يشاع ان الذي شجع حسين کامل صهر الرئيس العراقي الاسبق على العودة الى بغداد هو ما قيل بأن صدام حسين قد أرسل لهquot;شعرةquot;من شاربه کدلالة على منحه الامان و الطمأنينة من أي مکروه قد يکون في إنتظاره. وللشارب في کل المجتمعات الشرقية بشکل عام قصته و کذلك هيبته، إذ ليس الامر محصور بعرق أو فئة دون أخرى، بل و ان هناك جماعات تعتبر الشارب من المقدسات التي يجب على الرجل المحافظة عليها، ومن هنا، و في وسط کان مشرئبا بشکل تام بهکذا قيم، فإن حسين کامل قد عاد الى بغداد ليجد ان شعرة شارب الرئيس قد صارت في مهب الريح بعد تلكquot;المذبحةquot;التي أعدت له بأوامرquot;عشائريةquot;کما قيل. الحق انني لم أکتب هذا الموضوع إلا بعد ان بعث لي أحدquot;الاخوانquot;رسالة الکترونية طويلة يسخر خلالها من الوضع الذي إنتهى إليهquot;الاکرادquot; الذين(باعوا کل شئ في سبيل لاشئ)على حد قوله. هذا القارئ يستمر في رسالته التهکمية نوعا ما و يقدم لي النصيحة بأنه لو(استند الاکراد على دعم اي رئيس عربي او اسلامي لما کانت ترکيا تتجرأ بالهجوم على الاکراد. لکن هذا هو سعر من باع نفسه رخيصا) ثم يستدرك الاخ قائلا(لکن عندما استند الاکراد على بوش ماذا جنوا غير الخيبة و الخذلان و الخسارة وحتى اقول بأي شئ يقسم لکم بوش حتى تصدقونه؟)!! لا أدري لماذا، لکنني تذکرت فجأة الشارب و شعرة منتوفة منه وقد ارسلت على طبق من ذهب الى قادة حزب العمال الکوردستاني من قبل أحد قادة المنطقة و هو يطلب منهم ان يخلوا قواعدهمquot;آمنينquot;الى الجهة التي يراها صاحبquot;الشعرة المقدسةquot;مناسبا حتى يصبحوا بعد ذلك الاخلاء فيquot;شرفquot; حمايةquot;شارب الزعيمquot;.


وقطعا لو فعل الشعب الکوردي ذلك منذ أوائل القرن العشرين و وضع نفسه فيquot;عصمةquot;شارب مفتول مثل شاربquot;العکيد ابو شهابquot;، لما کان جرى الذي جرى!!


لکنني في نفس الوقت لم أجد هناك شاربا في المنطقة بمقدوره أن يتحمل مسؤولية 40 مليون انسان، خصوصا و ان هذه الشوارب مشغولة و منهمكة بمشاکلها و أزماتها الخاصة و العامة وليس لديها أي وقت فراغ تصرفه في هکذا أمورquot;تراثيةquot; وquot;سياسيةquot;فهناك الاهم! أما شارب بوشquot;الحليقquot;فهو يکاد يوازيquot;درزن شوارب کثةquot; و ان شعرة من شارب بوش قد منحت بالامس الاستقلال لکوسوفو، مثلما حمت شعرة من شارب أبيهquot;الحليق أيضاquot;قبل ذلك مسلمي البوسنة و الهرسك و صنعت لهم الحرية و الاستقلال، فهي جديرة بتحمل العديد من المشاکل و الازمات. لکن، بخصوص ما يتعلق بمستقبل الجيش الترکي في الاقليم الکوردي، فإنني اقول: خذوها من شارب بوش سوف يخرجون وهم صاغرون!

نزار جاف
[email protected]