في تقرير لإيلاف يوم 12 فبراير..تحت عنوان أصغر ام في مصر تتحول إلى حدث سويدي.. اذ يتحدث التقرير أن الطفله ذات الثانية عشرة سنه.. والتي وضعت مولودها الذي هو ثمرة إغتصاب.. وإهتمام الصحافة السويديه بالحدث.. ورد فعل المجتمع السويدي حين اعلنت سيده سويديه عن حملة تبرعات لتكفل الطفله إلى أن تحقق حلمها في أن تتخرج من الجامعه وتدرس الطب..
أنا لا أستغرب رد فعل المجتمع الغربي لمثل هذه القصه.. ولكن الذي أستغربه جدا وإن كنت حذرة في تفاؤلي هذا.. هو رد فعل عائلة الضحية وقبولها باستمرار حمل الطفله.. ثم مشاركتها في برنامج سيرة وانفتحت.. متحدية بذلك كل التقاليد والأعراف.. وهي خطوة جريئه.. في الإتجاه الصحيح..

مذلة الإغتصاب واحده سواء في الشرق أو في الغرب.. والضحية هي الضحيه..والآثار النفسيه التي تتحملها الضحية لا تختلف بين إمرأة شرقيه أوغربيه.. ولكن الفرق في تعامل المجتمع وحماية القانون لها يختلف كثيرا..فالغربية لها مطلق الحرية في إبلاغ البوليس من عدمه.. وإن كانت الكثيرات منهن سواء الشرقيه او الغربية يفضلن عدم الإبلاغ.. بالنسبة للغربية تحمل جراحها معها.. وتستمر في حياتها.. ولكن بالنسبة للشرقية فالعقاب في معظم الحالات ليس على الجاني.. وإنما عليها هي..حين تذبح مرات ومرات بمقصلة المجتمع.. هذا إن لم تقتل على يد أخوها أو أبوها أو احد أبناء عمومتها.. لأنها لوثت شرف العائله..أما الجاني فقد يختفي ويعفيه المجتمع من العقوبه أما القاتل فيتعرض لعقوبة تختلف من بلد إلى آخر ولكنها وفي معظم الحالات لا تتجاوز 6 أشهر تحت قانون قتل الشرف.. وعدم قدرته على التحكم بأعصابه حين وقعت الجريمه.. ويخرج بعدها ليستقبله المجتمع بالزغاريد كبطل حرره من تلوث بيئي.. وتنتهي وتدفن المرأه بمأساتها وتنسى من الجميع... أما في المجتمع الغربي.. فإذا ثبتت الجناية فإن القاتل يتعرض لأقصى العقوبات.. و لا تهان المرأه في مجتمعها لأنها ضحيه...... ولكن أن تحمل أي منهما فهنا المصيبة الكبرى.. أن تكون هناك ثمرة علاقة جنسيه لا يد للمرأة فيها.. علاقة غير متبادلة.. بل مهينة بكل معنى الكلمه.. تذكرها في كل لحظة بالإغتصاب لإرادتها.. ولحريتها.. وللشرقية لعذريتها..... ولكن مرة اخرى تعامل المجتمع مع هذه الثمره هو الذي يختلف.. في المجتمع الغربي تبقى هذه الثمرة طاهرة مقبولة في المجتمع تخفف عن الم قهر الإغتصاب..وإن لم تنسى فجاحة الحادثه.. ولكن في المجتمع الشرقي.. فهي تعيش على إحتقار من المجتمع ومن أسرتها.. وكل ما حولها.. وتحرم بقية عمرها من الزواج. أما إذا حصل وحملت فهي مصيبة أكبر من سابقتها.. فإما أن تدفن.. وإما أن ترمى ثمرة هذا الحمل في صفيحة القمامه.. وإما تترك على باب الجامع.. ولكن وفي كل الأحوال تبقى بلا إسم وبلا لقب.. وبلا هوية.. يلفظها المجتمع..
استغربت جدا حين قرأت قصة الطفله المصرية.. ولا أنكر بأنني أعجبت جدا برد فعل الأهل حين لم يتعاملوا معها كمجرمه.. ولكن كضحية.. ولكن ما أستغربه.. هو لماذا لم يسمح لها بالإجهاض ليوفروا على المولود إحتقار المجتمع.. أكاد أن أجزم بأن لا رأي للطفله.. ولكن السؤال.. لماذا إحتفظ أهلها بالجنين.. لماذا لم يجهضوها.. خاصة وهي في سن مبكرة جدا للإنجاب...


ألم يكن من الأفضل لها وللجنين التخلص منه في شهور الحمل الأولى.. ليس فقط لأنه يشوه حياتها.. ولكن والأهم لحماية مستقبل هذا الطفل من تشويه المجتمع له وعدم قبوله..

أتمنى أن يكون المجتمع تغير في غفلة ووسع صدره لضحايا الإغتصاب.. وللقطاء بلا إسم ولا هوية.. ولكن الخوف والتساؤل يسيطر على تفكيري.. بحيث لا أستطيع أن أهرب بأنها قد تكون طريقة مبتكرة أيضا للحصول على المساعده الماليه.. والفقر والبطاله والخوف من المستقبل سيكون سيد التبريرات.


أحلام أكرم

باحثه وناشطه في حقوق الإنسان