمجة خلال نهاية هذا الأسبوع، أهمها مباراة الإفريقي والنجم الساحلي، التي أُلغيت لدواع أمنية، رغم أن الفريقين طالبا بإقامتها من دون حضور جماهير.